ـ[الاثر]ــــــــ[14 - 06 - 03, 03:37 م]ـ
معالم تساعد العامي على معرفة الحق في المسائل المستجدة (النوازل)
اولا: اعلم ان التقليد منه ماهو مشروع ومنه ماهو ممنوع فالتقليد المشروع:هو عمل العامي بمذهب المجتهد دون معرفة دليله معرفة تامةوقد قال بمشروعية هذا النوع من التقليد جمهور العلماء
اما التقليد الممنوع:فهو التقليد فيما قامت الادلة على خلافه أو تقليد إمام بعينه دون من سواه بحيث تقبل جميع اقواله وان خالف بعضها الحق وترد جميع اقوال غيره وان شهدت النصوص وقامت على صوابها البينة أو تقليد القادر على الاستنباط والنظر, والى هذه الانواع تتنزل جميع الادلة التي استشهد بها جمهور العلماء على بطلان التقليد ومما يدل على هذا التخصيص وعلى ان العامة غير مخاطبين بهذه المقالات مانقل عن هؤلاء الائمة انفسهم وغيرهم من اهل العلم من ايجاب رجوع العامي الى المفتي
فمثلا قال الامام مالك-رحمه الله- (يجب على العوام تقليد المجتهدين في الاحكام كما يجب على المجتهدين الاجتهاد في اعيان الادلة) وقال الامام ابن عبد البر بعد ان ساق الادلة على بطلان التقليد: (وهذا كله في غير العامة فان العامة لابد لها من تقليد علمائهاعند النازلة لأنها لاتتبين موقع الحجة ... ) جامع بيان العلم وفضله
وقال العلامة الشوكاني (فيخرج-من التقليد –العمل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمل بالاجماع ورجوع العامي الى المفتي ورجوع القاضي الى شهادة العدول فانها قد قامت الحجة على ذلك) ارشاد الفحول الفص الثاني في التقليد
وبهذا يتبين أن رجوع العامي الى المفتي هو في حقيقته اتباع وليس تقليد لأن الادلة امرت به"فاسألوا اهل اذكر ان كنتم لاتعلمون"
ولايجب على العامي ان يجتهد إلا في اختيار العالم الموثوق بعلمه والمعروف بالتقوى والورع والبر وقد ثبت عن السلف الحث على اتباع اصحاب هذه الصفات
قال ابن عمر –رضي الله عنهما- (من كان مستنا فاليستن بمن قد مات أولئك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أبر قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا ... ) الحلية (1 - 306) فذكر من الصفات التي جعلتهم اهل للاتباع والأخذ عنهم.
فكلما كان العالم اشد تمسك بالاحاديث النبوية والاثار السلفية عاض عليها بالنواجد ولايخرج عنها الى اقوال محدثة في الاصول والفروع كان تمسكنا بعلمه وفتاوه اكثر
ولهذا حث الشرع للرجوع الى الراسخين في العلم عند حدوث النوازل والاحداث العظيمة قال الله تعالى: (واذا جاءهم امر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله ورحمته لتبعتم الشيطان الاقليلا) فدلت هذه الآية العظيمة على انه عند حدوث النوازل العظيمة التي تتعلق بالامن و الخوف يجب ان يرد امرها الى اهل الاستنباط الراسخين في العلم وليس الى كل من اتصف بالعلم وانما الى فئة خاصة منهم وهم اهل الاستنباط "لعلمه الذين يستنبطونه منهم"ليس كل أحد يعلمه وفيه دليل علىانه ليس كل أمر يذاع اويشاع ويرجع في ذلك الى الراسخين في العلم.
واعلم اخي الكريم ان التمسك بهذه الاصول وهذه القواعد المستخرجة من الكتاب والسنة علاج ومخرج من التيه الذي يعيشه كثير من الناس وأمان لهم من الانحراف عن جادة الحق والصواب ,قال تعالى: (ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم)
فإن اصبت فمن الله ان اخطأت فمني ومن الشيطان وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين