وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}] الكهف -110 - [, وقال تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}] ال عمران -128 - [, وقال تعالى: {وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا}] المائدة -41 - [,
وقال تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}] القصص -56 - [
, وقال تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}] النمل -65 - [, و قال تعالى: {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ}] الأنعام -50 - [.
و قال النبي عليه الصلاة و السلام: " يامعشر قريش ... اشتروا أَنفسكم .. لا أَغني عنكم من الله شيئا , يا بني عبد مناف لا أَغني عنكم من الله شيئ , ياعباس بن عبدالمطلب لا أَغني عنك من الله شيئا , يا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أَغني عنك من الله شيئا " رواه البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
القاعدة الخامسة:- ثبوت الشفاعة للملائكة و الأنبياء و الصالحين إجمالا لا تسوغ عبادتهم من دون الله /
لقوله تعالى: {وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}] آل عمران -180 - [, قال ابن جرير أربابا أي آلهة يعبدون. وقال تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}] التوبة -31 - [.
القاعدة السادسة:- ثبوت الشفاعة للأنبياء والصالحين , لا يسوغ بناء المساجد على قبورهم ولا شد الرحال إليها /
لحديث عائشة مرفوعا: [لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد] متفق عليه. وروى مسلم من حديث جندب ان النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" الا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد , ألا فلا تتخذوا القبور المساجد فإني أنهاكم عن ذلك" وفي حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا:" لا تشد الرحال إلا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي " رواه الشيخان.
القاعدة السابعة: طلب الشفاعة من الموتى , مخالف لما قدره الله عليهم من انتفاء سماعهم وانقطاع أعمالهم/
لقوله تعالى: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات وإن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور} [فاطر 22].
وفي مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له".
القاعدة الثامنة: قضى الله جل وعلا ألا يقبل الشفاعة إلا في أهل التوحيد/
لحديث أبي هريرة مرفوعا:" أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو من نفسه". رواه البخاري.
وقال أبوموسى الأشعري ومعاذ بن جبل: يا رسول الله ادعو الله عز وجل أن يجعلنا في شفاعتك فقال: أنتم ومن مات لا يشرك بالله شيئا في شفاعتي" رواه أحمد بسند صحيح.
القاعدة التاسعة: أخطاء المشركين في الشفاعة/
1 - اعتقادهم أنها واجبة النفاذ على الله ,
فرد الله عليهم بقوله: " قل لله الشفاعة جميعا". 2 - اعتقادهم أن من ثبتت له الشفاعة إجمالا فإنه يكون شريكا لله في ملكه وتدبيره ,
فرد الله عليهم بقوله: " قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله, لا يملكون ذرة في السماوات ولا في الأرض ومالهم فيها من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له. [سبأ: 22 - 23]. 3 - طلبهم الشفاعة بصرف العبادات لغير الله ,
فرد الله عليهم بقوله: " ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله, قل أتنبؤون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون" [يونس: 18]. وقوله تعالى:" والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه مختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار" [الزمر: 3ٍ] 4 - دعاؤهم ما لا يسمع ولا يبصر ولا يقدر على نفع أو ضر ,
فرد الله عليهم بقوله:" واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا" [الفرقان: 3] وقوله تعالى: {والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير, إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم" [فاطر: 14 - 13ٍ] 5 - اعتقادهم أن الشفاعة تنفعهم مطلقا وإن أشركوا بالله , فرد الله عليهم بقوله: " فما تنفعهم شفاعة الشافعين" [المدثر: 48].
حررت بقلم: د. أبو حفص. مختصراً لمحاضرة .. ألقاها الشيخ / حسين الخالدي ... في مالدوفا – كيشينوف
¥