تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[13 - 06 - 03, 12:47 ص]ـ

الأخ الفاضل: أحمد بن سالم المصري - وفقه الله -

قولك: (إخبار المرأة للرجل بذلك لا يجوز لأنه - عندي - من البدع الإضافية؛ فلا نعلم أحد من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان كان يقول ذلك.)

أقول تتبع هذا عسر جدا، لأنه ليس مما تتوفر الهمم والدواعي على

نقله عن سلفنا، وخاصة أن مظنة وجود ذلك في الأخبار والسير والتراجم

والتواريخ لا المصنفات الفقهية!

عندما زار أبوبكر الصديق ووزيره عمر بن الخطاب رضى الله عنهما

الصحابية الجليلة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهيجتهما

على البكاء لانقطاع خبر السماء، ألم تكن الزيارة في الله وهى شاهدة

على المحبة في الله؟ ,اظنها أعظم من قول (أحبك في الله)

ولكن ما ذكرته - سلمك الله - من تعليل للمنع متجه

ـ[ساري عرابي]ــــــــ[13 - 06 - 03, 01:26 ص]ـ

أنا أقل من أبدي رأيي بين طلبة العلم ...

لكن أقول:

لا شك أن السؤال ليس عن أصل الحب الواحب حصوله بين المؤمنين من رجال ونساء، لأن هذه المسألة مفروغ منه، لكن السؤال أن تخبر امرأة رجلاً بحبها له في الله أو العكس ...

قال الشيخ الحبيب: (رضا أحمد صمدي): [وأي رجل صالح إذا قالت له امرأة أحبك في (في الله) فستمر المسألة مرور الكرام، لأننا لسنا من اللئام بل من الكرام].

لكن الواقع يشهد بعكس ذلك، فإن الله قد ركب فينا غريزة الميل للجنس الآخر، لا يخلو من ذلك كريم أو لئيم، صالح او فاسد، ومن خلال استقراء الواقع وجدنا قصصاً عجبنا لها كيف حصلت بين إخوة وأخوات من خيرة الناس، فقط لأن المسألة بدأت بإفادة متبادلة، ومحبة خالصة في الله! وما ذلك إلا من تلبيس إبليس.

ثم رأينا في مواقع العمل الإسلامي، كيف تطورت علاقات بين إخوة وأخوات ليتحول الحب في الله إلى حب في الشخص نفسه!

ورأينا كيف أن التنسيق مع قطاعات العمل الإسلامي النسائية كان مطمحاً لكثير من الأخوة الأفاضل والعكس كذلك حصل!

إن الضوابط التي أقامها الشارع في العلاقة بين الجنسين إنما أقامها لضمان طهارة القلب، فهل قول هذه الكلمة من امرأة لرجل لا تحرك في نفسه شيئاً؟! وهل هذا مما يحافظ على طهارة القلب؟!

ثم أين وكيف ستخبر بهذا الرجل؟! كيف ستلتقيه وتحدثه!

وهل يقبل أحد أن تخبر زوجته رجلاً أو شاباً بحبها له في الله!

إننا لا ننكر وجوب حصول المحبة، لكن الإخبار بها مظنة فتنة، وفتح لباب المفسدة، والله المستعان.

ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[13 - 06 - 03, 04:21 ص]ـ

وتعقيباً على ما ذكره أخي ساري عرابي .. قد سألت فضيلة الشيخ محمد بن رزق طرهوني فكان رده حول هذه المسألة مطابقاً لما ذكر .. والله أعلم

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[05 - 11 - 03, 02:43 ص]ـ

الذي أراه التفرقة بين صورتين:

1) أن تكون المرأة امرأة معينة معروفة لدى الرجل، يعرف أنها فلانة بنت فلان الساكنة في المكان الفلاني، فهنا ينبغي أن تكتم المرأة حبها في الله لهذا الرجل في نفسها ولا تخبره به إذا خشيت الفتنة، إلا إذا كان بغرض عرض نفسها عليه ليتزوجها فيجوز حينئذ أن تخبره، ويمكن أن يستأنس في هذا بكلام الفقهاء في رد المرأة الشابة السلام على الرجل في نفسها، وتشميت المرأة الشابة للعاطس الرجل في نفسها إذا خيفت الفتنة، فمسألتنا أولى، وأما إذا لم تخش الفتنة كأن تكون امرأة عجوزاً وتقول لشاب صالح في عمر أولادها إني أحبك في الله فيجوز، وعليه فيحمل قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للمرأة الأنصارية (إنكم لأحب الناس إليّ) على أن الفتنة مأمونة في حقه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، مع ملاحظة أن قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (إنكم) يعني به الأنصار عموماً، أو (إنكن) يعني به نساء الأنصار عموماً، وليس خصوص هذه المرأة، وذلك في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه قال: حدثنا إسحاق حدثنا وهب بن جرير أخبرنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك أن امرأة من الأنصار أتت النبي صلى الله عليه وسلم معها أولاد لها فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إنكم لأحب الناس إلي قالها ثلاث مرار.

وقال البخاري أيضاً: حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن هشام قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلا بها فقال والله إنكن لأحب الناس إلي.

قال الحافظ في الفتح: وفيه أن مفاوضة المرأة الأجنبية سرا لا يقدح في الدين عند أمن الفتنة , ولكن الأمر كما قالت عائشة " وأيكم يملك إربه كما كان صلى الله عليه وسلم يملك إربه ". اهـ

فيلاحظ تعليل الفقهاء دائما لمعاملات ومخاطبات الرجال للنساء والعكس بأمن الفتنة.

2) أن تكون المرأة غير معروفة بعينها لدى الرجل، كأن تتصل امرأة مجهولة هاتفياً بعالمٍ من العلماء تستفتيه فتقول له إني أحبك في الله تعالى، أو ترسل المرأة ورقةً مكتوبًا فيها سؤال ليجيب عنه العالم في محاضرة عامة ونحوها وتقول له ضمن سؤالها إني أحبك في الله، والشيخ لا يعرف عنها إلا أنها سائلة رمزت لاسمها بكذا أو كذا، فيجوز حينئذ، وأذكر أن العلامة ابن عثيمين رحمه الله قرئ عليه مرة سؤال من امرأة وقال قارئ السؤال: سؤال ورد من إحدى الأخوات تقول ياشيخ إنا نحبك في الله تعالى .. ثم ذكر السؤال، فأجاب الشيخ: أحبكم الله الذي أحببتمونا فيه ثم أجاب السؤال، ولم ينكر عليها، ولعل عدم إنكاره سببه أن الفتنة مأمونة في حالة كون المرأة مجهولة، والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير