[حكم قول فداك أبي وأمي لغير النبي صلى الله عليه وسلم]
ـ[الموحد99]ــــــــ[29 - 06 - 03, 02:08 ص]ـ
حكم
قول جعلني الله
فداك
المقدمة
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
فهذا بحث في حكم قول فداك أبي وأمي لغير النبي صلى الله عليه وسلم
المسألة الأولى معناها:
قال بن فارس في مقاييس اللغة:
فدى: أن يُجعل شيٌء مكان شيءٍ حمى له قولك فديته أفديه: كأنك تحميه بنفسك أو بشءٍ يعوّض عنه أهـ
وقال في المعجم الوسيط:
فداه: فدى وفداء: استنقذه بمال أو غيره فخلصه مما كان فيه يقال: فداه بمال وفداه بنفسه فهو فاد والجمع / فداة
المسألة الثانية:
أغلب الألفاظ التي جاءت بها السنة:
1. ففداه بالأب والأم
2. ففدوه بآبائهم وأمهاتهم
3. ويفديه بأبيه وأمه
4. بل نفديك يارسول الله بآبائنا وأمهاتنا وأموالنا وأنفسنا
5. فديناك بآبائنا وأمهاتنا
6. فديتك
7. يفدى أحد بأبويه
8. هلمّ لكن فداء أبي وأمي
9. وسعديك وأنا فداؤك
01. فاغفر فداء لك ما تقينا
11. جعلني الله فداك
21. فدى له أبي وأمي
31. فدى لك أبي وأمي
41. فاغفر فدى لك ما أتينا
51. فداكم أبي وأمي
61. هلم لكن أبي وأمي
71. فداءك أبي وأمي
81. جعلني الله فداك
91. جعلنا الله فداك
02. نفسي لنفسك الفداء لبيك
المسألة الثالثة:
بيان أقسامها بيان حكم كل قسم منها
القسم الأول: أن تقال لله جل وعلا
فتقول أنا فداك يا رب العالمين فداء لك او غيرها من العبارات السابقة الذكر
جاء في البخاري في غزوة خيبر عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فسرنا ليلا فقال رجل من القوم لعامر يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك وكان عامر رجلا شاعرا فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما أبقينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا
إنا إذا صيح بنا أبينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا السائق قالوا عامر بن الأكوع قال يرحمه الله قال رجل من القوم وجبت يا نبي الله لولا أمتعتنا به فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة ثم إن الله تعالى فتحها عليهم فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذه النيران على أي شيء توقدون قالوا على لحم قال على أي لحم قالوا لحم حمر الإنسية قال النبي صلى الله عليه وسلم أهريقوها واكسروها فقال رجل يا رسول الله أو نهريقها ونغسلها قال أو ذاك فلما تصاف القوم كان سيف عامر قصيرا فتناول به ساق يهودي ليضربه ويرجع ذباب سيفه فأصاب عين ركبة عامر فمات منه قال فلما قفلوا قال سلمة رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي قال ما لك قلت له (فداك أبي وأمي) زعموا أن عامرا حبط عمله قال النبي صلى الله عليه وسلم كذب من قاله إن له لأجرين وجمع بين إصبعيه إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله
قال الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى كتاب الآداب باب ما يجوز من الشعر والرجز:
قال المازري: لا يقال للّه فداء لك لأنها كلمة تستعمل عند دفع توقع مكروه لشخص فيختار شخصاً آخر أن يحل به دون ذلك الآخر فهو مجاز عن الرضا كأنه قال: نفسي مبذولة لرضاك أو هذه الكلمة وقعت خطاباً لسامع الكلام
قال بن بطال:اغفر لنا ما ارتكبناه من الذنوب وفداء لك دعاء أي افدنا من عقابك على ما اقترفنا من الذنوب كأنه قال اغفر لنا وافدنا منك فداء لك أي من عندك فلا تعاقبنا به وحاصله أنه جعل اللام للتبيين مثل هيت لك 0أهـ
قال بن حجر رحمه الله أيضاً في في غزوة خيبر:
وقد استشكل هذا الكلام لأنه لا يقال في حق الله إذ معنى فداء لك نفديك بأنفسنا وحذف متعلق الفداء للشهرة وإنما يتصور الفداء لمن يجوز عليه الفناء وأجيب عن ذلك بأنها كلمة لا يراد ظاهرها بل المراد بها المحبة والتعظيم مع قطع النظر عن ظاهر اللفظ 0
وقيل المخاطب بهذا الشعر النبي صلى الله عليه وسلم 000ومال بن حجر إلى تضعيف هذا القول وأورد عليه إشكال أهـ
¥