ثانيا: الواقع خلاف ما تقوله، فإن الكتب التي ذكرتها لا تعد بالمراجع الرئيسية المهمة حسب ما قد تتصور، اللهم إلا كتاب (الكوكب المنير) للفتوحي الحنبلي ـ رحمه الله تعالى ـ ومع ذلك فإنك إن نظرت ووضعته بجانب أمثاله من كتب القوم ستجد أنه مرجع عاد أو أدون، وتجد أنه لا يتميز بالعمق الذي تتميز به بعض الكتب الأخرى، ومع ذلك فليس داخلا في موضوعنا، فكما سبق لا أوجه اللوم إلا للمعاصرين، وأنا أتكلم بالخصوص على مصر، التي نعاني فيها من البحث عن الأشياخ، حتى أني غيرت مذهبي الحنبلي الى المذهب الشافعي على أنه هو مذهب البلاد، فإذا بي أبحث عن أشياخه أيضا (في غير السلفيين طبعا) الذين يريدون دراسة على الحديث والبعد عن التمذهب، ال آخر هذا الكلام الذي جعلنا ـ وأقولها بكل مرارة ـ موضع سخرية، لا تفزع من الكلمة فأنا لا أدفن رأسي في الرمال و أنكر الواقع، هذا هو الواقع عندنا في مصر، و قد كنت أحسبه منذ حوالي أربع سنوات، مجرد اتهامات من أهل البدع، ولكني فجعت بعد ذلك بأنه الواقع، حتى كادت عدة هواجس تطرأ على ذهني من أن بعض شيوخنا العدول، وأنا أقصد في مصر، لا يتميزون بكامل الأمانة العلمية، مستغلين جهل الجلوس، وكونهم يتكاسلون حتى عن القراءة بعيونهم، وإن كان الكتاب مفتوح أمامهم، فتسمعهم مثلا وهم يتكلمون في مسألة الإسبال، تحسب أن أهل السنة مجمعون على تحريمه مطلقا، ثم فقط بمجرد أن قررت الاعتماد على نفسي وأبحث وأقرأ بنفسي أفجأ بأن الأئمة الأربعة و خامسهم ابن تيمية يقيدون النهي بالخيلاء، ثم بعد ذلك اختلفوا في الاباحة و الكراهة، وإذا بإخواني من الطلبة ينظرون إليّ وكأنني صاحب كلام شاذ حين أخبرتهم باقتناعي بكون الأمر على الاباحة، و الحمد لله أنهم لم يتهمونني بضعف الايمان لأنهم يعلمون أني كنت مقصرا لثيابي بصورة ملحوظة، ولا أدري ما سيقولون إن أخبرتهم باعتقادي بكون التقصير ثياب شهرة؟!!!
هذا هو الواقع أخي العزيز، لا نريد أن نكذب على أنفسنا، حتى في علوم الحديث التي نتشدق بها هو مجرد تشدق، وتجد أمثال بعض أهل البدع كاكوثري ـ رحمه الله ـ و الغماريين، لعلهم يساوون في علوم الحديث طوائف كاملة من عندنا في مصر
لا تجد مشهورا بين الطلبة إلا المسائل المشهورة
تجد لسان الحال يقول: نحن ظاهريّو المذهب
تجد التحذير ـ كالربوت ـ من أهل البدع حتى وإن كان عنده علم نفتقر إليه
تجد التبديع بمجرد التسبيح على السبحة، والعجيب أنهم يتشدقون بأن إمام صحوتهم هو ابن تيمية ويدافعون عنه و هم أجهل الناس بكلامه، فماذا لو رأوا شيخ الاسلام يسير مع رجل مسبل ويمسك سبحة؟ (كيف لا ينكر عليه) (كيف يمشي معه وكأنه مقر له) إلخ
تلك هي التساؤلات التي ستطرأ على ذهنهم، نقول لهم [شيخ الإسلام هو الذي أفتاه بجواز ذلك يا قوم]
تجدهم مولعيين بالخلاف والفتن الحادثة التي تفرق المسلمين و تذهب ريحهم، فتنة وقعتم أنتم فيها ـ يا اهل الحجاز ـ بين طائفتين بالمدينة، ما لنا ولها؟ إلا الفراغ و طبع النساء في تتبع الأخبار والفتن، وإذا بالسلفيين ينقسمون الى قسمين يسب بعضهم بعضا و يبدع بعضهم بعضا، في صورة من السفاهة و البلاهة العقلية تستحق أن تفرد في رسالة جامعية في تخصص الطب النفسي
هذا هو الواقع يا عزيزي بكل أسيف ومرارة، وأنا ما كنت أستطيع أن أقول هذا الكلام إلا بعدما فاض بي الكيل، و ما أقول ذلك والله إلا احتراقا على عقيدتنا الصحيحة، هي صحيحة في ذاتها فكيف نسمح لأنفسنا بان تخطّأ بنا، لا بد و أن نكون على مكانة ما نعتقد
[من المخزي أن تكون القضية عادلة و المحامي فاشل]
أخي الرفاعي بارك الله فيك، هل يمكنك أن تساعدني في الحصول على أشرطة شرح المنهاج لحسن هيتو؟ و أين مسقط الرجل؟ بارك الله تعالى في الجميع
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[24 - 06 - 03, 05:55 ص]ـ
الاخ محمد يوسف رشيد سلمه الله
الحق لا يعرف بالرجال , اعرف الحق تعرف رجاله.
وهل التمذهب هو الحل في نظرك؟ معرفة المذهب وسيلة وليس غاية.
والعلم هو الكتاب والسنة.
وفقك الله.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 - 06 - 03, 12:19 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبي الوفاء، و هل في كلامي ما يشير إلى ما ذكرت من أن التمذهب هو الحل؟ الذي أنتقده هو النظر الى التمذهب على كونه ضلال، و يقولون (لا مذهبية في الإسلام) فيأتي الساذج فيقول / يعني لا شافعية و لا حنبلية ولا حنفية ولا مالكية .... من اتخذ لنفسه نهجا في الطلب فليحتفظ به لنفسه أو ليدعوا إليه بالتي هي أحسن، ولا يحمل غيره عليه ويضلل المخالفين، ثم أنا لا أختلف معكم في كونه وسيلة، والذي أريده هو أن نتخذ الوسائل، و ليس في كلامي أدنى أدنى إشارة إلى أن التمذهب غاية ثم ياليتهم يكونون كالشوكاني في عدم التمذهب، الشوكاني كان أصوليا خريتا رغم عدم تمذهبه
يا إخوان / هل من أحد يعرف أين أجد الأشرطة؟
¥