التفريق بين حكم مصافحة الشابّة ومصافحة العجوز
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[09 - 03 - 02, 05:46 ص]ـ
إحدى قريباتي، امرأة كبيرة في السن، وتعتبر من القواعد من النساء، تصرّ كلما قابلتني أن تسلم عليَّ بيدها وتقبلني؛ لأنها تعتبرني مثل حفيدها، مع العلم أنها ليس بها أي فتنة، فما حكم ذلك، وما الحل الذي تقترحه علي لتفادي هذا الأمر بصورة غير محرجة؟
المجيب: سلمان العودة
الأصل تحريم مصافحة المرأة الأجنبية؛ لما رواه الشيخان عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: "ما مست يد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يد امرأة قط إلا امرأة يملكها" رواه البخاري (7214)، ومسلم (1866).
وفي (الموطأ، ص: 982)، وسنن النسائي (4181)، ومسند أحمد (27006)، عن أميمة بنت رقيقة مرفوعاً: "إني لا أصافح النساء".
ولا يصح أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صافح امرأة أجنبية، لا مباشرة، ولا من وراء حائل، وقد روي عن عمر في ذلك في أمر البيعة، رواه أبو داود (1139) وابن حبان (3041) وهو غير صحيح.
أما إذا كانت المرأة كبيرة، مسنّة، من القواعد من النساء، اللاتي لا يرجون نكاحاً، وليس فيها، ولا عليها فتنة، كما ورد في السؤال، فإن للعلماء في مصافحتها قولين:
أولهما: قول (الحنفية)، و (الحنابلة)، وهو منصوص (أحمد)، والمذهب أنه يجوز، واستدلوا بما روي أنه (صلى الله عليه وسلم) كان يصافح العجائز، ولا يصافح الشوابّ، ولا يصح، كما استدلوا بما روي عن أبي بكر أنه كان يصافح العجائز، انظر (نصب الراية 240)، وما روي عن الزبير أنه اتخذ عجوزاً تمرضه (نصب الراية 240)، والله أعلم بذلك.
ولأن الحرمة إنما كانت لخوف الفتنة، فإذا كانت المرأة ممن لا يُشتهى، فخوف الفتنة معدوم.
واستدل بعضهم بقوله (تعالى): "والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً" [النور: 60]. الآية. وهذا قول أظهر وأقوى.
وفي المسألة قول آخر للمالكية والشافعية أنه يحرم مس الأجنبية، من غير تفرقة بين الشابة والعجوز، والله أعلم.
وانظر لتفصيل المسألة: (المبسوط 10/ 154)، (تبيين الحقائق 6/ 218) (العناية 10/ 25 - 26)، (الجوهرة النيرة 2/ 284)، (درر الحكام 1/ 314 – 315)، (الإنصاف 8/ 26 –2)، (الفروع لابن مفلح 5/ 152)، و (البحر الزخارف 5/ 374)، و (الموسوعة الفقهية 29/ 297).
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******1.cfm?id=876
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 03 - 02, 11:09 ص]ـ
قد أفتيت مرة بذلك فأقاموا عليّ القيامة: mad:
على أية حال جزاك الله خيرا على النقل
ـ[محمد ياسر الشعيري]ــــــــ[08 - 07 - 02, 08:07 م]ـ
لو استبدلت أخي الأمين (أمنك الله يوم الفزع)، لفظة أفتيت بأجبت. وجزيت خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 01 - 03, 04:07 م]ـ
قال القاضي في التعليق
(وقد نقل المروذي عنه انه سئل عن امراة
كبيرة ليس لها محرم وقد وجدت قوما صالحين؟
فقال: ان تولت هي النزول ولم يأخذ رجل بيدها: فارجو)
من هامش شرح العمدة تحقيق الدكتور صالح بن محمد الحسن
تامل امراة كبيرة
ورجال صالحين
وضرورة
ـ[مسدد2]ــــــــ[09 - 01 - 03, 07:41 م]ـ
أود لفت النظر الى مسألة الظرف والعرف ..
في مجتمع قد تميزت عرفا مجتمعات الرجال والنساء اجتماعيا وترفيهيا وعلميا واكاديميا .. تكون العلاقة بين الرجل والمرأة قليلة لدرجة ان وقوفهما معا وكلامهما او ضحكهما معدومة وبالتالي تكون المصافحة بينهما امر مستغرب.
وفي مجتمع قد اختلطت عرفا (اي واقع الحال هكذا احببناه ام كرهناه) مجتمعات الرجال والنساء:
- اكاديميا (الجامعات والمدارس)
-علميا (المحاضرات الاسلامية - هناك ثلاثة مناطق، رجال فقط، نساء فقط، ثم منطقة مختلطة يسمونها عائلية، وكلها في قاعة واحدة والمحاضرة اسلامية يحضرها المشايخ كالشيخ جعفر شيخ ادريس مثلا ولا يعلق، لماذا؟ لانه اصبح عرف مقبول بين المسلمين والملتزمين)
-ترفيهيا (المطاعم والمكتبات العامة و الملاعب الرياضية)
-اجتماعيا (الزيارات "العائلية" انما هي برهان على تغير العادات الاجتماعية في المجتمع، طبعا ليس كله وانما البعض منه) ..
في مجمتع هذا حاله، لا يمكن اعتبار المصافحة هي المشكلة، المشكلة الاهم عندي هي مجرد الاختلاط بالشابة .. ومعالجة مشكلة المصافحة بمفردها كالذي يشتغل بقتل الدود في التفاحة التي على الشجرة و قد عششت فيها الحشرات .. فهل يصلح الشجرة بقتل الدود الذي في التفاح ام بتطهير الشجرة كلها؟ نريد معالجة المشكلة والاعتراف بها وباحكامها لا الانشغال بالاثر ..
يعني قد يحاسب الاخ نفسه ان صافح ولا يحاسب نفسه ان وجد اجتماعيا في غرفة مع شابة فاتنة. ووجوده في جلسة اجتماعية مع فاتنة والتكلم بطريقة طبيعية يطفي صيغة شرعية على وجودها وحالها ..
يعني ان خيّر الاخ بين ان يصافح ولا يشارك في الجلسة وبين ان لا يصافح ويشارك في الجلسة فالخيار الاول افضل.
ثم عودة الى الصورة المرسومة من طرف الاخ هيثم ..
الاخوة الملتزمون يقعون في حرج عندما يريدون ان يقوموا بواجب صلة الارحام مع قوم قد تبدلت عندهم الاعراف ..
فعندما تريد اسقاط الحكم الشرعي على الامرأة المسنة، هناك عدة احكام شرعية يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار ..
1 - هل المصافحة جائزة كما سأل الاخ؟
2 - اذا كانت المسنة تعتبر الامتناع عن مصافحتها وتقبيلها جفاءً وربما اهانة .. فهل هذا الامر له اعتبار شرعا؟
3 - هل أصلاا تجوز زيارة امرأة تصر على المصافحة والتقبيل (طبعا مسنة)؟
4 - اذا الاهل (الوالد او الوالدة) اصرا على الذهاب فما هي الموازنات إذن؟
فإن الصورة اذا رسمت متكاملة جاء الحكم متينا، واذا كانت الصورة ناقصة جاء الحكم ناقصا مترددا.
والله اعلم
¥