[حول معنى التنطع في القراءة]
ـ[العدوي]ــــــــ[20 - 07 - 03, 05:02 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد:
فقد كثر الكلام حول ماهية التجويد، وحول كيفية أدائه، وظن البعض أن إقامة التجويد تعني التنطع في النطق في الحروف، بينما ذهب البعض - مغالاة منه في إنكار التنطع - إلى أن علم التجويد بدعة لا تبغي تطبيقها، وأقول لهؤلاء وهؤلاء لو تأملتم كلام علماء اهل الأداء لعلمتم مدى إنكارهم على من يتنطع في الأداء ويتهوك فيه، بل قد صرح العلماء من أمثال إمام القراء بلا منازع العلامة / ابن الجزري بأن ذلك من بدع القراء، وانظر إليه وهو يقول عن إقامة التجويد:
مكملا من غير ما تكلف باللطف في النطق بلا تعسف
فصرح بأن إقامة التجويد لا تعني التعسف في النطق، والتهوك في نطق الحرف، فمن المعلمين للتجويد من يظنون للأسف أن التجويد هو أن يجعل القارىء يقوم بفمه بحركات تشبه حركات المجانين، وأن يقوم بحركات تجلب له الشد العضلي في وجهه، ومن أوضح الأمثلة ما يفعله بعض جهلة القراء الذين يأمرون الناس بضم الشفة عند النطق بالحروف المفخمة وقد نص أهل الأداء على أن فاعل ذلك مبتدع ومنهم: الإمام ابن الجزري، والشيخ العلامة / محمد مكي نصر في كتابه الممتع " نهاية القول المفيد في علم التجويد "
ولكن هذا لاينفي وجوب إقامة الحروف إقامة صحيحة حتى يقرأ القرآن غضًا طريًا كما قرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الواجب بلا نزاع، وفي بيان هذا يقول الإمام / ابن الجزري
والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا وهكذا منه إلينا وصلا
وهو إعطاء الحروف حقها من صفة لها ومستحقها
ورد كل واحد لأصله واللفظ في نظيره كمثله
مكملا من غير ما تكلف باللطف في النطق بلا تعسف
فإياك وهجر تجويد كتاب الله، وإياك والتهوك في تلاوة كتاب الله، ولا تنسى بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لقارىء القرآن يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم الذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه ويتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران
هذه عجالة سريعة أردت إيضاح معنى بسيط فيه، ولعلي أتناوله تفصيلا إن شاء الله تعالى، وأرجو المعذرة على التقصير
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
ـ[أبو مالك الأثري السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 10, 09:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي الفاضل، وأذكر قول العلامة السخاوي - رحمه الله - في مطلع قصيدته " عمدة المفيد وعدة المجيد في معرفة التجويد "
يا من يروم تلاوة القرءان ... ويرود شأو أئمة الإتقان
لا تحسب التجويد مدا مفرطا ... أو مد ما لا مد فيه لوان
أو أن تشدد بعد مد همزة ... أو أن تلوك الحرف كالسكران
أو أن تفوه بهمزة متهوعًا ... فيفر سامعها من الغثيان
للحرف ميزان فلا تك طاغيًا ... فيه ولا تك مخسر الميزان
ـ[أبو مالك الأثري السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 10, 09:39 ص]ـ
فائدة لمن يقرأ الموضوع من بعدي: بين إدراج الموضوع ومشاركتي قرابة سبع سنوات!
فلا تبخل - رحمك الله - بما عندك، عل الله أن ينفع به في يوم ما ...
وأسأل الله لي ولكم التوفيق والقبول