بارك الله في الجميع .. وأجزل لكم المثوبة.
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[12 - 07 - 03, 01:46 ص]ـ
اخواني الافاضل هذة رسالة مسماة
اصوا الحديث عند الامام ابو حنيفة
اعتقد انها قد تزيل بعض الغموض عن شخصية الامام
ملخص أصول الحديث عند أبي حنيفة
، هذا البحث في سلسلة أبحاث أصول الحديث عند الأئمة الأربعة بعد الإمام مالك، ولقد أثر عن هذا الإمام الجليل أقوال ونسبت إليه آراء كثيرة في علم أصول الحديث وعلومه حيث تكلّم فيما لا يقل عن أثنين وعشرين نوعاً من هذا العلم والتي اشتملت على ما لا يقل عن خمسين مسألة في هذا المجال مما يدّل على عظم الجهود التي بذلها هذا الإمام في خدمة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيانته ووضع القواعد والضوابط لحفظه من الدسّ والكذب عليه.
كما يدّل على أن هذا العلم اعتنى به علماء القرون الأولى. وقد قسّمت هذا البحث إلى مقدمة وسبعة مباحث وخاتمة.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أكرم خلق الله أجمعين ومن بعثه الله إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً وعلى صحابته الكرام رضي الله عنهم جميعاً والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الحديث الشريف وعلومه أشرف العلوم بعد كتاب الله تعالى والاشتغال به من أشرف الأعمال في الدنيا والآخرة لأن هذا الحديث الشريف فيه البيان الواضح الشافي المبين لما في القرآن الكريم، ويكمن شرف هذا العلم في شرف المنسوب إليه وهو الرسول، وفي شرف موضوعه وهو أقوال الرسول عليه الصلاة والسلام وأفعاله وتقريراته وصفاته الخُلُقية والخَلْقية وسيرته العطرة سواء كانت قبل البعثة أو بعدها، وفي شرف غايته وهي معرفة حديثه وتمييز صحيحه من سقيمه والفوز بسعادة الدارين الدنيا والآخرة؛ ففي الدنيا بالعلم والعمل والاتباع، وفي الآخرة بالأجر والمثوبة والجزاء الحسن من الله تعالى.
ولقد حرص المسلمون على مدار التاريخ على خدمة هذا العلم الشريف من خلال جمع وتدوين هذا الحديث ووضع القواعد والأصول والضوابط والمصنفات التي تحفظه تراثاً عظيماً وجواهر ثمينة من الضياع والاندثار.
وكان من هؤلاء الذين حفظوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنّفوا فيه وساعدوا في وضع القواعد والقوانين الحافظة له كان منهم الأئمة الأربعة: أبو حنيفة النعمان، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى جميعاً، الذين كان لهم مساهمة فاعلة في ذلك الحفظ والتصنيف والتقعيد والتقنين في مجال الحديث الشريف وعلومه مما دفعني إلى الكتابة والبحث فيما أُثر عنهم من مقولات في أصول الحديث وعلومه مما وجدته مبثوثاً في كتب مصطلح الحديث، فعزمت أمري وتوكلت على الله وقمت بالبحث والتنقيب في أمهات كتب هذا العلم مما صُنّف فيه، من ألف كل كتاب إلى يائه، وجمعت في ذلك بطاقات كثيرة خاصة بكل إمام من هؤلاء الأئمة، وجعلت ذلك في سلسلة أبحاث بدأتها بهذا البحث المتعلق بأصول الحديث عند الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت لأنه أقدم هؤلاء الأئمة الأربعة وفاة إذ توفى سنة 150 هجرية، ومن الجدير بالذكر أنني لم أقع على مؤلَّف تعرّض لهذا الموضوع بصورة خاصة بل وجدت مقولات هؤلاء الأئمة مبثوثة في كتب شتى، ولقد قسّمت بحثي هذا إلى مبحثين بعد هذه المقدمة،
فالمبحث الأول قسّمته إلى مطلبين:
الأول: ترجمت فيه للإمام أبي حنيفة من حيث اسمه ونسبه وصفاته وشيوخه وتلاميذه ووفاته،
الثاني:عرّفت فيه بأصول الحديث وعلومه وبيان موضوعه وثمرته وفائدته
أما المبحث الثاني وهو صلب هذا البحث فقد بيّنت فيه مقولاته رحمه الله في علم أصول الحديث وقد رتّبت هذه المقولات في
ستة مطالب:
الأول: تكلّمت فيه عن مقولات الإمام أبي حنيفة في الحث على الحديث الشريف والأخذ به وتعلمه والعمل به،
الثاني: تحدّثت فيه عن مقولاته المتعلقة ببعض أقسام الحديث،
الثالث: ذكرت فيه مقولاته المتعلقة بالجرح والتعديل وصفة من تقبل روايته،
الرابع: بيّنت فيه مقولاته في صفة تحمل الحديث،
الخامس: مقولاته في صفة رواية الحديث،
السادس: عرّجت فيه على مقولاته في معرفة كل من الصحابة والتابعين وغير ذلك.
ثم ختمت البحث بخلاصة ذكرت فيها أهم نتائج البحث،
ثم ذكرت هوامش البحث
وقائمة المصادر والمراجع والتعريف بها
¥