تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سلسلة الروائع التيمية]

ـ[أبو العالية]ــــــــ[29 - 06 - 03, 03:54 ص]ـ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله: وبعد:

فهذه بعض المختارت من الروائع التيمية استللتها من مجموع فتاوى شيخ الاسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله وكنت قد قيدتها في محنة فعادت علينا بفضل الله وكرمه منحة.

ولروعة تلكم الكلمات، فما أجمل أن نقتبس من عبير تلكم الروائع لاسيما أنها من عالمٍ رباني لم تأتي الدنيا بمثله رحمه الله

ولعل من المناسب أن من لديه كذلك رائعة من الروائعة أن يقيدها بعد ذكر المرجع بالطبعة لتعم الفائدة

الفائدة الأولى: الإيمان والعمل الصالح لايقال بأنه تكليف

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:

" لم يجيء في الكتاب والسنة وكلام السلف إطلاق القول على الإيمان والعمل الصالح أنه تكليف كما يطلق ذلك كثير من المتكلمة والمتفقهة، وإنما جاء ذكر التكليف في موضع النفي، كقوله: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) (لا تكلف إلا نفسك) (لا يكلف الله نفساً إلا ما اتاها)

أي: وإن وقع الأمر تكليف، فلا يكلف الإ قدر الوسع لا أنه يسمى جميع الشريعة تكليفاً.

مع أن غالبها قرة العيون، وسرور القلوب، ولذات الأرواح، وكمال النعيم.

وذلك لإرادة وجه الله والإنابة إليه، وذكره وتوجه الوجه إليه، فهو الإله الحق الذي تطمئن إليه القلوب، ولا يقوم غيره مقامه في ذلك أبداً.

قال الله تعالى: (فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا)

فهذا أصل. "

مجموع الفتاوى

(1/ 25)

والله أعلم

وترقبوا الرائعة الثانية:

" المخلوق لاطاقة له في نفع مخلوقٍ مثله "

محبكم

أبو العالية

عفا الله عنه

ـ[أبو العالية]ــــــــ[30 - 06 - 03, 11:43 ص]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام علىرسول الله، وبعد:

الفائدة الثانية: " المخلوق لاطاقة له في نفع مخلوقٍ مثله "

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:

" إن المخلوق ليس عنده للعبد نفع ولا ضرر ولا عطاء ولا منع ولا هدى ولا ضلال ولا نصر ولا خذلان ولا خفض ولا رفع ولا عز ولا ذل بل ربه هو الذى خلقه ورزقه وبصره وهداه وأسبغ عليه نعمه فإذا مسه الله بضر فلا يكشفه عنه غيره وإذا أصابه بنعمة لم يرفعها عنه سواه وأما العبد فلا ينفعه ولا يضره إلا بإذن الله.

ولهذا خوطب به فى القرآن كثيراً.

لكن إذا تدبر اللبيب طريقة القرآن وجد أن الله يدعو عبادة بهذا،

فهذا الوجه يقتضى التوكل على الله والإستعانة به ودعاه ومسألته دون ما سواه ويقتضى أيضا محبة الله وعبادته لاحسانه إلى عبده وإسباغ نعمه عليه وحاجة العبد اليه فى هذه النعم، ولكن إذا عبده وأحبه وتوكل عليه العبد وحلّ به فى الدنيا من نزول البلاء العظيم أو الفاقة الشديدة أو الخوف المقلق فجعل يدعو الله ويتضرع اليه حتى فتح له من لذة مناجاته ما كان أحب إليه من تلك الحاجة التى قصدها أولا.

ولكنه لم يكن يعرف ذلك أولاً حتى يطلبه ويشتاق إليه والقرآن مملوء من ذكر حاجة العباد الى الله دون ما سواه ومن ذكر نعمائه عليهم ومن ذكر ما وعدهم فى الآخرة من صنوف النعيم واللذات وليس عند المخلوق شىء من هذا.

فهذا الأمر يحقق التوكل على الله والشكر له ومحبته على إحسانه

" أهـ

مجموع الفتاوي

(1/ 27 - 28)

بتصرف

والله أعلم

محبكم

أبو العالية

ـ[أبو العالية]ــــــــ[03 - 07 - 03, 03:03 ص]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الفائدة الثالثة: " الحب دون الله لغيره مضره "

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:

"فكل من أحب شيئا دون الله ولاه الله يوم القيامة ما تولاه وأصلاه جهنم وساءت مصيرا.

فمن أحب شيئا لغير الله فالضرر حاصل له إن وجد أو فقد فإن فقد عذب بالفراق وتألم.

وإن وجد فإنه يحصل له من الألم أكثر مما يحصل له من اللذة.

وهذا أمر معلوم بالاعتبار والاستقراء وكل من أحب شيئا دون الله لغير الله فلإن مضرته أكثر من منفعته فصارت المخلوقات وبالاً عليه إلا ما كان لله وفى الله فإنه كمال وجمال للعبد. "

مجموع الفتاوي

(1/ 29)

والله أعلم

وترقبوا الفائدة الرابعة:

" الإحسان إلى الناس وإن جفوك "

محبكم

أبو العالية

عفا الله عنه

ـ[أبو العالية]ــــــــ[08 - 07 - 03, 10:27 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الفائدة الرابعة: " الإحسان إلى الناس وإن جفوك "

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:

" والرب سبحانه يريدك لك ولمنفعتك بك لا لينتفع بك وذلك منفعة عليك بلا مضرة فتدبر هذا.

فملاحظة هذا يمنعك أن ترجوا المخلوق أو تطلب منه منفعة لك فإنه لا يريد ذلك.

فلايحملنك هذا على جفوة الناس وترك الإحسان إليهم وإحتمال الأذى منهم.

بل أحسن اليهم لله لا لرجائهم، وكما لا تخفهم فلا ترجهم وخف الله فى الناس ولا تخف الناس فى الله.

وارج الله فى الناس ولا ترج الناس فى الله.

وكن ممن قال الله فيه "وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى *

وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى "

وقال فيه " إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا "

مجموع الفتاوي

(1/ 30 _ 31)

بتصرف يسير

والله أعلم

وترقبوا الفائدة الخامسة:

" المخلوق لا طاقة له في نفع مخلوق مثله (2) "

محبكم

أبو العالية

عفا الله عنه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير