[صفحة الفوائد الخاصة بأبي مصعب الجهني]
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[30 - 05 - 02, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
فهذه الصفحة ستكون لتسجي الفوائد العلمية على مدى الأيام القادمة
ملاحظة::: الفوائد ليست متعلقة بقسم معين
بل هي في كل الأقسام من فقه وعقيدة وحديث وسلوك ووو
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[30 - 05 - 02, 12:33 ص]ـ
المشاركة الأولى
هل أنت مبتلى؟؟؟
أخي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أذكرك بقول الله تعالى (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا
آمنا وهم لا يفتنون)
(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من
قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذبن
آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)
الابتلاء مهمة لا بد للمؤمن أن يؤديها فإن أداها بنجاح فالفوز له
وإن خسر فقد خسر عظيما
أخي إن المؤمن الحقيقي ينبغي عليه ألا يفكر ولو مجرد تفكير
بالراحة بل ينبغي عليه أن يتمثل قول الإمام أحمد رحمه الله
أو غيره حينما قال (لا يجد المؤمن طعم الراحة حتى يضع قدمه
في الجنة)
وعليه فهذه الدنيا دار ابتلاء والمؤمن كيّس فطن
ينبغي عليه أن يزيل هذا الهم بالاستعانة بالله
كيف لا وهو يقول سبع عشرة مرة في اليوم - وهذا غير النوافل -
(إياك نعبد وإياك نستعين)
لا بد أن نبدأ بالتطبيق العملي لهذه المعاني
فالنظريات يسهل حفظها وإلقاؤها للناس
فما أسهل أن يحضّر المرء موضوعا عن الابتلاء أو عن التوكل
ويستشهد في ذلك بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال
السلف والشعر العربي الفصيح والآثار الواردة
لكنه حينما يواجه أول امتحان عملي فإنه سرعان ما يتقهقر
وهذا الضعف الوارد له أسباب كثيرة من أهمها عدم وجود الميادين
التي يطبق المرء فيها مثل هذه الأمور فهو يعيش في بيئة
لا يكاد يسمع منها ما يغضبه، ولا يكاد يسمع عن أمور عظيمة أو
تهديدات بالقصف والقتل والاعتداء على الأموال والأعراض
إنما يواجه ذلك مرة في الشهر - ربما - ولذلك تجده تائها
حائرا لا يدري عن نفسه، ولا كيف يواجه هذه المعضلة
ووالله إن أراضي الجهاد في سبيل الله التي يخلص المرء
في ذهابه إليها هي أجدر الميادين التي تربي المؤمن على
الصبر والتحل والتوكل وغيرها من الأمور القلبية
كيف لا وهو لا يعلم عن عمره متى ينتهي، ربما تُقطع قدمه
أو يده في أي لحظة ولهذا تجد كثيرا ممن عايش هذه الأراضي
فترة من الزمن لا يكاد ينغص حياته شيئا بل هو سعيد
لأنه متعلق بالعالم العلوي
فإذا هُدد قال: غيري مُعلق على أعواد المشنقة
وإذا أردوا قتله قال: غيري قتلوه قبل أن يقتل بالحروب النفسية
وهكذا يعزي نفسه بنفسه
ووالله إني سمعت كلمة من أحدهم وهو يخبرني عن مقولة أحد الناس
يقول بعامية واضحة: يا إخوان ما بينا وبين الله واسطة أي شيء
يحصل لك، أي مصيبة توضأ وصل ركعتين وارفع يداك فالله يسمع
وتوسل إليه فإنه لا يضيع عباده)
وقد ذكرني هذا بكلمة سأنقلها لك من كلام ابن القيم رحمه الله
وهي من أفضل ما قرأت له يقول رحمه الله
(وإذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب،
وصادف وقتا من أوقات الإجابة الستة وهي: الثلث الأخير من الليل،
وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبات،
وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة، وآخر
ساعة بعد العصر من ذلك اليوم، وصادف خشوعا في القلب، وانكسارا
بين يدي الرب، وذلا له وتضرعا ورقة، واستقبل الداعي القبلة،
وكان على طهارة، ورفع يديه إلى الله وبدأ بحمد الله والثناء
عليه، ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه
وسلم، ثم قدم بين يدي حاجته إلى التوبة والاستغفار، ثم دخل
على الله، وألح عليه في المسألة، وتملقه ودعاه رغبة
ورهبة، وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده، وقدم
بين يدي دعائه صدقة، فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا،
لا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه
وسلم أنها مظنة الإجابة أو أنها متضمنة للاسم الأعظم ... إلخ) اهـ
أخي ... أطلت معك ولم أعتد على ذلك حتى في مواضيعي العادية
ولكن لأنني علمت أن شخصا يواجه ما أواجهه
فلا أخفيك أنني أواجه تهديدا من شخص أسأل الله أن يصلحه
والتهديد في العرض والأهل وووو
لا أريد أن أشكي لك الحال فالله أحق أن يشكى إليه
لكنني أردت أن أعزيك وإن كانوا أقوياء وأنت ضعيف وسبب الابتلاء
هو دينك فأبشر بالقوة لأن القوي معك
وادع الله عز وجل في سجودك فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو
ساجد فأكثروا من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم .. كما في الحديث
فوصيتي لك أولا وآخرا يتقوى الله في السر والعلن
والدعاء والصبر
فإن النصر مع الصبر
واشتدي أزمة تنفرجي
والسلاك عليكم ورحمة الله وبركاته
¥