”دروسٌ في علم المختصرات” ـ الدرس الرابع
ـ[عبدالله الشمراني]ــــــــ[24 - 06 - 03, 03:32 ص]ـ
”دروسٌ في علم المختصرات” ـ المختصرات الفقهية نموذجًا
[الدرس الرابع]
(سَعَةُ الْمَادَّةِ الْعِلْمِيَّةِ فِي الْمُخْتَصَرَاتِ الْفِقْهِيَّةِ)
اشتهرت المختصرات الفقهيّة ـ رغم صغر حجمها ـ باحتوائها على آلاف المسائل، وهذه حقيقة يعرفها من درس هذه المتون، وقرأ في شروحها، وقد نصّ العلماء على أكثر من كتاب، وذكروا ما يحتويه من المسائل، وسأذكر في هذا المبحث بعض ما وقفت عليه من هذه الكتب، ذاكرًا عدد المسائل الواردة فيه:
[مُخْتَصَرَاتُ الْحَنَفِيَّةِ]:
(1) ”مختصر القُدُوري”:
قال حاجي خليفة ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ في: ”كشف الظنون” (2/ 1631):
(في بعض شروح ”المجمع”: إنه مشتملٌ على (اثني عشر ألف) مسألة) أ. هـ
[مُخْتَصَرَاتُ الْمَالِكِيَّةِ]:
(1) ”التفريع”:
قال الإمام: محمد بن أبي القاسم (ابن عبدالسَّلام) ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ ت (715هـ) في: ”تراجم من ذكر في: (مختصر ابن الحاجب) ” (خ):
(يُقال: إنَّ فيه (ثمانية عشر ألفَ) مسألة عن مالك سوى أصحابه) أ. هـ
(2) ”مختصر المدونة” لابن أبي زيد:
قال محمد بن إسحاق (ابن النديم) في: ”الفهرست” (ص 250):
(يحتوي على نحو (خمسين ألف) مسألة) أ. هـ
كذا قال ابن النديم، وهذا العدد أكثر من عدد مسائل الكتاب الأصل ”المدونة”.
وقد اختلفتِ المصادرُ في تقديرِ عددِ مسائل ”المدونة”:
فقيل: (32000) مسألة؛ قاله: الشيخ: إبراهيم بن صالح الحسيني.
وقيل: (36000) مسألة.
وقيل: (36200) مسألة؛ منها أربعة مسائل ممحوة.
وقيل: (40000) مسألة؛ قاله: الشيخ: ابن عاشور.
انظر: ”اصطلاح المذهب عند المالكيّة” (ص 120 ـ 121).
ولم أرَ من قال بأكثر من ذلك، وعليه ـ إنْ سلَّمنا بهذا التقدير ـ سيكون المخْتَصِر ”ابن أبي زيد” قد زاد على ”المدونة”، إلا أنْ يكون ذكر هذه الأعداد في ”المدونة”، و ”المختصر” تقديريًّا، لا على وجه التحديد، وهو الأظهر، على أنَّ بعض ما قيل فيه مبالغةٌ ظاهرةٌ، وسيأتي قول الهلالي عن مسائل ”مختصر خليل”، والله أعلم.
وعلى هذا قِسْ ما قيل في عدد مسائل المتون الأخرى، من كتب المذهب الأخرى.
(3) ”مختصر ابن الحاجب”:
قال محمد الحجوي ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ في: ”الفكر السامي” (3/ 286):
(قال ابن دقيق العيد ت (702هـ):
(إنَّه جمع (أربعينَ ألفَ) مسألة.
وقال في: ”المنح البادية في الأسانيد العالية”؛ لأبي عبدالله الصغير (1134هـ):
إنَّ ابن الحاجب جمع (ستًا وتسعين ألفَ) مسألة) أ. هـ بتصرف
(4) ”مختصر خليل”:
قال الشيخ: محمد المغربي، المعروف بـ: الحطَّاب الرعيني ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ (902 ـ 954هـ) في: ”مواهب الجليل” (1/ 2):
(قد حوى (أربعمائة ألف) مسألة فقهيَّة، وصارَ هو العمدة عند المالكيَّة منذ تأليفه حتى الآن) أ. هـ
وقال العلامة: محمد الحجوي في: ”الفكر السامي” (3/ 286):
(قالوا:
حوى (مائة ألف) مسألة منطوقة، ومثلها مفهومة.
وإنَّما ذلك تقريب، وإلا ففيه أكثر من ذلك بكثير.
بل قال الهلالي [أحمد بن عبدالعزيز، الهلالي، السلجماني ت (1175هـ)]:
فيه المسألة الواحدة التي تجمع (ألفَ ألفِ) مسألة) أ. هـ
[مُخْتَصَرَاتُ الْحَنَابِلَةِ]:
(1) ”مختصر الخِرَقِي”:
قال القاضي ابن أبي يعلى ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ ت (526هـ)، في: ”طبقات الحنابلة” (3/ 149):
قرأت بخطِّ أبي إسحاق البَرْمَكِيُّ:
(أنَّ عدَدَ مسائلَ ”المختصرِ”: (ألفانِ وثلاثُمَائَةَ) مسألةً) أ. هـ
(2) ”زاد المستقنع”:
قال شيخنا العلامة الدكتور: بكر أبو زيد ـ حَفِظَهُ اللَّه ـ في: ”المدخل المفصَّل” (2/ 770 ـ 771):
(قيل:
إنَّ مسائله بالنَّصِّ، والمنطوق، نحو: (ثلاثة آلاف) مسألة،
ونحوها في الإيماء، والمفهوم،
الجميع نحو (ستة آلاف) مسألة
هكذا سمعنا من بعض أجلاء المذهب في عصرنا.
وما ينقله بعض الطلبة عن بعض علماء العصر أنَّّ عدد مسائل ”الزاد” نحو (ثلاثين ألف) مسألة؛ فلا ينبغي التعريج عليه) أ. هـ
[وإلى لقاءٍ قريب ـ إن شاء الله ـ في الدرس الخامس، وهو:
(نَمَاذِجُ لِأَشْهَرِ الْمُخْتَصَرَاتِ الفِقْهِيَّةِ فِي الْمَذَاهِبِ الأَرْبَعَةِ)]
ـ[النحوي]ــــــــ[24 - 06 - 03, 09:09 ص]ـ
الشيخ عبدالله السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذا الدرس القيم بانتظار المزيد من الدروس
وكلي أمل أن تتوسع في كتب مختصرات الحنابلة الفقهية مع المقارنة بينها وبيان أفضلها ووو
ـ[أبو العالية]ــــــــ[24 - 06 - 03, 05:48 م]ـ
الحمدلله والصلاةوالسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الفاضل الشيخ / عبد الله الشمراني وفقه الله
جزاك الله خيراً على هذا النفس النفيس في التصنيف.
ولكن لعل لأخيك رأي في ذلك وهو:
لماذا لاتعملون على إنزال الحلقات كاملة وعلى هيئة برنامج مضغوط " الورد "
أو تطلبون تثبيت الحلقات كاملة ومن ثم تتوالى الحلقات بعد ذلك في نفس المكان المثبتة فيه.
حيث قد يفوت بعض الإخوة _ وأنا منهم _ الشيء من ذلك.
وفقكم الله وأعانك على خدمة طلبة العلم ونفع أهله.
ولاحرمك الله الأجر والثواب.
محبكم
أبو العالية
¥