[ما هو المشروع بالنسبة لموضوع خطبة الجمعة؟]
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[06 - 07 - 03, 08:38 ص]ـ
لقد ثبت عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه كان إذا خطب يقول: صبحكم ومساكم، وأنه كان يأمر الناس بتقوى الله (عز وجل).
وثبت عنه أيضاً أنه قال: إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وإن من البيان سحراً.
وبيّن (عليه الصلاة والسلام) المقصود بطول الصلاة: حيث كان يقرأ في صلاة الجمعة: بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية. وأحياناً يقرأ بالجمعة والمنافقون.
فهل ما يفعله خطباء الجمعة في هذا الزمان من إطالة الخطبة والكلام فيها عن أحكام عقائدية وفقهية، وجوانب اجتماعية وسلوكية ... الخ = مخالف للهدي النبوي الشريف؟
أم أن الأفضل الاقتصار على تخويف الناس وأمرهم بتقوى الله في كلمة لا تزيد على عشرة دقائق؟
وفّق الله كل من ناقش ونصح وأفاد.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 - 07 - 03, 03:09 م]ـ
صدر حديثاً كتاب للدكتور عبدالعزيز الحجيلان،عنوانه: خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية،ط. دار ابن الجوزي.
وقد بحث فيه مسائل كثيرة جداً في هذا الموضوع على طريقة الفقهاء،وهو حسب علمي أوسع ما كتب في هذا الموضوع،وهو فيما يبدو (بحث أكاديمي) وهذا ظاهر لمن طالعه.
الكتاب مفيد ونافع،وفيه مسائل تحتاج إلى تحرير ونظر،لكونها تعتمد على الحديث فحسب.
جزى الله الشيخ د. الحجيلان خيراً.
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[06 - 07 - 03, 04:20 م]ـ
قال الله تعالى في سياق بيان أحكام الطلاق من سورة البقرة: واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة
يعظكم به
، واتقوا الله، واعلموا أن الله بكل شيء عليم.
ومن أجمع ما قرأت في المقصود من خطبة الجمعة هو كلام للشيخ السعدي رحمه الله في (المختارات الجلية)، قال: ... والصواب أنه إذا خطب خطبة يحصل بها المقصود والموعظة أن ذلك كافٍ.
ـ[الموحد99]ــــــــ[07 - 07 - 03, 03:25 ص]ـ
مفهوم الموعظة:
أخطأ بعض الناس من الخطباء وغيرهم في مفهوم الموعظة فبعضهم قصرها على التخويف وآخرون قصروها على الترغيب ونتيجة القولين أحدثت نقداً من البعض بسبب قصور هذا الفهم على بعض الخطباء الذين يتكلمون في خطبهم عن بعض الأحداث المعاصرة أو نحو ذلك والتعليق عليها بما ينفع المسلمين ومن ثم فقد يوجه اللوم على من يسير على هذه الطريق بأنك لا تهتم بالوعظ في الخطب ولو أنك فعلت كذا وكذا 000 إلخ 0
وأقول بياناً لهذا المفهوم _ البعيد عن الحق
الوعظ في اللغة:
الأمر بالطاعة والوصية بها قال ابن سيده في المصباح المنير:وعظه يعظه وعظاً وعظة ً: أمره بالطاعة ووصاه بها وعليه قوله تعالى ((قل إنما أعظكم بواحدة)) أي أوصيكم وآمركم فاتعظ أي ائتمر وكف نفسه والاسم:الموعظة وهو واعظ والجمع وعاظ 0اهـ وقال الرازي في مختار الصحاح:وعظ ((الوعظ)): النصح والتذكير بالعواقب 0اهـ
والوعظ في الاصطلاح:
قال عنه العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ما نصه: تنبيه:فإن قيل يكثر في القرآن إطلاق الوعظ على الأوامر و النواهي كقوله هنا ((يعظكم لعلكم تذكرون)) مع أنه ما ذكر إلا الأمر والنهي في قوله ((إن الله يأمر بالعدل _إلى قوله وينهى عن الفحشاء)) وكقوله في سورة البقرة بعد أن ذكر أحكام الطلاق الرجعة ((ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر)) وقوله في النهي عن مثل قذف عائشة رضي الله عنها ((يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا))
مع أن المعروف عند الناس أن الوعظ يكون بالترغيب والترهيب ونحو ذلك لا بالأمر والنهي فالجواب: أن ضابط الوعظ هو الكلام الذي تلين له القلوب وأعظم ما تلين له قلوب العقلاء: أوامر ربهم و نواهيه فإنهم إذا سمعوا الأمر خافوا من سخط الله في عدم امتثاله وطمعوا فيما عند الله من الثواب في امتثاله وإذا سمعوا النهي خافوا من سخط الله في عدم اجتنابه وطمعوا فيما عنده من الثواب في اجتنابه فحداهم حادي الخوف إلى الامتثال فلانت قلوبهم للطاعة خوفاً و طمعاً)) ا هـ
قلت [القائل الشيخ سعود الشريم]: وبهذا يتضح غلط من قصر الوعظ على الترغيب أو الترهيب أو عليهما جميعاً وبه تبين كذلك أن كل ما أوصل إلى التذكر أو تصحيح الخطأ في كل شأن من شئون الناس الدينية أو الدنيوية ولذلك جاء الوعظ حتى في الأمر و النهي كما ذكر ذلك صاحب أضواء البيان آنفاً0 00 إلخ (1)
قال الشيخ السعدي عليه رحمة الله:
في تفسير قوله تعالى {ذلكم توعظون به} {ذلكم}: أي الحكم الذي ذكرناه لكم {توعظون به}: أي يبين لكم حكمه مع الترهيب المقرون به لأن معنى الوعظ: ذكر الحكم مع الترغيب والترهيب 000 (2)
قال ابن القيم عليه رحمة الله:
الموعظة الحسنة هي:- الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب
(1) وميض الحرم 3
(2) تيسير الكريم الرحمن للشيخ السعدي
(3) التفسير القيم لابن القيم
¥