قال أصحاب هذا القول بأن القيام عند البدء في الإقامة.
نقل أبو عمر أيضاً عن الأثرم، قال: ثنا الحسن بن عرفة ثنا إسماعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر قال: رأيت عمر بن عبدالعزيز ومحمد بن كعب القرظي وسالم بن عبدالله وأبا قلابة وعراك بن مالك الغفاري ومحمد بن مسلم الزهري وسليمان بن حبيب يقومون إلى الصلاة في أول بدء من الإقامة.
ثم أخرجه ابن عبدالبر بإسناده إلى الهيثم بن خارجة عن إسماعيل بن غياش عن عمرو بن مهاجر قال: سمعت عمر بن عبدالعزيز يقول: إذا سمعت النداء بالإقامة فكن أول من أجاب، ورأيت عمر .. ثم ذكره مثل رواية الحسن بن عرفة إلا أنه لم يذكر سليمان، وزاد شيئاً عن عمر.
ونقله ابن المنذر عنهم ولم يسنده، ثم قال: وبه قال عطاء وهو مذهب أحمد وإسحاق إذا كان الإمام في المسجد، (جـ4 ص 167).
وروى أبو عمر من طريق الوليد ثنا كلثوم بن زياد المحاربي عن الزهري عن ابن المسيب، قال: إذا قال المؤذن: الله أكبر، وجب القيام، وإذا قال: حي على الصلاة، اعتدلت الصفوف، وإذا قال: لا إله إلا الله: كبر الإمام.
وأخرج من طريق عبدالرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت الزهري يقول: ما كان المؤذن يقول: قد قامت الصلاة حتى تعتدل الصفوف.وأخرجه عبدالرزاق عن ابن جريج عنه بنحوه مرفوعاً إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو مرسل.
وقال النووي في شرح مسلم: ونقل القاضي عياض عن مالك رحمه الله تعالى وعامة العلماء أنه يستحب أن يقوموا إذا أخذ المؤذن في الإقامة.
ما ترجح لي من الأقوال:
ترجح عندي القول الأخير، وذلك لعدة أسباب:
الأول: أنه قد قال به كثير من علماء التابعين وغيرهم.وأما قول الحافظ في الفتح: وذهب الأكثرون إلى أنهم إذا كان الإمام معهم في المسجد لم يقوموا حتى تفرغ الإقامة.وهذا وهم، وأظنه قد خلط بين هذه المسألة ومسألة التكبير فإنها هي المنقولة عن أكثر العلماء كما في التمهيد والمجموع، والله أعلم.
الثاني:
أنه هو الأصل في فعل الصحابة حيث كانوا يبادرون بالقيام وتسوية الصفوف قبل أن يقوم الإمام مقامه كما عند مسلم من حديث أبي هريرة، وأحياناً قبل خروجه صلى الله عليه وسلم، ثم نهاهم صلى الله عليه وسلم عن القيام إذا لم يروه؛ فبقي الحكم في قيامهم عند رؤيته على أصله.
الثالث:
أن نهيه صلى الله عليه وسلم عن القيام إذا لم يروه إقرار أو أمر بالقيام إذا رأوه بطريق مفهوم المخالفة في الحديث، وكأن البخاري رحمه الله تعالى لفت إلى هذا بترجمة حديث أبي قتادة بقوله: باب: متى يقوم الناس إذا رأوا الإمام عند الإقامة. وعلق ابن حجر على الترجمة فقال: قيل أورد الترجمة بلفظ الاستفهام لأن قوله في الحديث (لا تقوموا) نهي عن القيام، وقوله (حتى تروني) تسويغ للقيام عند الرؤية وهو مطلق غير مقيد بشئ من ألفاظ الإقامة ... إهـ.
الرابع:
أنه هو الموافق للنظر الصحيح حيث إن المبادرة بالقيام للصلاة والاستعداد لها أولى من الجلوس كما هو فعل الصحابة، وهذا تعليل الشافعي وداود الذي نقله ابن عبدالبر في التمهيد، والله أعلم.
ـ[سليمان بن محمد]ــــــــ[04 - 07 - 03, 01:51 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا البحث الجميل الطيب
ونفع بك
أخوك
سليمان بن محمد
ـ[بو الوليد]ــــــــ[04 - 07 - 03, 06:38 م]ـ
حياك الله أخي سليمان بن محمد ..
وبارك الله فيك.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[04 - 07 - 03, 08:03 م]ـ
وفقك الله أخي الشيخ بو الوليد.
حديث النعمان بن بشير (رضي الله عنه) يُشعر بأنّ آخر الأمرين كان خروج النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد تسوية الصفوف وإقامة الصلاة.
وأن أمره لأصحابه بعدم القيام حتى يروه كان في البداية حيث أراد (عليه الصلاة والسلام) الإشراف شخصياً على تسوية الصفوف.
وهذه رواية أبي داود للحديث:
عن النعمان بن بشير: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يسوينا في الصفوف كما يقوم القدح حتى إذا ظن أن قد أخذنا ذلك عنه وفقهنا أقبل ذات يوم بوجهه إذا رجل منتبذ بصدره، فقال: لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم.
والله أعلم.
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[05 - 07 - 03, 04:32 ص]ـ
أخي الشيخ بو الوليد.
وماذا عن فعل البعض الوقوف اثناء الاذان؟
ـ[ناصر بن عبدالله الدرعاني]ــــــــ[05 - 07 - 03, 07:29 ص]ـ
للفائدة
ذكر صاحب موسوعة فقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: محمد قلعة جي في ص 576
أن صاحب كتاب كشف الغمة 1/ 79!! أن عمر رضي الله عنه كان يقوم إلى الصلاة عند قول المؤذن قد قامت الصلاة بذلك أمر عمر
.... من صاحب كتاب كشف الغمة المذكور؟!
ـ[بو الوليد]ــــــــ[05 - 07 - 03, 10:02 م]ـ
مشرفنا الحبيب هيثم حمدان وفقك الله ..
وبالنسبة للحديث الذي ذكرته فقد رواه مسلم أيضاً بنحوه من طريق سماك بن حرب عن النعمان به. (978).
ولكن لا أرى لحديث أبي قتادة علاقةً به من حيث كون هذا آخر الأمرين أو ذاك.
أو أني لم أفهم وجه الدلالة من الحديث الذي ذكرته؟؟ فوضّحه لي بارك الله فيك. وأشكرك على المداخلة.
الأخ الكريم أبو العبدين بارك الله فيك ..
لم أعرف مقصدك؛ هل تعني أذان يوم الجمعة؟؟
وجزيت خيراً.
الأخ الفاضل الدرعاني، سدده الله ..
نريد إسناد رواية عمر، وجزاك الله خيراً.
وبالنسبة للكتاب فلا أعرفه.
¥