[يا من تفرقون الأمة]
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[07 - 06 - 03, 04:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الموضوع: يا من تفرقون الأمة الإسلامية.
يا من تفرقون الأمة هكذا البعض يصف من ينكر على أهل البدع و الضلال و يكشف حالهم بأنهم يفرقون الأمة الإسلامية و ينشرون الفتن بين المسلمين نقول لهم:
النبيّ صلى الله عليه وسلم أخبرنا بافتراق هذه الأمّة إلى ثلاث وسبعين فرقة كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما كما رواه الترمذي و غيره و إسناده حسن، و أن النّجاة لفرقة واحدة و هي التي على منهاج النّبوّة، و الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
و يريد هؤلاء اختصار الأمّة إلى فرقة وجماعة واحدة مع قيام الاختلاف العقديّ المضطرب؟!.
أم أنها دعوة إلى وحدة تصدِّع كلمة التّوحيد فاحذروا.
وما حجّتهم إلا المقولات الباطلة:
1) لا تصدِّعوا الصفّ من الدّاخل!.
2) لا تثيروا الغبار من الخارج!.
3) لا تحرّكوا الخلاف بين المسلمين!.
4) نلتقي فيما اتّفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه!. وهكذا.
وأضعف الإيمان أن يقال لهؤلاء: هل سكت المبطلون لنسكت، أم أنهم يهاجمون الاعتقاد على مرأى ومسمع، و يُطلب السّكوت؟ اللهمّ لا ...
ونُعيذ بالله كل مسلم من تسرّب حجّة اليهود، فهم مختلفون على الكتاب، مخالفون للكتاب، و مع هذا يظهرون الوحدة والاجتماع، و قد كذّبهم الله تعالى فقال سبحانه: ((تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وقُلُوبُهُمْ شَتَّى)).
وكان من أسباب لعنتهم ما ذكره الله بقوله: ((كانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُنكَرٍ فَعَلُوهُ)).
و لهذا فإذا رأيت من ردّ على مخالف في شذوذ فقهيّ أو قول بدعيّ، فاشكره على دفاعه و نصرته لمنهج السلف الصالح بقدر ما وسعك.
ولا تخذِّله بتلك المقولة المهينة (لماذا لا يردّ على العلمانيّين؟!)، فالناس قدرات ومواهب، وردّ الباطل واجب مهما كانت رتبته، وكل مسلم على ثغر من ثغور ملّته.
قال ابن تيمية في كتابه مجموع الفتاوى 5/ 110: و قال بعضهم لأحمد بن حنبل: إنه يثقل علي أن أقول: فلان كذا، فلان كذا؟ فقال: إذا سكت أنت وسكت أنا، فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم؟ إ. اهـ.
وإذا كان النصح واجبا في المصالح الدينية الخاصة والعامة: مثل نقلة الحديث الذين يغلطون أو يكذبون، كما قال يحيى بن سعيد: سألت مالكا والثوري والليث بن سعد و الأوزاعي عن الرجل يتهم في الحديث؟ فقالوا: بين أمره.
و مثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة والعبادات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم و تحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين.
حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف، فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع، فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل. اهـ.
قال ابن تيمية رحمه الله: فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم، من جنس الجهاد في سبيل الله، إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعه ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين. ولو لا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء، لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب.
فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين، إلا تبعا، وأما أولئك، فهم يفسدون القلوب ابتداء. اهـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: تم الاستفادة عند تحرير هذا المقال من كتاب الرد على المخالف.
هذا الرابط له علاقة بموضوعنا:
http://alsaha.fares.net/[email protected]@.1dd3973e
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أحمد المطيري]ــــــــ[07 - 06 - 03, 05:34 م]ـ
بارك الله فيك
وما أجمل مانقل شيخ الإسلام رحمه الله عن إمام أهل السنة أحمد
رحمه الله
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[07 - 06 - 03, 07:25 م]ـ
أخي الكريم عباس رحيم
لا يخفى عليك أن التفريق نوعان:
* نوع محمود وهو ما ذكرته من إظهار الفرق بين المسلمين والكافرين، أو بين المؤمنين والمنافقين، أو بين أهل السنة وأهل البدعة.
* ونوع مذموم في مثل قوله تعالى (ولا تفرقوا) وقوله (ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين) ونحو ذلك من النصوص، وهو التفريق بين المؤمنين أنفسهم المنتسبين إلى السنة إجمالا، فهؤلاء مهما أخطؤوا عن اجتهاد أو تأويل فهم إخواننا لا نهجرهم ولا نتبرأ منهم، ولا نخرجهم من الفرقة الناجية، وكلام أحمد _ الذي ذكرتموه _ وما أشبهه من كلام السلف في هجر أهل البدع والإغلاظ عليهم، ينبغي أن يحمل على المنتسبين إلى الفرق الضالة، فهؤلاء حتى لو وافقوا أهل السنة في مسائل فهم مبتدعة باعتبار الأصل الكلي الذي تحزبوا عليه، ولا ينبغي أن يحمل على من كان منتسبا في الجملة إلى السنة، ولكنه أخطأ في مسائل فوافق قوله فيها بعض قول أهل البدع، فقد كان في أئمة التابعين الكبار، من أخطأ في مسائل في القدر أو مسائل في الإيمان ونحو ذلك، كالحسن وقتادة وأمثالهما، وما علمنا أنهم هجروهم ولا أحرقوا كتبهم ولا أنكروا سابقتهم وفضلهم، ولا قالوا هم من الاثنتين وسبعين فرقة الهالكة، ولكن ترحموا عليهم واستغفروا لهم وعرفوا لهم فضلهم، ونبهوا على خطئهم.
فالطامّة تأتي من طائفتين:
_ طائفة تريد أن تجمع بين من فرّق بينهم الله ورسوله
_ وطائفة تريد أن تفرق بين من جمع بينهم الله ورسوله
وكلا الطائفتين ذميم، وذو عمل لئيم، وكلاهما يطلق كلمة حق ويريدٌ بها الباطل، والله تعالى يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، وما يذكر إلا أولوا الألباب.