[لباس أهل الكفر للمسلم الذي يعيش بينهم هل يحل له؟ لا]
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[18 - 06 - 03, 06:19 م]ـ
بارك الله فيكم:
شاب ذاهب للدراسة في بلاد الكفار فما حكم أن يلبس لباس أهل ذلك البلد حتى يتجنب أذاهم وخاصة في مثل هذه الظروف؟ وفقكم الله وبارك فيكم؟
ـ[الموحد99]ــــــــ[18 - 06 - 03, 07:12 م]ـ
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن مقياس التشبُّه بالكفار؟
فأجاب بقوله: مقياس التشبه أن يفعل المتشبِّه ما يختص به المتشبَّه به، فالتشبُّه بالكفار أن يفعلَ المسلم شيئاً من خصائصهم.
أما ما انتشر بين المسلمين وصار لا يتميز له الكفار فإنه لا يكون تشبُّهاً، فلا يكون حراماً من أجل أنَّه تشبَّه إلاَّ أن يكون محرَّماً من جهة أخرى.
وهذا الذي قلناه هو مقتضى مدلول هذه الكلمة، وقد صرَّح بمثله صاحب الفتححيث قال: ((وقد كره بعض السلف لبس البرنس، لأنَّهُ كان من لباسِ الرهبانِ، وقد سئل مالكٌ عنه فقال: لا بأس به، قيل: فإنَّهُ من لبوس النصارى، قال: كان يلبس ههنا)). اهـ. قلت: لو استدلَّ مالك بقول النبي صلىالله عليه وسلم حين سئل ما يلبس المحرم فقال: ((لا يلبس القميس ولا السراول ولا البرانس ... )) لكان أولى.
وفي الفتح أيضاً: ((وإن قلنا النهي عنها (أي: عن المياثر الأرجوان) من أجل التشبُّه بالأعجام، فهو لمصلحة دينية، لكن كان ذلك شعارهم حينئذ وهم كفار، ثم لما لم يصر الآن يختص بشعارهم زال ذلك المعنى، فتزول الكراهة، والله أعلم)) اهـ.
التشبه
السؤال: هل الإسلام يسمح لنا جماعة المسلمين أن نتعوَّدَ عادات أو تنقلد تقاليد غير إسلامية كالأوروبيين وتقاليدهم في لباسهم وأفراحهم؟ وهل يسمح للعروس أن يدخل على نساء الآخرين والمصور وراءه سواء كان عربيا أم أجنبيا، وليس للعروس ولا للمصورين علاقة تجعلهم محارم لهؤلاء النساء؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ... وبعد:
الجواب: يجب على المسلمين والمسلمات أن يحرصوا على الأخلاق الإسلامية، وأن يسيروا على منهج الإسلام في أفراحهم وأتراحهم ولباسهم وطعامهم وشرابهم وجميع شؤونهم.
ولا يجوز لهم أن يتشبَّهوا بالكفار في لباسهم بأن يلبسوا الملابس الضيقة التي تحدِّد العورة، أو الملابس الشفافة الرقيقة التي تشف عن العورة ولا تسترها، أو الملابس القصيرة التي لا تغطي الصدر أو الذراعين أو الرقبة أو الرأس أو الوجه.
كما لا يجوز أن يتشبَّهوا بهم في الطعام بأن يأكلوا بشمالهم أو يأكلوا مختلطين رجالاً ونساءً يتبادلان تناول الطعام على المائدة وليسوا محارم لهؤلاء النساء، ويتبادلان كذلك كلمات المرح والتسلية والمداعبة كل مع غير زوجته أو محرمه.
ولا يجوز للمسلمين والمسلمات أيضاً أن يتشبَّهوا بالكفار في عاداتهم في الأفراح، بأن يدخل الرجل على عروسه ومعه المصور وحولها نساء محارم وأجنبيات فيأخذ لهن صورتهنَّ أو صوراً على أشكال مختلفة، فإنَّ في ذلك الشرَّ الكثير من تصوير ذات الأرواح وكشف المصورات للأجانب واطلاع الأجانب على زينة النساء الباطنة في أبهى وأجمل ما تكون من الزينة واختلاط الرجال بالنساء، وقد حرمت الشريعة الإسلامية ذلك ونهت عن تشبُّه المسلمين والمسلمات بالكفار.
فينبغي للمسلمين رجالاً ونساءً أن يحافظوا على دينهم، وأن يسيروا على نهجه القويم، فإنه لا خير إلا دلَّنا عليه رسول الله صلىالله عليه وسلم، ولا شرَّ إلا نهانا عنه، وقد نهانا عن التشبُّه بالكفار، فلا يجوز لنا أن نتشبَّه بهم في عاداتهم وتقاليدهم، وإن لم نفعل تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
التشبه
¥