فيه تصريح المنع بل فيه إشارة إلى أنه ترك الأولى في القول للمريض إما بالتأنيس و الملاطفة وإما بالدعاء والتوجع 000إلى أن قال ويمكن أن يعترض بأنه لا يلزم من تسويغ قول ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم أن يسوغ لغيره لأن نفسه أعز من أنفس القائلين وآبائهم فالجواب: أن الأصل عدم الخصوصية وجاء حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة "فداك أبوك "ومن حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه "فداكم أبي وأمي "أهـ
وقد ورد ما يدل على الجواز
قال البخاري في صحيحه حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار عن سعيد بن جبير يزيد أحدهما على صاحبه وغيرهما قد سمعته يحدثه عن سعيد بن جبير قال إنا لعند ابن عباس في بيته إذ قال سلوني قلت أي أبا عباس جعلني الله فداءك بالكوفة رجل قاص يقال له نوف يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل أما عمرو فقال لي قال قد كذب عدو الله وأما يعلى فقال لي قال ابن عباس حدثني أبي بن كعب قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موسى رسول الله عليه السلام قال ذكر الناس يوما حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى فأدركه رجل فقال أي رسول الله هل في الأرض أحد أعلم منك قال لا فعتب عليه إذ لم يرد العلم إلى الله قيل بلى قال أي رب فأين قال بمجمع البحرين قال أي رب اجعل لي علما أعلم ذلك به فقال لي عمرو قال حيث يفارقك الحوت وقال لي فذكر الحديث0000 أهـ
و عن إبراهيم يعني ابن الأشتر عن أبيه
أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته فقال ما يبكيك قالت أبكي لا يد لي بنفسك وليس عندي ثوب يسعك كفنا فقال لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر يقول ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين قال فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وفرقة فلم يبق منهم غيري وقد أصبحت بالفلاة أموت فراقبي الطريق فإنك سوف ترين ما أقول فإني والله ما كذبت ولا كذبت قالت وأنى ذلك وقد انقطع الحاج قال راقبي الطريق قال فبينا هي كذلك إذا هي بالقوم تخد بهم رواحلهم كأنهم الرخم فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا ما لك قالت امرؤ من المسلمين تكفنونه وتؤجرون فيه قالوا ومن هو قالت أبو ذر ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه فقال أبشروا أنتم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ما قال أبشروا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرأين مسلمين هلك بينهما ولدان أو ثلاثة فاحتسبا وصبرا فيريان النار أبدا ثم قد أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن ثوبا من ثيابي يسعني لم أكفن إلا فيه فأنشدكم الله أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا فكل القوم كان قد نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار كان مع القوم قال أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي وأجد ثوبي هذين اللذين علي قال أنت صاحبي فكفني0"
قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه معجم المناهي اللفظية:
الذي عليه جماعة أهل العلم أ ن هذا اللفظ (بأبي وأمي) و قولهم جعلني الله فداك وقولهم نفسي لنفسك الفداء لا كراهة فيها فتجوز التفدية لمسلم ثم ذكر الأدلة على ورود هذه الألفاظ إلى أن قال: قال السفاريني رحمه الله بعد أن ساق الخلاف (والمعتمد لا كراهة إن شاء الله تعالى لصحة الأخبار وكثرتها عن المختار فإنها كادت تجاوز الحصر)
ونحوه لإبن القيم والقاضي عياض والنووي والحافظ ابن حجر وضعف القاضي عياض ماروي عن السلف من كراهتها
أقول (القائل الشيخ بكر) ان ثبت شي فهو من باب هضم النفس والله أعلم أهـ
قال ابن القيم في بدائع الفوائد ج 4:
قال إسحاق بن منصور قلت لأحمد رضي الله عنه:
قلت يكره أن يقول الرجل للرجل فداك أبي وأمي قال يكره أن تقول جعلني الله فداك ولا بأس أن يقول فداك أبي وأمي
وقال السفاريني في غذاء الألباب"
الرَّابِعَةُ): قَالَ الْخَلَّالُ: كَرَاهِيَةُ قَوْلِهِ فِي السَّلَامِ: جُعِلْت فِدَاك.
¥