[كانت ليلتي بين مهاجر ومهاصر، أعينوني أعانكم الله سبحانه]
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[02 - 07 - 03, 11:03 ص]ـ
حديث: إن الله تبارك وتعالى يقول: إني لست على كل كلام الحكيم أقبل، ولكني أقبل على همه وهواه، فإن كان همه وهواه فيما يحب الله ويرضى؛ جعلت صمته حمدا لله ووقاراً، وإن لم يتكلم.
قال الألباني في الضعيفة (2050): ((ضعيف جداً. رواه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (10/ 49/1) عن بقية حدثني صدقة بن عبد الله بن صهيب حدثني المهاجر بن حبيب بن صهيب مرفوعاً.
قلت: وهذا سند ضعيف جداً؛ لأن صدقة هذا لم أجد من ترجمه، فهو من شيوخ بقية المجهولين. وكذلك المهاجر بن حبيب لم أجد له ذكراً، وما أظنه من الصحابة، وقد قال المناوي في "الفيض": " لم أره في الصحابة في أسد الغابة ولا في التجريد". ثم تبين لي أنه مصحف، وأن الصواب المهاصر بن حبيب، كذلك رواه ابن وهب في "الجامع" (ص:51 - 52) قال: وأخبرني خالد بن حميد عمن حدثه عن المهاصر بن حبيب يرفع الحديث قال: فذكره. قلت: والمهاصر هذا يروي عن أبي ثعلبة الخشني وأبي سلمة بن عبد الرحمن. قال ابن أبي حاتم (4/ 1/440): " سئل أبى عنه فقال لا بأس به ". وذكره ابن حبان في " ثقات التابعين" (5/ 454) وأتباعهم (7/ 525). قلت: فالحديث مرسل أو معضل، مع الجهالة التي في سنده. وخالد بن حميد هو المهري الإسكندراني. قال الحافظ: لا بأس به.)) أ. هـ.
ــــــــــــــــــــــــــ
ثم في فهرسة الأحاديث التي خرجها الألباني وجدت الحديث في المشكاة، رواه الدارمي، والتعليق هناك: إسناده ضعيف.
قلت في نفسي: لماذا هنا إسناده ضعيف وفي السلسلة: ضعيف جداً. ولم أدقق كثيراً في هذا، فقلت: لماذا لم يشر الألباني إلى الدارمي وقد خرجه في المشكاة!!
فشمرت عن ساعدي لأبحث الموضوع لأرى قصة هذا الحديث وإسناده.
قال الدارمي (1/ 79): أخبرنا محمد بن المبارك أنا بقية ثنا صدقة بن عبد الله بن المهاجر بن صهيب أن المهاجر بن حبيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: إني لست كل كلام الحكيم أقبل؛ ولكني أتقبل همه وهواه، فإن كان همه وهواه في طاعتي جعلت صمته حمداً لي ووقاراً وإن لم يتكلم.
فتعجبت أكثر!! ووقفت متأملاً هذا الإسناد .. هل هناك تصحيف أم لا يوجد؟! ومن هذا صدقة بن عبد الله؟! هل هو السمين الدمشقي الذي له ترجمة في التقريب: ضعيف.؟؟
والحاصل أن بقية يروي عن هذا الدمشقي. ثم نظرت إلى إسناد الدارمي فقلت لم لا يكون هو الدمشقي، ولكن تكملة اسم صدقة بن عبد الله لم أجدها في كتب التراجم، فقلت: ممكن يكون هناك تصحيف في الإسناد .. ويكون هكذا: صدقة بن عبد الله عن المهاجر بن حبيب أن المهاجر…، أي التصحيف في: بن بدل عن، وصهيب بدل حبيب.
ومن هو المهاجر هذا الذي قال عنه الشيخ: لم أجد له ذكراً .. ثم استدرك قائلاً أنه مصحف وأن الصواب: المهاصر .. ؟! مستنداً إلى رواية ابن وهب وترجمة ابن أبي حاتم وابن حبان.
فتحت كتاب ابن حبان الثقات أبحث في كلمتين: مهاجر، ومهاصر. فوجدت ثلاثة مواضع موضعين أشار إليهما الشيخ وهما باسم مهاصر، وموضوع ثالث في التابعين أيضاً، قال ابن حبان (5/ 427):مهاجر بن حبيب الزبيدي يروى عن أسد بن كرز وله صحبة، روى عنه أرطاة بن المنذر وأخاف أن يكون هو مهاجر بن حبيب الزبيدي. أ.هـ.
قلت في نفسي: إذن هذا هو مهاجر ولم تتصحف إلى مهاصر وهذه ترجمته .. ثم قرأت كلام ابن حبان ثانية وفي آخره يقول: وأخاف أن يكون هو مهاجر بن حبيب الزبيدي.
قلت: ما فائدة كلام ابن حبان فالاسم هو الاسم والنسب هو هو إذن ما الخوف الذي يشير إليه ابن حبان!!
قلت: بلاشك هناك اثنان اسمهما نفس الشيء، ولكن من هما وما هو الاختلاف؟؟
بحثت في فهرس الأنساب للسمعاني وفي: (3/ 41) يقول: ومن التابعين: مهاجر بن حبيب الربذي يروى عن أسد بن كرز رضي الله عنه، روى عنه أرطاة بن المنذر.
الربذي وليس الزبيدي وهي بفتح الراء والباء المعجمة بواحدة وفي آخرها ذال منقوطة، هذه النسبة إلى الربذة وهي من قرى المدينة طريق الحجاز. كما في الأنساب.
إذن عند ابن حبان تصحفت الربذي إلى: الزبيدي (الأولى). وخاف ابن حبان أن يكون الربذي والزبيدي هما واحد.
¥