2 – مما يدل على أن نجد غير العراق – وأن نجد المعروفة عرفا هي نجد المعروفة اليوم – أن هناك ميقاتين من مواقيت الحج، ميقات أهل نجد وميقات أهل العراق، ولو كانت نجد والعراق مختلطة لقيل ميقات نجد الأولى ونجد الثانية، كما يقال في الثقور الإسلامية عن أرمينيا الأولى والثانية والثالتة والرابعة
3 – ومن الدلائل على ضعف هذا التأويل أن شرق المدينة هو نجد الحالية، وقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار بيده نحو المشرق، وكان يوم أشار يخطب في المسجد النبوي، فشرق المدينة هو نجد المعروفة، وليس العراق، ومن شاء أن يتأكد فليفتح خريطة الجزيرة العربية ويستعين بمدار السرطان - الذي لم يضعه الوهابية ولا مخالفوهم – فهو يمر جنوب المدينة المنورة وجنوب الرياض، فلو أخذت خطا مستقيما على الخريطة واتجهت به من المدينة شرقا فلن يخطئ الدرعية أو البطحاء أو ما بينهما، فإذا ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار بيده نحو المشرق – وقال: هناك الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان. فشرق المدينة هو وسط نجد المعروفة وهي المقصود وليس وسط العراق، وهذا لا يعني ذم كل نجد ولا ذم نجد في كل الأزمان، كما أن مدح المدينة لا يعني الثناء على كل مدني، وإنما العبرة بالأغلب أو بفترة دون فترة، أو أن الذم مخصوص بظهور الردة ... الخ
4 - ظهور العلم بالعراق دون نجد فمعظم أهل الحديث وأئمة الفقه واللغة عراقيون ... وهذا يؤكد أن العراق فيه من الخير والعلم والحضارة الإسلامية بشتى معالمها ما ليس في نجد، ولا بقية أمصار المسلمين، فأئمة في الحديث والفقه والتفسير واللغة والنطق عراقيون ...
فإن صححنا حديث الصحيحين في ذم نجد، فنجد العرف العرف أولى من إلزاق هذا الذم بنجد اللغة، ثم تخصيص نجد من هذا النجود اللغوية وجعله خاصا بالعراق ... فهذا تكلف كبير في تأويل الحديث وصرفه عن مدلوله
وعلى هذا فقرن الشيطان خرج بنجد ولعل المراد بذلك مسيلمة الكذاب، وتبعهم الخوارج، وتبعهم القرامطة .... الخ
ثم ذكر من جاء إلى العراق من الصحابة كعلي وحذيفة وعمار وعمران وسعد بن أبي وقاص وأمثالهم بل نزل الكوفة مع علي ثمانمائة من الأنصار، ومن التابعين كأويس وعلقمة وعبيدة وأبي عبدالرحمن السلمي وإبن أبي ليلى وشريح وسعيد بن جبير والنخعي ومن في طبقته كالشعبي وأبي إسحاق السبيعي .....
ثم قال: بينما لم يطأ الصحابة والتابعون وسط نجد إلا مقاتلين لأهل الردة – بإستثناء قلائل كثمامة بن أثال – ولم يظهر بها من أهل العلم المشهورين غير يحيى بن أبي كثير وهو مع هذا غامض إلا عند الخاصة ....
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 08:13 م]ـ
تسلل غير مرغوب فيه, وهذه شنشنة نعرفها من أخزم , ولكن الله بالمرصاد و قد سبق الرد وليحذر الإخوة من المتسللين.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 09:02 م]ـ
أما قول المالكي أنه شرق المدينة هو نجد الحالية فأجزم أنه لا يساوي شيئا أمام قول الحافظ في الفتح (6/ 352) في حديث: رأس الكفر نحو المشرق:
وفي ذلك إشارة إلى أن شدة كفر المجوس، لأن مملكة الفرس ومن أطاعهم من العرب كانت من جهة المشرق بالنسبة إلى المدينة وقول الخطابي كما في الفتح (13/ 47):
نجد من جهة المشرق، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها
وقال الشيخ الألباني - رحمه الله - في تخريجه لكتاب فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن الربعي (ص26):
فيستفاد من مجموع طرق الحديث أن المراد من نجد في رواية البخاري ليس هو الإقليم المعروف اليوم بهذا الاسم، وإنما هو العراق، وبذلك فسره الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني ... وقد تحقق ما أنبأ به عليه السلام، فإن كثيرا من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق ... فالحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم وأعلام نبوته
ولاحظوا أن حسن المالكي لم يذكر دليل ترجيحه من السنة وهذا شأن هؤلاء.
ـ[أبو أيوب الجهني]ــــــــ[19 - 05 - 07, 09:18 م]ـ
ولماذا تنافح يا طارق الحمودي مثبتا أن المقصود بنجد في الحديث ليست هي نجد المعروفة مع أن المعنى واضح فقرن الشيطان هو مدعي النبوة (مسيلمة الكذاب) وهذه أحاديث وآثار لا تدخلها العنصرية ..
ـ[سيد النجدي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 12:18 ص]ـ
هذه المسألة قد بحثها العلماء من قبل، وقد أفردها بالحديث الشيخ عبدالعزيز آل عبداللطيف ضمن كتابه (دعاؤى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب)، وقد أجاد حفظه الله، وكتابه موجود على الشبكة (ولولا العجلة لأتيتكم به)، وما فتئ المبتدعة وأهل الأهواء يطعنون في الدعوة السلفية و الوهابية على وجه الخصوص بهذه الشبهة التي لا تصمد أمام نقولات المحققين من قبل أن يولد محمد بن عبدالوهاب بقرون!
وهب أن المقصود هو نجد الجزيرة فإن البقعة لا تشرف أحدا ولا تقلل من شأنه. والله أعلم.
¥