تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ضعف زيادة: اللهم اجعلني من التوابين ..]

ـ[مشكدانة]ــــــــ[22 - 07 - 03, 04:43 م]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين

أما بعد

فهذا بحث مختصر حول زيادة مشهورة أردت أن أبين فيه ما ظهر لي فيها من ضعف، خلاف ماهو مشهور بين طلاب العلم من صحتها.

وقد خالفت فيه المشهور في التخريج من جمع الطرق في مكان واحد ثم الكلام عليها مع أن هذا المسلك هو الأفضل وهو المحبب إلى نفسي وذلك بغرض ذكر كلام من صححها وشواهده ثم ذكر ما فيها من ضعف. وهذا البحث هو جزء من تخريجي المطول على أحاديث بلوغ المرام والذي قد أنهيت منه كتاب الطهارة وشيء من كتاب الصلاة أسأل الله تعالى التمام.

قال الإمام مسلم بن الحجاج في صحيحه (1/ 209) رقم (234):

حدثني محمد بن صالح بن ميمون حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا معاوية بن صالح عن ربيعة يعني ابن زيد عن أبي إدريس الخولاني عن عقبة بن عامر. ح وحدثني أبو عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه:

"َعَنْ عُمَرَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ r ” مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ, فَيُسْبِغُ اَلْوُضُوءَ, ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ اَلْجَنَّةِ" أَخْرَجَهُ مُسْلِم ٌ.

وَاَلتِّرْمِذِيُّ وَزَادَ: " اَللَّهُمَّ اِجْعَلْنِي مِنْ اَلتَّوَّابِينَ, وَاجْعَلْنِي مِنْ اَلْمُتَطَهِّرِينَ ".

وقال مسلم رحمه الله:

وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثنا معاوية بن صالخ عن ربيعة بن زيد عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن جبير بن نفير بن مالك الحضرمي عن غقبة بن عامر الجهني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكر مثله غير أنه قال: " من توضأ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ".

حكم زيادة الترمذي في حديث عمر بن الخطاب

في دعاء الفراغ من الوضوء

" اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين "

= الحديث بهذه الزيادة أخرجه الترمذي (1/ 77) رقم (55):

قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي حدثنا زيد بن حباب عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن عمر بن الخطاب فذكره ..

- أقول وبالله التوفيق:

- أولا: تفرد بهذه الزيادة شيخ الترمذي جعفر بن محمد الثعلبي - وهو صدوق كما قال أبو حاتم (التهذيب 2/ 89) – تفرد بها من بين جميع الرواة الذين رووه عن زيد بن حباب ومنهم: أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة ومحمد بن علي بن حرب وموسى بن

عبد الرحمن المسروقي وعباس الدوري وغيرهم فلم يذكروها ولا يخفى مكانة هؤلاء ومنزلتهم حفظا وإتقانا. وأيضا قد ذكر هؤلاء الحفاظ – ممن سبق ذكرهم - الواسطة بين أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان وبين عمر بن الخطاب وهو جبير بن نفير وعقبة رضي الله عنه، بينما أسقط شيخ الترمذي – وهو جعفر بن محمد –:عقبة رضي الله عنه من الإسناد، مما يدل على عدم إتقانه وضبطه للحديث.

- ثانيا: ثم إن الحديث روي من طرق متعددة غير طريق زيد بن حباب ولم تذكر هذه الزيادة فيها مما يؤكد شذوذها وعدم صحتها.

وقد روى الطوسي هذا الحديث في مستخرجه على الترمذي (1/ 233) ولم يذكرها بل رواه على الجادة بدونها.

قال الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار (1/ 244): " لم تثبت هذه الزيادة في هذا الحديث فإن جعفر بن محمد شيخ الترمذي تفرد بها ولم يضبط الإسناد فإنه أسقط بين أبي إدريس [وأبي عثمان] وبين عمر: جبير بن نفير وعقبة فصار منقطعا بل معضلا وخالفه كل من رواه عن معاوية بن صالح ثم عن زيد بن حباب " انتهى

وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على سنن الترمذي (1/ 83):

" كل الروايات التي ذكرنا ليس فيها قوله: " اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين " إلا في رواية الترمذي وحدها ولا يكفي ذلك في صحتها لما علمت من الاضطراب والخطأ فيها ... الخ ".

فصل في ذكر شواهد هذه الزيادة

أولا: قد ذكر الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 245) والشيخ أحمد شاكر في حاشيته على الترمذي (1/ 83) والألباني في الإرواء (1/ 135)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير