ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 06 - 03, 09:27 ص]ـ
ان تحديد وقت العشاء بساعة ونصف من بعد غروب الشمس
احسب انه من صنيع الدولة العثمانية
وربما كان قبل ذلك
ولكن ان يفرض نظاما عاما
فان ذلك حصل في الدولة العثمانية
والدولة العثمانية كما انها فرضت المذهب الحنفي وقراءة عاصم على غالب المشرق
فانها كانت تحاول التلفيق بين المذاهب بما يرضي المذاهب
وكانت تاخذ بفتاوى المتاخرين
والذين يعتمدون على الاحتياط
وتحديدهم وقت العشاء بساعة ونصف هو من باب الاحتياط
وتاخيرهم لصلاة العشاء في رمضان وتحديد ذلك بساعتين
لمصلحتين
المصلحة الاولى الافطار لكي يتمكن الناس من الافطار
خاصة ان المذهب الحنفي يشدد على ضرورة عدم وجود فارق طويل بين اذان المغرب واقامة الصلاة
المصلحة الاخرى
ان يمتدقيام رمضان الى قريب من نصف الليل فتحصل فضيلة تاخير قيام الليل
فرض رأي فقهي على جميع البلاد والعباد مما لايصح ولايجوز
ولاادري كيف ان الدولة العثمانية كانت تفرض راي على بقية الاراء وتفرض على البلاد والعباد التزام هذا الرأي
عموما نشأ الصغير على هذا وهرم عليه الكبير فظن بعضهم ان هذا قديم
وظن اخرون ان هذا من محدثات العصر
وراى اخرون استمرار هذا الوضع من اجل المصلحة التي ذكرها الشيخ الفاضل الفقيه النجدي وفقه الله
والصواب انه لايجوز فرض راي فقهي مبني على الاجتهاد في مسالة كهذه على البلاد والعباد
مع اختلاف مذاهبهم
فكيف برأي محدث لايراعي الا مصلحة بعض سكان المدن الكبرى
ممن تغير نمط حياتهم
ممن يسهرون الليالي
دوام بعضهم من 9 صباحا الى 4 مساء
كما في بعض الشركات
او قريب من هذا الدوام
لايفرغ للزيارات ولاداء حقوق العباد الا بعد صلاة المغرب
وفي الليل
محقت البركة بسبب تركهم للبكور
ولايقول قائل ان هولاء الذين يسهرون
يسهرون في قيام الليل
بل بعضهم يسهر في المعاصي
وقليل منهم من يقوم الليل
واحسنهم من يصلي ركعتين في جوف الليل
(ينقرها كنقر الغراب كغالب صلاة هذه الفئة
في فرضهم ونفلهم)
واغلبهم ممن يضيعون صلاة الفجر جماعة او انهم يتأخرون عن الصفوف المتقدمة
بل انك تدخل مساجدهم وتدخل في الصلاة فلا تجد الا صف او اقل
رغم ان الحي مكتظ بالسكان
واذا سلمت رأيت عدد المصلين بلغ الى اكثر من صفين وثلاث
وتعجب من مسجد عدد المتخلفين فيه عن ادراك تكبيرة الاحرام مع الامام
اكثر ممن ادركوا تكبيرة الاحرام مع الامام
فالله المستعان
(
ولامقارنة بينهم وبين من يقوم الليل
فالذي يقوم الليل ينام اول الليل ليستعد لقيام الليل
لاالعكس)
وهذا النمط خاص بسكان المدن الكبرى
واما اهل القرى والبوادي فانهم ينامون مبكرين
والحمدلله
ومن مصلحتهم عدم تأخير صلاة العشاء خاصة في فترة الصيف
حيث يتأخر وقت العشاء الى ما بعد التاسعة
كما في تبوك
والفجر في الرابعة
وكما في عمان وحلب ووو
الخ
فمراعاة احوال سكان المدن الكبرى ليست باولى من مراعاة احوال سكان الهجر والبوادي والقرى والارياف
وان كانت عادات اهل القرى تغيرت ايضا بسبب دخول جهاز (التلفاز)
والله المستعان
والسنة تأخير العشاء
ولكن ليس من السنة تأخير اذان العشاء وتحديد ذلك بساعة ونصف وفرض ذلك على البلاد والعباد
والزامهم بذلك
ووضع وقت العشاء في التقاويم بعد ساعة ونصف في مختلف التقاويم
وفي مختلف البلدان
فهذا اقرب الى البدعة منه الى أي شيء اخر
نعم ليس من حرج في تأخير اذان العشاء
ولكن ان تكتب في التقاويم
قيظن غالب الناس ان وقت المغرب يمتد الى وقت العشاء (المكتوب في التقويم)
وهذا ظن غالب اهل عصرنا
وهذه مفسدة
بل ان البعض يظن ان وقت المغرب يمتد في رمضان الى ساعتين
وهذا الظن منتشر بين العامة
وهذه مفسدة كبيرة
والدولة العثمانية فرضت امورا على البلاد والعباد
ففرضت المذهب الحنفي في القضاء في كثير من ولاياتها
ولاتظن ان المذهب الحنفي التي فرضته مذهب النعمان ومحمد ويعقوب وزفرواسد بن عمرو ومحمد بن سماعة والجوزجاني وومعلى بن منصور و
الطحاوي ونحو هولاء
لابل فرضت مذاهب المتأخرين من اصحاب ابي حنيفة
من الخراسانيين
بل اعظم من ذلك بفتاوى بعض من تأخر عن عصر التتار في بلاد ما رواء النهر
ونحن نعرف ان بلاد ما وراء النهر اضمحل العلم فيها بعد سقوطها بيد التتار
فكيف يأخذ عنهم العلم
والله المستعان
¥