تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

طَرَحَتْ إحدى الكاتبات في أحد المنتديات موضوعا من المواضيع التي كثيرا ما يطرحه أصحاب الفكر المتحرر. فبدل أن يرد محاورها على أصل إيرادها ذهب يناقشها في كونها أنثى وأن الواجب عليها ألا تشتغل بالشاشات وأن تبقى في بيتها وألا تكون عونا للعلمانيين. وهذا في نظري ضعف وعدم فهم، جعل الكاتبة تشغب عليه به وتتهمه بعدم القدرة على الرد.

وجاء كاتب آخر ليرد فذهب إلى أن الكاتبة رجل يتسمى باسم أنثى وأن فعله من الكذب والتدليس والإيهام بأن النساء مع التوجه التحرري إلى آخر ما قال. وهذا في نظري ضعف أيضا وقد استغلته الكابتة لصالحها.

وجاء ثالث ليرد فذهب إلى الدندنة حول بعض أخطاء الكاتبة اللغوية والأسلوبية والإملائية وجعل ذلك مدخلا للنقاش معها واتهمها بالجهل دون أن ينفذ إلى صميم شبهتها. وقد استغلت الكاتبة هذا الخطأ من ذلك المحاور لصالحها أيضا.

لقد قرأت حوار تلك المرأة مع أولئك الاخوة فحزنت كثيرا، لأن القارئ المحايد حين يقرأ الموضوع سيحكم لتلك المرأة لا جرم. وهذا مما زاد من حماسي لكتابة هذا الموضوع.

خامسا: على الكاتب والمحاور أن يعتني بالجانب اللغوي والأسلوبي في كتابته فيراجع ما كتبه ويصححه نحوا وإملاء، وأن يكون أسلوبه جميلا شفافا محلقا، فإن من البيان لسحرا. ولذلك جعل الله القرآن بأفصح البيان، وجعل رسوله صلى الله عليه وسلم أفصح البشر.

سادسا: لا تتعجل في الرد على خصمك وراجع ما كتبته مرات ومرات وعليك أن تراجع الكتب والمراجع إن احتاج الأمر لذلك، وليكن ردك موثقا مؤصلا.

ولقد رأيت بعض من حاورني من الشيعة يبقى أياما عدة ليرد علي في مسألة من مسائل الخلاف، وكنت أكبر فيه هذا الأمر، وعلمت أن السبب في ذلك هو أنه كان يوثق كل معلومة ينقلها من كتب أهل السنة.

سابعا: ابتعد أخي الكاتب عن لغة السب والشتم والتقريع فإن هذه لا تزيد الخصم إلا عنادا ولجاجا وإصرارا على باطلة. وحامل الحق لا يحتاج إلى هذه اللغة.

وعليك أخي الكاتب أن تتكلم بلغة حوارية منطقية بعيدة عن الكلام العاطفي لأن خصمك لا يحمل ما تحمله من عواطف وقناعات فما تراه أنت عظيما وحراما ينظر إليه بخلاف ذلك.

ثامنا: أن يكون الموضوع الذي تحاور فيه ذا أهمية، فليست كل قضية يطرحها كاتب لا تتفق معه في أفكاره تحتاج لأن تقحم نفسك معه في حوار، فقد تكون قضيته التي طرح هابطة لا تحتاج إلى رد ولا خطر منها على مبادئك.

تاسعا: ليس بالضرورة أن نرد على كل موضوع طرحه كاتب نختلف معه في الأفكار إذ قد يطرح قضية من المسلمات أو مما نتفق نحن وإياه فيها، فلا يحتاج الأمر لأن ندخل معه في حوار لمجرد أن نغيظه ونحقره. بل إذا كان الموضوع الذي طرحه فيه نفع فلا مانع من تأييده فيما قال. ولا مانع أن نستفيد من مخالفينا.

وهذا أبو هريرة قد استفاد من الشيطان.

هذا ما حضرني حول هذا الموضوع

وفي ختامه أدعو طلبة العلم إلى الدخول في المنتديات الحوارية لتبصير الناس والدفاع عن العقيدة الصحيحة التي يسومها كثير من الكتاب الشبه دون أن تجد ذا علم يدافع عنها

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير