ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[30 - 07 - 10, 03:08 ص]ـ
أظن أن الكلام الذي نقلت من الشاملة يختلف عن الموضوع قليلا؛ فهو في مسألة الجمع للثيب بين الرجم والجلد.
أما الإحصان عند أهل السنة - ولا عبرة بمخالفيهم وخاصة إذا كانوا إمامية - فهو يحصل بما ذكر الإخوة أي تقدم نكاح صحيح.
ولا عبرة بخلاف الشيخ رشيد رضا ولا غيره في مثل هذا.
والله تعالى أعلم.
جزيت خيراً, وأما نقلي لمخالفة محمد رشيد رضا والزرقاء فليس ترجيحاً لكلامهم, وإما نقلته للعلم فقط, والكلام الذي نقلته أنا هو بذاته موضوع النقاش, وليس كما ظننت, والله أعلم ...
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[30 - 07 - 10, 04:48 ص]ـ
اين توثيق الزرقا؟
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[30 - 07 - 10, 06:25 ص]ـ
اين توثيق الزرقا؟
سآتيك به بإذن الله تعالى ....
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[30 - 07 - 10, 06:59 ص]ـ
هذا كلام للقرضاوي في كتابه ابن القرية في الجزء الثالث, أنقله مع التنبيه إلى أن نقلي لطلب الإخوة وليس إقراراً لما جاء فيه, فليتنبه!!:
يقول القرضاوي:
أبو زهرة يفجر في الندوة قنبلة فقهية
وفي هذه الندوة فجر الشيخ أبو زهرة قنبلة فقهية، هيجت عليه أعضاء المؤتمر، حينما فاجأهم برأيه الجديد.
وقصة ذلك: أن الشيخ رحمه الله وقف في المؤتمر، وقال: إني كتمت رأيا فقهيا في نفسي من عشرين سنة، وكنت قد بحت به للدكتور عبد العزيز عامر، واستشهد به قائلا: أليس كذلك يا دكتور عبد العزيز؟ قال: بلى. وآن لي أن أبوح بما كتمته، قبل أن ألقى الله تعالى، ويسألني: لماذا كتمت ما لديك من علم، ولم تبينه للناس؟
هذا الرأي يتعلق بقضية (الرجم) للمحصن، في حد الزنى، فرأى أن الرجم كان شريعة يهودية، أقرها الرسول في أول الأمر، ثم نسخت بحد الجلد في سورة النور.
قال الشيخ، ولي على ذلك أدلة ثلاثة:
الأول: أن الله تعالى قال في سورة النساء: (فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب) الآية: والرجم عقوبة لا تتنصف، فثبت أن العذاب في الآية هو المذكور في سورة النور: (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) النور.
والثاني: ما رواه البخاري في جامعه الصحيح عن عبد الله بن أوفى: أنه سئل عن الرجم؟ هل كان بعد سورة النور أو قبلها؟ فقال: لا أدري.
فمن المحتمل جدا أن تكون عقوبة الرجم قبل نزول آية النور التي نسختها.
الثالث: أن الحديث الذي اعتمدوا عليه، وقالوا: إنه كان قرآنا ثم نسخت تلاوته وبقي حكمه: أمر لا يقره العقل، لماذا تنسخ التلاوة والحكم باق؟ وما قيل: إنه كان في صحيفته فجاءت الداجن وأكلتها: لا يقبله منطق.
وما إن انتهى الشيخ من كلامه حتى ثار عليه أغلب الحضور، وقام من قام منهم، ورد عليه بما هو مذكور في كتب الفقه حول هذه الأدلة. ولكن الشيخ ثبت على رأيه.
وقد لقيته بعد انفضاض الجلسة، وقلت له: يا مولانا، عندي رأي قريب من رأيك، ولكنه أدنى إلى القبول منه. قال: وما هو؟
قلت: جاء في الحديث الصحيح: "البكر بالبكر: جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب: جلد مائة، ورجم بالحجارة".
قال: وماذا تأخذ من هذا الحديث؟ قلت: تعلم فضيلتك أن الحنفية قالوا في الشطر الأول من الحديث: الحد هو الجلد، أما التغريب أو النفي، فهو سياسة وتعزير، موكول إلى رأي الإمام، ولكنه ليس لازما في كل حال.
وعلى هذا فثبت ما جاءت به الروايات من الرجم في العهد النبوي، فقد رجم يهوديين، ورجم ماعزا، ورجم الغامدية، وبعث أحد أصحابه في قضية امرأة العسيف، وقال له: اغد يا أنيس إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها. وكذلك ما روي أن عمر رجم من بعده، وأن عليا رجم كذلك.
ولكن الشيخ لم يوافق على رأيي هذا، وقال لي: يا يوسف، هل معقول أن محمد بن عبد الله الرحمة المهداة، يرمي الناس بالحجارة حتى الموت؟ هذه شريعة يهودية، وهي أليق بقساوة اليهود.
وكان رأي الشيخ الزرقا مع الجمهور، ولكنه يخالف الجمهور في تعريف (المحصن) فعندهم: أن المحصن من حصل له الزواج، وإن فارقته زوجه بطلاق أو وفاة، وبات في واقع الحال لا زوجة له، وعند الزرقا: المحصن: من له زوجة بالفعل. وهذا رأي الشيخ رشيد رضا ذكره في تفسير المنار.
توقفت طويلا عند قول الشيخ أبي زهرة عن رأيه: أنه كتمه في نفسه عشرين عاما، لماذا كتمه، ولم يعلنه في درس أو محاضرة أو كتاب أو مقالة؟ لقد فعل ذلك خشية هياج العامة عليه، وتوجيه سهام التشهير والتجريح إليه، كما حدث له في هذه الندوة.
وقلت في نفسي: كم من آراء واجتهادات جديدة وجريئة تبقى حبيسة في صدور أصحابها، حتى تموت معهم، ولم يسمع بها أحد، ولم ينقلها أحد عنهم!!.
ولذلك حين تحدثت عن معالم وضوابط الاجتهاد المعاصر، جعلت منها: أن نفسح صدورنا للمخطئ في اجتهاده، فبهذا يحيا الاجتهاد ويزدهر، والمجتهد بشر غير معصوم، فمن حقه – بل الواجب عليه - أن يجتهد ويتحرى ويستفرغ وسعه، ولا يلزمه أن يكون الصواب معه دائما، وما دامت صدورنا تضيق بالرأي المخالف للجمهور، فلن ينمو الاجتهاد، ولن يؤتي ثمراته.
على أن ما يحسبه بعض الناس خطأ، قد يكن هو الصواب بعينه، وخصوصا إذا تغير المكان والزمان.
ويبدو أن هذه الحملة الهائجة المائجة التي واجهها الشيخ أبو زهرة، جعلته يصمت عن إبداء رأيه، فلم يسجله مكتوبا بعد ذلك. وربما لأن الشيخ الكبير لم يعمر بعد ذلك طويلا، فقد وافته المنية بعد أشهر، عليه رحمه الله ورضوانه.
وقد رأيت الشيخ نسب هذا الرأي في كتابه (العقوبة) إلى الخوارج، واستدل لهم بما ذكره في ندوة ليبيا، وأعتقد أن ذلك كان أسبق من الندوة.
¥