تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[((((((((كلام يكتب بماء الذهب)))))))]

ـ[خادم السنة]ــــــــ[07 - 06 - 03, 09:49 م]ـ

[((((((((كلام يكتب بماء الذهب)))))))]

مناشدة الدليل مع احترام الأئمة

يقول ابن القيم في اعلام الموقعين ((3/ 295 ــ 298))

والثاني معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم وأن فضلهم وعلمهم ونصحهم لله ورسوله لا يوجب قبول كل ما قالوه وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم ماجاء به الرسول فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها لا يوجب إ طراح اقوالهم جملة وتنقصهم والوقيعة فيهم فهذان طرافان جائزان عن القصد وقصد السبيل بينهما فلا نؤثم ولانعصم ولانسلك بهم مسلك الرافضة في علي ولامسلكهم في الشيخين بل نسلك مسلكهم أنفسهم فيمن قبلهم من الصحابة فإ نهما لا يؤثمونهم و لايعصمونهم ولايقبلون كل اقوالهم ولا يهدرونها فكيف ينكرون علينا في الائمة الأربعة مسلكا يسلكونه هم في الخلفاء الأربعة وسائر الصحابة ولامنافاة بين هذين الأمرين لمن شرح الله صدره للإسلام وإنما يتنافيان عند احد رجلين: جاهل بمقدار الأئمة وفضلهم أو جاهل بحقيقة الشريعة التي بعث الله بها رسوله ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الاسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الاسلام وأهلة بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة وهو فيها معذورة بل ومأجور لاجتهاده فلايجوز أن يتبع فيها ولايجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين.

قال عبد الله ابن المبارك: كنت بالكوفة فناظروني في النبيذ المختلف فيه فقلت لهم: تعالوا ليحتج المحتج منكم عمن شاء من اصحاب النبي صلى الله عيه وسلم بالرخصة فإن لم يبين الرد عليه عن ذلك الرجل بسند صحت عنه فا حتجا فما جاؤا عن احد برخصة إلا جئناهم بسند فلما لم يبق في يد أحدهم منهم الا عبد الله بن مسعود وليس احتجاجهم عنه في شدة النبيذ بشيء يصح عنه إنما يصح عنه أنه لم ينتبذ له في الجر الاخضر قال ابن المبارك: فقلت للمحتج عنه في الرخصة: يا أحمق عد أن ابن مسعود لوكان ههنا جالساً فقال: هو لك حلال وماوصفنا عن النبي صلى الله عليه وسلم

وأصحابه في الشدة كان ينبغي لك أن تحذر وتخشى فقال قائل: يا ابا عبد الرحمن فالنخعي والشعبي وسمى عدة معهما كانوا يشربون الحرام فقلت لهم دعوا عند المناظرة تسمية الرجال فرب رجل في الاسلام مناقبة كذا وكذا وعسى ان تكون منه زلة أفيجوز لأحد أن يحتج بها فإن ابيتم فما قولكم في عطاء وطاوس وجابر بن زيد وسعيد بن جبير وعكرمة قالوا كانوا خيارا قلت:فما قولكم في الدرهم بالدرهمين يداً بيد؟ قالوا حرام فقلت: إن هؤلاء رأوه حلالاً أفماتواوهم يأكلون الحرام؟ فيهتوا وانقطعت حجتهم قال ابن المبارك: ولقد أخبرني المعتمر بن سليمان قال: رآني أبي أنشد الشعر فقال يابني لا تنشد الشعر فقلت: ياأبت كان الحسن ينشد الشعر وكان ابن سيرين ينشد فقال: أي بني إن اخذت بشر مافي الحسن وبشر مافي ابن سرين اجتمع فيك الشر كله

قال شيخ الاسلام ((وهذا الذي ذكره ابن المبارك متفق عليه بين العلماء فإنه مامن أحد من اعيان الأئمة من السابقين الأولين ومن بعدهم إلا وله أقوال وأفعال خفي عليهم فيها السنة))

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير