أي أول الآيات التي ليست مألوفة وإن كان الدجال ونزول عيسى عليه السلام من السماء قبل ذلك، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج، وكل ذلك أمور مألوفة، لأن أمر مشاهدته، ومشاهدة أمثاله مألوف وأما خروج الدابة على شكل غريب غير مألوف، ومخاطبتها للناس، ووسمها إياهم بالإيمان أو الكفر؛ فأمر خارج عن مجاري العادات، وذلك أول الآيات الأرضية، كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية.
قلت: فالحق أن طلوع الشمس من مغربها، هو أول الآيات، ويتلوه غيرها من الدابة والدجال والدخان وغير ذلك.
ويرد على كلام ابن كثير رحمه الله بما يلي:
1 - إذا قلنا بأن الدجال والدخان ونزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج، كلها قبل طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة؛؛ فما هي الآيات التي تتلو طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة كما يفيده حديث ابن عمرو؟!.
2 - إذا كان طلوع الشمس من مغربها غير مألوفٍ، وكذلك خروج الدابة؛؛ فهل نزول عيسى أمر مألوف؟! وكذلك يأجوج ومأجوج والدجال؟! بل كلها أمور غير مألوفة، ومما يؤكد هذا المعنى قوله سبحانه وتعالى عن أهل الكتاب أن كثيراً منهم أو كلهم يؤمنون بأن عيسى عبد الله ورسوله إذا رأوه بعد نزوله؛ قال تعالى: (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته) قال المفسرون أي بعد نزوله للأرض في آخر الزمان، والله أعلم.
3 - أكثر العلماء على أن طلوع الشمس يسبق الآيات الباقية، وعزاه البغوي في التفسير لأكثر المفسرين، وقد صح عن جمع من الصحابة، وقد ورد فيه عدة أحاديث صريحة ولكن فيها ضعف.
4 - أكثر الأحاديث الصحيحة التي عدد فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم الآيات، وهي كثيرة؛ ذكر فيها أولاً طلوع الشمس من مغربها، ومنها أحاديث في الصحيحين، كحديث أبي هريرة وحذيفة بن أسيد الغفاري وغيرهما.
وحديث أبي هريرة الذي ذكره الأخ وقع فيه تصحيف؛ حيث رواه الإمام أحمد في مسنده (9751) عن وكيع عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعاً مثل رواية مسلم، إلا أنه قال (الدخان) بدل (الدجال)، فالله أعلم.
وأظنه هكذا في جميع النسخ، لكن يبدو أن الصحيح رواية مسلم فقد رواها الترمذي وابن جرير وغيرهما كذلك،} ولا أجزم بذلك {. والله أعلم.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[17 - 06 - 03, 02:39 ص]ـ
المعذرة للإخوة لأني لم ردودهم إلا بعد وضع ردي ..
لأني بدأت فيه منذ وضع الموضوع.
والحقيقة: إن هذا الموضع يحتاج لتحرير.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[17 - 06 - 03, 02:44 ص]ـ
وقد استشكل حديث أبي هريرة هذا القرطبي في المفهم (7/ 243)، فقال بعده:
ويلزم عليه أن يرتفع التكليف بالإيمان وبالتوبة عند خروجه، والأحاديث الآتية في صفة الدجال تدل على خلاف ذلك على ما سنبينه، فدل على أن ذكر الدجال مع الطلوع وهم من بعض الرواة، والله تعالى أعلم.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[17 - 06 - 03, 03:04 ص]ـ
ويمكن الإجابة عن حديث أبي هريرة دون تكلف، فنقول:
الحديث فيه ذكر الآيات الثلاث مجتمعة، لا ظهور أحدها، بمعنى أنه اشترط اجتماع الآيات الثلاث كلها، لا واحدة منها؛ ليحصل إغلاق باب التوبة.
وبذلك يزول الإشكال في الحديث بمشيئة الله تعالى.
ـ[ابو نورا]ــــــــ[17 - 06 - 03, 03:31 ص]ـ
اخي السائل عن الحديث الذي في صحيح مسلم ارجو منك مراجعت ما كتبه السفاريني في لوامع الانوار فقد بحث هذه المسألة بحثاً دقيقاًحيث نقل فيه أقوال جمع من العلماء في ج2ص141.
ـ[الممتع]ــــــــ[17 - 06 - 03, 04:19 ص]ـ
أخي الكريم أبو الوليد:
فهمت من كلامك أن أول الآيات خروجاً هي الشمس من مغربها، ثم يتبع ذلك الدجال والدابة ونزول عيسى عليه السلام وغيرها مما ورد، وعلى التسليم بما ذكرت فيرد على المسألة إشكال آخر مثل سابقه، وهو:
أن طلوع الشمس من مغربها يعني عدم قبول الإيمان بعد ظهور هذه العلامة، والأحاديث صريحة في ذلك فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل».
وبموجب هذه المقدمة يلزم أن زمن عيسى عليه السلام لا ينفع فيه الإيمان؛ إلا إذا قلنا أن الإيمان لا ينفع فقط حال خروج الشمس من مغربها، وأما بعد ذلك فقد ينفع، ولا أدري هل قال بهذا القول أحد أم؟
وأما قولك: ((ويمكن الإجابة عن حديث أبي هريرة دون تكلف، فنقول:
الحديث فيه ذكر الآيات الثلاث مجتمعة، لا ظهور أحدها، بمعنى أنه اشترط اجتماع الآيات الثلاث كلها، لا واحدة منها؛ ليحصل إغلاق باب التوبة)).
أقول وعلى التسليم بهذ الجمع فإن الإشكال لا زال قائماً؛ لأنك توافقني أن نزول عيسى عليه السلام يكون بعد الدجال، وبعد الآيات الثلاث المذكورة في الحديث، فهل زمن عيسى لا ينفع فيه الإيمان؟
¥