هذا إذا سلّمنا أن هناك صراخ ولا نعلم أيضاً ما تؤول إليه حالة الرأس بعد الضرب فأمور الآخرة لا تقاس على أمور الدنيا بحال وليس لنا حتى أن نصورها في عقولنا فكيف نصورها بهذه الطريقة؟؟؟؟.
وأنا أذكر قولاً لأحد العلماء (أظنه الأوزاعي) إذا ما وهمت ولكني لا أذكر في أي الكتب مرّ بي، حيث قال: (نصوص الوعيد لا تؤول).
.فكيف لو علم رحمه الله أنها تُصوّر أيضاً؟؟؟
وأظن أنه كما قال شيخنا خالد الشايع: حتى لا تقلل هيبة نصوص الوعيد في قلوب الناس.
ومن المضحكات المبكيات: حدثني بعض الأصدقاء عن إنسان أراد أن يزرع هيبة النار في قلوب طلابه: فأتى بفحمة فأشعل فيها النار حتى احمرت فأخذ يشرح ويذكّر وينذر من حرها، حتى صارت رماداً أثناء الشرح.
فقيل له هكذا نار الاخرة؟ قال: نعم. قال السائل: ما أيسرها. (لأن نهايتها أن تكون على أهلها رماداً) هذا الذي فهمه الطالب من سوء الوسيلة وركاكة الشرح. وأخشى أن مثل هذه الفلاشات واستخدامها بهذه الطريقة أن تقلل من هيبة النص في القلوب.
.وقد ذكر شيخنا العلامة بكر أبو زيد في كتيب موسوم بـ (العلامة الشرعية لبداية ونهاية الطواف) ودندن حول بدعية هذه العلامة فقال: وعليه لا حاجة لإيجاد وسيلة وعلامة لتحقيق هذه الغاية فيكون هذا الخط تزيّداً محدثاً فهو بدعة إضافية وتقرب إلى الله بما لم يُشرع فتجب إزالتها.أ. هـ ص 24.
فإذا كان هذا في العلامة التي قد يكون فيها فائدة وليست من أمور الغيب. قيل فيها هذا القول وشُنَّع على فعلها هذا التشنيع وهو وصفه بالابتداع فكيف إذاً موضوعنا مدار النقاش فما ذا يُقال عنه؟؟؟؟؟.
وذكر ــ حفظه الله ــ قاعدة، وهي: (أن ما وجد سببه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مع انتفاء المانع ولم يُفعل فالسنة تركه). أ. هـ ص25 نقلاً عن الفتاوى 26/ 172 واقتضاء الصراط المستقيم 173،27/ 422 لا بن تيمية، والاعتصام للشاطبي 1/ 466. أ. هـ.
وأي حاجة هي أقوى من حاجة توضيح وتقريب هذه الأمور الغيبية التي يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة بين الفينة والفينة. ولكن الله عز وجل لما وصف المتقين أنهم يؤمنون بالغيب تُرك هذا الأمر حتى لا تخف هيبته من القلوب وحتى يكون الابتلاء والتمحيص. والله تعالى أعلم.
ورأيي ــ أيضاً ــ أن نصوص الوعيد في الأمور الغيبية لو يصح تصويرها لفعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي قد عُرف عنه استخدام الوسائل التوضيحية المعينة على الفهم فيما يصح تصويره كما فعل عندما خط بيده فقال: هذا سبيل الله مستقيماً، ثم خط خطوطاً عن يمين ذلك الخط وعن شماله ...... ) وأخذ يشرح صلوات الله وسلامه عليه والحديث في مسند أحمد من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
.
مع تقديري لرأي شيخنا لا زلت آمل منه إعادة النظر في الفلاش مرة أخرى.
سدّد الله الجميع
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[11 - 06 - 03, 02:45 م]ـ
شيخي الكريم خالد الشايع _ حفظه الله _
شيخي الكريم المحدث الفاصل _ بلغه الله مراده _
لم أنتبه لعبارة (مع الجماعة) في الفلاش المذكور
ولا ريب أنه لا يجوز إنزال وعيد تارك الصلاة المكتوبة على تارك الجماعة
فهذا خطأ في الفلاش يجب تصحيحه
وأما عن الفكرة العامة له:
فقول السلف نصوص الوعيد لا تؤول فمعناه لا تفسر النصوص التي فيها من فعل كذا فقد كفر أو حرم الله عليه الجنة ونحوها
فلا يقال للعوام عند وعظهم المراد كفر دون كفر وتحريم الجنة أي الدرجات العليا منها أو تحريما مؤقتا ثم يدخلها وليس تحريم دخولها مطلقا ونحو ذلك مما يجرئهم على المعصية، ولا أرى أن ما في الفلاش فيه تسهيل للمعصية بل هو رأس يرض بالحجر حتى يتحطم وهو تقريب ما جاء في الحديث إلى الأذهان لا أكثر
ونار الدنيا قال الله تعالى فيها (نحن جعلناها تذكرة) أي تذكر بنار الآخرة
وقال تعالى عن عذاب أصحاب الجنة المذكورين في سورة القلم (كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر)
وهذا يفيد في الجملة أن كل ما في الدنيا من عذاب وآلام إنما هو أنموذج مصغر لعذاب الآخرة
فالذي أراه أن ما في الفلاش من هذا الباب، والله تعالى أعلم.
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[11 - 06 - 03, 06:55 م]ـ
أخشى أن يتوسع في هذه الفلاشات فيصورون الغيبيات مثل عقوبة الزناة والزواني ثم يعتذرون بأنه للوعظ ,فالأولى سد هذا الباب لأن أمور الغيب لايعلم كيفيتها الا الله سبحانه وتعالى.
ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 06 - 03, 11:27 م]ـ
هذا الفلاش يوغل في تصوير كيفية أمر غيبي ولعل هذا يهون أمراً عظيماً في نفوس الناس، وفرق بين أن تدرك المعنى وبين أن توغل في تصور كيفه.
ولو قرئ الأثر في عقوبة تارك الصلاة وترك للأذهان العنان في تصور كيفه بعد أن أدركت معناه لما انضبط ذلك فكل أحد قد يتوهم صورة، بل الواحد قد يتوهم أكثر من صورة.
ومن لم يعتبر بالقرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم فلن يعتبر بهذا.
وفيهما بحمد الله ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وخير الأمور السالفات على الهدى ** وشر الأمور المحدثات فبعد