حكى ابن الجوزي رحمه الله عن نفسه في صيد الخاطر عن نفَسه الطويل في القراءة فقال: " وإني أخبر عن حالي: ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتاباً لم أقرأه، فكأني وقعت على كنز.
ولقد نظرت في ثبَت الكتب الموقوفة في المدرسة النظامية، فإذا به يحتوي على نحو ستة آلاف مجلد، وفي ثبَت كتب أبي حنيفة، وكتب الحُميدي، وكتب شيخنا عبد الوهاب بن ناصر، وكتب أبي محمد الخشاب، وكانت أحمالاً وغير ذلك من كل كتاب أقدر عليه.
ولو قلت: إني طالعت عشرين ألف مجلد كأن أكثر، وأنا بعدً في الطلب." [557]
وذكر السخاوي رحمه الله في ترجمة شيخه الحافظ ابن حجر:
" وقد سمعته يقول غير مرة: إنني لأتعجب ممن يجلس خالياً عن الاشتغال "
[الجواهر والدرر 1/ 170]
قال مقيده _ عفا الله عنه _ ومن صدق ما قال رحمه الله، أذكر مرة أنني اشتريت كتاباً من الرياض وسرت نحو الشرقية فما استطعت المواصلة شوقاً إليه، فما كان مني إلا أن توقفت في الطريق وقرأت الكتاب بأكمله ومن ثم أكملت مسيري. فهي والله كنوز ولكن لا نعتبر. ولاحول ولاقوة إلا بالله.
رابعاً: الاستغناء عن الناس والتفرغ للقراءة.
ذكر الذهبي رحمه الله في السير في ترجمة الأعجوبة الإمام أبي عبد الرحمن عبد الله بن المبارك رحمه الله فقال:
" كان ابن المبارك يُكثر الجلوس في بيته، فقيل له ألا تستوحش؟
فقال: كيف أستوحشُ وأنا مع النبي ? وأصحابه " [السير 8/ 382]
وذكر المقريزي رحمه الله في درره [1/ 50]:
" وقد أعرضَتْ نفسي عن اللهو جملةً وملّت لقاء الناس حتى وإنْ جلّوا
وصار بحمد الله شغلي وشاغلي فوائد علمٍ لستُ من شُغلها أخلوا
فطوراً يراعي كاتبٌ لفوائدٍ بصحّتها قد جاءنا العقل والنقل
وآونة للعلم صدري جامعٌ فتزكو به نفسي وعن همّها تسلو "
خامساً: تكرار القراءة أفضل من تنوعها
ذكر الأديب العقاد مقولة رائعة وهي:
" قراءة كتاب ثلاث مرات، خيرٌ من قراءة ثلاثة كتب "
ومن هذا الباب كان فقه السلف رحمهم الله والعلماء المشتغلون بالعلم في أهمية التكرار لما يقرأ، ولذلك عندما سأل الإمام البخاري رحمه الله في الحفظ بأي شيءٍ يكون، قال: بإدامة النظر " وقصد رحمه الله بالتكرار
وعليه. فهذا حال العلماء في القراءة وتكرارهم
فاعرف فضلهم وعلو كعبهم في القراءة وحبهم للعلم، فهكذا صنيع الأوائل.
• ذكر السبكي رحمه الله في طبقاته (2/ 99) عن الربيع المزني _ تلميذ الشافعي رحمه الله _ قال: أنا أنظر في كتاب الرسالة منذ خمسين سنة، ما أعلم أني نظرت فيه مرة إلا وأنا استفيد شيئاً لم أكن عرفته "
والله أعلم
وللبحث مزيد. .
محبكم
أبو العالية
عفا الله عنه
ـ[محمد العُمري]ــــــــ[19 - 11 - 09, 04:39 م]ـ
. . .
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 04:59 م]ـ
الأستاذ الكريم أبو العالية، باحثنا الفاضل:
أحسنت أحسن الله إليك، شوقتنا كثيراً إلى قراءة الكتب والمطالعة فيها.
ـ[محمد العُمري]ــــــــ[23 - 10 - 10, 03:41 م]ـ
للفائدة ..
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 11:38 م]ـ
للرفع
رفع الله قدركم