تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تعريف الفقه]

ـ[ابن الريان]ــــــــ[20 - 06 - 03, 07:35 م]ـ

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في الشرح الممتع على زاد المستقنع:

< CENTER>

((( تعريف الفقه)))

( ا /10) الفقه لغةً:

الفهم، ومنه قوله تعالى: {ولكن لا تفقهون تسبيحهم} .. وقوله تعالى: {قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول} بمعنى: لا نفهم.

وفي الشرع:

معرفة أحكام الله عقائد وعمليات.

فالفقه في الشرع ليس خاصاً بأفعال المكلفين، أو بالأحكام العملية، بل يشمل حتى الأحكام العقدية، حتى أن بعض أهل العلم يقولون: إن علم (ص 11) العقيدة هو الفقه الأكبر وهذا حق، لأنك لا تتعبد للمعبود إلا بعد معرفة توحيده بربوبيته وأسمائه وصفاته وألوهيته، وإلا فكيف تتعبد لمجهول؟

ولذلك كان الأساس الأول هو التوحيد، وحقاً أن يسمى الفقه الأكبر.

وفي الاصطلاح:

معرفة الأحكام العملية بأدلتها التفصيلية.

شرح التعريف الاصطلاحي:-

قولنا (معرفة): لأجل أن يتناول العلم والظن، فالفقه إما علم وإما ظن، وليس كل مسائل الفقه علمية قطعاً، ففيه كثير من المسائل الظنية، وهذا كثير في المسائل الاجتهادية التي لا يصل فيها الإنسان إلى درجة اليقين، لكن {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}.

وقولنا (العملية): احترازاً من الأحكام العقدية، فلا تدخل في اسم الفقه في الاصطلاح، وإن كانت تدخل في الشرع.

وقولنا (بأدلتها التفصيلية): احترازاً من أصول الفقه، لأن البحث في أصول الفقه في أدلة الفقه الإجمالية، وربما تأتي بمسألة تفصيلية للتمثيل فقط.

وعلم من قولنا (بأدلتها): أن المقلد ليس فقيهاً لأنه لا يعرف الأحكام بأدلتها، غاية ما هنالك أن يكررها كما في الكتاب فقط، وقد نقل ابن عبدالبر الإجماع على ذلك.

وبهذا نعرف أهمية معرفة الدليل، وأن طالب العلم يجب عليه أن يتلقى المسائل بدلائلها، وهذا هو الذي ينجيه عند الله سبحانه وتعالى (ص 12) لأن الله سيقول له يوم القيامة: {ماذا أجبتم المرسلين}، ولن يقول: ماذا أجبتم المؤلف الفلاني، فإذاً لا بد أن نعرف ماذا قالت الرسل لنعمل به.

ولكن التقليد عند الضرورة جائز لقوله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، فإذا كنا لا نستطيع أن نعرف الحق بدليله فلا بد أن نسأل، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن التقليد بمنزلة أكل الميتة، فإذا استطاع أن يستخرج الدليل بنفسه فلا يحل له التقليد).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير