تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشافعي رحلات و مشايخ و أصول مع فوائد أخرى كثيرة لابن تيمية]

ـ[مركز علي بن المديني للسنة]ــــــــ[10 - 07 - 03, 04:49 م]ـ

أولا: أبو العباس ابن تيميّة تكلم عن الشافعي و رحلاته و مشايخه و أصوله بكلام جامع متين لا أظنك تقف على مثله عند غيره في كتابه العظيم النفع (العقود) من ص: 79 - 82

و لو كان موجودا على الشبكة أو في سي دي الشيخين لنقلته لك

لكن لشيخ الإسلام كلام قريب منه في الموضوع نفسه في مجموع الفتاوى في كلام له:

ولهذا كان - يعني الإمام أحمد - يحب الشافعي ويثنى عليه ويدعو له ويذب عنه عند من يطعن فى الشافعي أو من ينسبه الى بدعة ويذكر تعظيمه للسنة واتباعه لها ومعرفته باصول الفقه كالناسخ والمنسوخ والمجمل والمفسر ويثبت خبر الواحد ومناظرته عن مذهب أهل الحديث من مخالفه بالرأي وغيره وكان الشافعي يقول سمونى ببغداد ناصر الحديث ومناقب الشافعي واجتهاده فى اتباع الكتاب والسنة واجتهاده فى الرد على من يخالف ذلك كثير جدا وهو كان على مذهب اهل الحجاز وكان قد تفقه على طريقة المكيين اصحاب ابن جريج كمسلم بن خالد الزنجي وسعيد بن سالم القداح ثم رحل الى مالك واخذ عنه الموطأ وكمل أصول أهل المدينة وهم اجل علما وفقها وقدرا من أهل مكة من عهد النبى الى عهد مالك ثم اتفقت له محنة ذهب فيها الى العراق فاجتمع بمحمد بن الحسن وكتب كتبه وناظره وعرف اصول ابي حنيفة واصحابه واخذ من الحديث ما أخذه على أهل العراق ثم ذهب الى الحجاز ثم قدم الى العراق مرة ثانية وفيها صنف كتابه القديم المعروف ب الحجة واجتمع به أحمد بن حنبل فى هذه القدمة بالعراق واجتمع به بمكة وجمع بينه وبين اسحق بن راهويه وتناظرا بحضور احمد رضي الله عنهم اجمعين ولم يجتمع بابى يوسف ولا بالاوزاعي وغيرهما فمن ذكر ذلك في الرحلة المضافة اليه فهو كاذب فان تلك الرحلة فيها من الأكاذيب عليه وعلى مالك وابى يوسف ومحمد وغيرهم من اهل العلم مالا يخفى على عالم وهي من جنس كذب القصاص ولم يكن ابو يوسف ومحمد سعيا فى اذى الشافعي قط ولا كان حال مالك معه ما ذكر فى تلك الرحلة الكاذبة ثم رجع الشافعي الى مصر وصنف كتابه الجديد وهو فى خطابه وكتابه ينسب الى مذهب اهل الحجاز فيقول قال بعض اصحابنا وهو يعنى أهل المدينة أو بعض علماء أهل المدينة كمالك ويقول فى اثناء كلامه وخالفنا بعض المشرقين وكان الشافعي عند اصحاب مالك واحدا منهم ينسب إلى أصحابه وأختار سكنى مصر إذ ذاك لأنهم كانوا على مذهب أهل المدينة ومن يشبههم من أهل مصر كالليث بن سعد وامثاله وكان اهل الغرب بعضهم على مذهب هؤلاء وبعضهم على مذهب الأوزاعي واهل الشام ومذهب اهل الشام ومصر والمدينة متقارب لكن أهل المدينة اجل عند الجميع ثم ان الشافعى رضى الله عنه لما كان مجتهدا فى العلم ورأى من الاحاديث الصحيحة وغيرها من الادلة ما يجب عليه اتباعه وان خالف قول اصحاب المدنيين قام بما رآه واجبا عليه وصنف الاملاء على مسائل ابن القاسم واظهر خلاف مالك فيما خالفه فيه وقد احسن الشافعى فيما فعل وقام بما يجب عليه وان كان قد كره ذلك من كرهه واذوه وجرت محنة مصرية معروفة والله يغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات وابو يوسف ومحمد هما صاحبا ابي حنيفة وهما مختصان به كاختصاص الشافعي بمالك ولعل خلافهما له يقارب خلاف الشافعي لمالك وكل ذلك اتباعا للدليل وقياما بالواجب والشافعي رضي الله عنه قرر اصول اصحابه والكتاب والسنة وكان كثير الاتباع لما صح عنده من الحديث ولهذا كان عبد الله بن الحكم يقول لابنه محمد يابنى الزم هذا الرجل فانه صاحب حجج فما بينك وبين أن تقول قال ابن القاسم فيضحك منك الا أن تخرج من مصر قال محمد فلما صرت الى العراق جلست الى حلقة فيها ابن ابى داود فقلت قال ابن القاسم فقال ومن ابن القاسم فقلت رجل مفت يقول من مصر الى اقصى الغرب وأظنه قال قلت رحم الله ابى وكان مقصود أبيه اطلب الحجة لقول أصحابك ولا تتبع فالتقليد إنما يقبل حيث يعظم المقلد بخلاف الحجة فانها تقبل في كل مكان فان الله أوجب على كل مجتهد أن يقول بموجب ما عنده من العلم والله يخص هذا من العلم والفهم مالا يخص به هذا وقد يكون هذا هو المخصوص بمزيد العلم والفهم فى نوع من العلم او باب منه او مسألة وهذا هو مخصوص بذلك فى نوع آخر ..

المجموع 20/ 330 - 333

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير