تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأراد بهذا الميل: الميل بالفعل، ولا يؤاخذ بميل القلب إذا سوى بينهن في فعل القسم، قال الله سبحانه وتعالى: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل) معناه: لن تستطيعوا أن تعدلوا بما في القلوب، فلا تميلوا كل الميل، أي: لا تتبعوا أهواءكم أفعالكم .. .أ. هـ. " شرح السنة (9/ 150 - 151).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: يجب عليه العدل بين الزوجتين باتفاق المسلمين، وفي السنن الأربعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من كانت له امرأتان .. " فعليه أن يعدل في القسم فإذا بات عندها ليلة أو ليلتين أو ثلاثا: بات عند الأخرى بقدر ذلك لا يفضل إحداهما في القسم.أ. هـ " مجموع الفتاوى (32/ 269).

وقال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: لا نعلم بين أهل العلم في وجوب التسوية بين الزوجات في القسم خلافا وقد قال الله تعالى {وعاشروهن بالمعروف}، وليس مع الميل معروف.أ. هـ. " المغني (8/ 138).

وعلى هذا فما يفعله زوجك من عدم العدل في القسم هو معصية عظيمة عند الله، فالله تعالى لا يحب الظلم، ولا يحب الظالمين، وأما كونه يظن أنه يجوز له في اليوم الذي خصصه لك أن يذهب إلى زوجته الأخرى فهذا ظن خاطئ كذلك.

قال الشيخ منصور البهوتي " ويحرم أن يدخل إلى غير ذات ليلة إلا لضرورة، وفي نهارها إلا لحاجة " الروض المربع شرح زاد المستقنع6/ 449

وأما كونه يعتذر عن كل ما يفعل بأنك لا تتفقين مع زوجته الأولى، فهذا خطأ آخر، وليس من الحل لهذه القضية أن يقع في ظلم الآخرين، بل عليه أن يلتزم أوامر الشرع في حله لهذه القضية، لا أن يتصرف بما يراه هو مناسباً، ثم ما ذا استفاد من فعله هذا؟ هل حل به المشكلة أم زادها تعقيداً؟!!

وأما بالنسبة لطلبك الطلاق منه، فلعل صبرك عليه أفضل مع بذلك الجهد في إصلاحه، فأنت تعلمين أن الطلاق حل متأخر جداً، لما يترتب عليه من مفاسد عديدة، فعليك أن تكثري من نصحه وتذكيره بالله تعالى، وبأن هذه الدنيا فانية وغداً سوف يلقى الله تعالى، فكيف سيجيبه عن هذا الظلم الواضح؟

كما يمكنك أن تخوفيه بأنه إذا استمر على هذه الحال فإنك ربما تطلبين الطلاق، عسى أن يفهم من هذا أنه لا يمكنك أن تتحملي مثل هذه التصرفات التي لا يُجيزها الشرع ولا العقل، وبإمكانك أيضاً الاستعانة بالعقلاء من أهلك لكي يكلموه في ذلك.

وعليك مع الصبر عليه أن تشتغلي بالدعاء الصادق أن يهديه الله، ويتوب عليه من هذا.

وأما قولك: (لا يبدو أنه سيتغير) فهذا ظن منك، وكم من ظالم وفاسق بل وكافر قد هداهم الله وأصلحهم، والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

نسأل الله تعالى أن يهدي زوجك ويوفقكما لما فيه الخير.

الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com)

http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=20455&dgn=3


السؤال:

لدي شبه حول الإسلام فهل يمكن أن توضحها لي؟ أظن أن الإسلام يبيح للرجل أن يتزوج أكثر من زوجة واحدة إذا كان يستطيع أن يعيلهم جميعاً من جميع النواحي، فهل يجيز الإسلام للمرأة أن يكون لها أكثر من زوج؟ لماذا لا؟.

الجواب:

الحمد لله

أما لماذا لا يجيز الإسلام للمرأة أن تتزوج أكثر من رجل واحد، فقد بيّن الأئمة رحمهم الله حكمة الرب عز وجل من ذلك، ومنهم الإمام ابن القيم – رحمه الله – حيث قال:

فذلك من حكمة الرب تعالى وإحسانه ورحمته بخلقه ورعاية مصالحهم، ويتعالى سبحانه عن خلاف ذلك، وينزّه شرعه أن يأتي بغير هذا، ولو أبيح للمرأة أن تكون عند زوجين فأكثر، لفسد العالم، وضاعت الأنساب، وقتل الأزواج بعضهم بعضاً، وعظمت البلية، واشتدت الفتنة، وقامت سوق الحرب على ساق.

وكيف يستقيم حال امرأة فيها شركاء متشاكسون؟ وكيف يستقيم حال الشركاء فيها؟.

فمجيء الشريعة بما جاءت به من خلاف هذا من أعظم الأدلة على حكمة الشارع ورحمته وعنايته.

فإن قيل: فكيف روعي جانب الرجل، وأطلق له أن يسيم طرفه ويقضي وطره وينتقل من واحدة إلى واحدة بحسب شهوته وحاجته وداعي المرأة داعيه وشهوتها شهوته؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير