[منهج الإمام الترمذي في أحكامه على الأحاديث في السنن]
ـ[ابوذر]ــــــــ[25 - 07 - 03, 07:02 ص]ـ
هذا مبحث مختصر، بعنوان [منهج الإمام الترمذي في أحكامه على الأحاديث في السنن]، لشيخنا الفاضل: عبد العزيز الطريفي ــ حفظه الله تعالى ــ.
مُلتقط من شرح حديث جابر في حجة النبي صلى الله عليه وسلم.
[منهج الإمام الترمذي في أحكامه على الأحاديث في السنن]
ملتقط من شرح حديث جابر في حجة النبي صلى الله عليه وسلم
أملاه
عبد العزيز الطريفي
القسم الأول:
قوله حسن صحيح أو صحيح حسن, أو صحيح، أو صحيح غريب وعكسها, أو صحيح حسن غريب , فالمراد بذلك التصحيح في الغالب, وأعلاها في الغالب قوله: حسن صحيح , وذلك أن كثيراً ممن يطلق عليه الترمذي حسن صحيح هو في الصحيحين أو في أحدهما، و على شرطهما أو على شرط أحدهما، أو جاء بسند صحيح قوي، ويليها صحيح.
ونحوه قوله: جيد، ولكنه لم يطلق قول جيد مجردة إلا في نحو الموضع.
وقول الترمذي (صحيح غريب حسن) نادر أطلقه على أحاديث قليلة صحيحة، وهي أقوى من قوله (غريب حسن صحيح) حيث أطلقه على بضعة أحاديث منها الصحيح ومنها ما فيه ضعف، ونحوه قوله (صحيح حسن غريب).
ويظهر من تتبع السنن أن الامام الترمذي لم يطلق قوله (صحيح غريب) إلا في شطر سننه الأخير، وأكثرها في غير أحاديث الأحكام، وهي أدنى ألفاظ التصحيح فيما يظهر، وقد أطلقها في بعض ما يُضعّف. والله أعلم.
فهذه وغيرها ألفاظ التصحيح عند الإمام الترمذي عليه رحمة الله وتقويته للأخبار، وهذا النوع هو أظهر الانواع، وهو واضح، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً.
القسم الثاني:
ما كان فيه ضعف ويطلق عليه لفظ (حديث حسن) مجرداً، وقد يغتر البعض بإطلاق هذه اللفظة من الإمام الترمذي، ويظن أنه يريد بها الحسن الاصطلاحي عند أهل الاصطلاح وليس كذلك، بل إن الترمذي عليه رحمة الله إذا أطلق هذه العبارة فإنه يريد أن الخبر ضعيف وليس بصحيح والأدلة على ذلك معروفة:
- أن الترمذي بين ذلك في علله: وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث حسن، فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا: كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتّهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً.
فالترمذي إحترز من إطلاق الحسن على من رواه متهم بالكذب ولا يكون شاذاً، ولم يحترز – كما ذكر – ممن دونه وهو في دائرة الضعيف، فهو عرف الحسن لكنه لم يبين انه يحتج به او لا يحتج به.
ولذا قد يطلق الحفاظ على حديث حسن ويريدون به استقامة متنه وحسنه، مع أنه مردود سنداً، وهذا وجد في كلام الأئمة الحفاظ المتقدمين.
- ومنها أن هذا معلوم لمن سبر وتتبع منهج الإمام الترمذي في سننه، وقارن أقواله وأحكامه على الأحاديث بأقوال وأحكام الأئمة.
- ومنها أن الترمذي رحمه الله نص في كثير من المواضع على ما يدل على ضعف الحديث، كأن يعل الحديث بعلة تضعفه، أو ينص على ترجيح غيره عليه، فالترمذي يعقب في بعض المواضع بعد قوله: (حسن)
فيقول: (ليس إسناده بمتصل)
ويقول أيضاً بعده: (ليس إسناده بذاك القائم)
ويقول أيضاً: (ليس إسناده بذاك)
ومثال ذلك ما أخرجه في سننه من طريق حماد بن زيد عن سنان بن ربيعة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة قال: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم فغسل وجهه ثلاثا ويديه ثلاثا ومسح برأسه وقال: الأذنان من الرأس.
ثم قال عقب ذالك: (هذا حديث حسن ليس إسناده بذاك القائم).
ومن ذلك ما أخرجه من طريق سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن الحسن عن عمران مرفوعاً: (من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجئ أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس). ثم قال بعد إخراجه: (حديث حسن ليس إسناده بذاك).
ومن ذلك حديث دعاء دخول المسجد أخرجه من طريق إسماعيل بن إبراهيم عن ليث عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة الكبرى بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك.
قال عقب إخراجه: حسن وليس إسناده بمتصل وفاطمة بنت الحسن لم تدرك فاطمة الكبرى إنما عاشت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم اشهرا.
¥