تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إن كنتم تحبون الله؟]

ـ[البصري]ــــــــ[09 - 07 - 03, 11:44 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وبعد:

قال الله تعالى في محكم التنزيل (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران:31]، جاء في تفسير هذه الآية عند الإمام السيوطي (كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور / مج2):

أخرج ابن جرير من طريق بكر بن الأسوف عن الحسن قال " قال قوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم: يا أ محمد إنا نحب ربنا. فأنزل الله {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم لله ويغفر لم ذنوبكم} فجعل اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم علما لحبه، وعذاب من خالفه ".

وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق أبي عبيدة الناجي عن الحسن قال " قال أقوام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله يا محمد إنا لنحب ربنا، فأنزل الله {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ... } الآية.

وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير من طريق عباد بن منصور قال " إن أقواما كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يزعمون أنهم يحبون الله، فأراد الله أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل فقال {إن كنتم تحبون الله ... } الآية. فكان اتباع محمد صلى الله عليه وسلم تصديقا لقولهم.

هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة اللّه، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله، كما ثبت في الصحيح عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، ولهذا قال: {إن كنتم تحبون اللّه فاتبعوني يحببكم اللّه} أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم وهو أعظم من الأول.

إذاً لا بد من اتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهديه وسمته لنكون على محبة الله جل وعلا فهذه الآية صريحة بذلك.

واعلم أخي في الله هداك الله لما يحب ويرضى أن التواضع والبر والتقوى وتذليل النفس لإخوانك

المسلمين هي من علامات الإيمان فإذا أذللت نفسك وتسامحت وتناصحت وتحاببت لإخوانك في الله، كنت محبا لله جل وعلا ومتبعاً لسنة نبيه صلى الله وعليه وسلم وعليكم اخوتي في الله تقوى الله وطاعته فإنها شعار المؤمنين ودثار المتقين ووصية الله تعالى في وفيكم أجمعين أيها الأخوة، فقد

قال الله تعالى في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحديد:28) وقوله جل وعلا:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18).

وللإمام البخاري

وجدت في: الجزء الرابع.

باب: علامة الحب في الله عز وجل.

لقوله: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} /آل عمران:31/.

(إن كنتم .. ) المعنى: طريق محبة الله تعالى حب رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلامة حبه صلى الله عليه وسلم اتباع شريعته، بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه].

لو تمعنت أخي الحبيب في هذه الآية لوجدت أن الله جل وعلا أوقع متابعة الرسول صلى اللّه عليه وسلم بين المحبتين وذلك أن محبة العبد منوطة بمتابعته ومحبة اللّه العبد متوقفة على متابعة رسوله صلى اللّه عليه وسلم.

أخرج الأصبهاني في الترغيب عن ابن عمر قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن يستكمل أ مؤمن إيمانه حتى يكون هواه تبعا لما جئتكم به".

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء في قوله {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} قال: على البر، والتقوى، والتواضع، وذلة النفس.

وأخرج الحكيم الترمذي وأبو نعيم والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} قال: على البر، والتقوى، والتواضع، وذلة النفس.

وأخرج ابن عساكر عن عائشة في هذه الآية {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} قالت: على التواضع، والتقوى، والبر، وذلة النفس.

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق حوشب عن الحسن في قوله {فاتبعوني يحببكم الله} قال: فكان علامة حبهم إياه اتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

إذاً أخي الكريم هذه هي بعض النصوص الواردة في تفسير هذه الآية فلو تدبرت قراءة الآية لوجدت أن المحبة ستكون من الله تعالى،أي إن إتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم يلحقه محبة الله جل وعلا ومن أحبه الله ادخله الجنة ففي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء - قال - ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء أن الله يبغض فلانا فأبغضوه - قال - فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض).

وأخيراً اعلم أخي في الله أن طريق محبة الله هي حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلامة حبه هي اتباع شريعته بفعل ما امر والنهي عما نهى عنه وزجر.

اللهم اجعلنا من المتبعين لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم واجعلنا من المحبوبين عندك يارب العالمين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أخوكم في الله

البصري

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير