[حديث يبعث رسالة]
ـ[الدكتور إبراهيم]ــــــــ[25 - 07 - 03, 06:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته فالرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته ... الحديث)
وهذه رسالة مني حول هذه المسؤولية:
عزيزي الأب الفاضل:
انظر إلى ابنك كما تنظر إلى الوردة بين يديك .. لاتعصرها فيذهب رحيقها وقد تتكسر أغصانها .. ولاتهملها فيجف عودها وتموت حيويتها.
ابنك جزء منك .. هو يدك .. هو جميع حواسك .. هو قبل ذلك قلبك الذي ينبض .. كما تحافظ على سلامة قلبك وكل جزء من جسمك يجب عليك أكثر أن تحافظ على سلامة ابنك ..
ابنك أمانة في عنقك سوف تسأل عنها .. فهل أعددت بياناً بما يمكن أن تفعله للمحافظة على هذه الأمانة، لتقديمه عندما تسأل في الموقف العظيم؟
ابني الحبيب:
لم أعد طفلاً!! هكذا تقول دوماً، فهلا فكرت في تبعات هذا الكلام قبل أن تقدم على أي عمل يخالفه؟
أنت تعلم أن العين لاتستمتع إلا بالنظر، ولو قلت لك إن العين تستمع بالأصوات الجميلة لاعترضت بشدة، وهكذا الأذن تستمتع بالأصوات المحببة، ولو قلت لك إنها تستمتع بالمناظر الجميلة لقلت هذا محال، لماذا يابني؟
ستقول: إن كل حاسة وكل عضو فينا له وظيفة محددة يستمتع بها، ولايستمتع بغيرها!!
كلامك صحيح وواقعي، ولكني حين أسألك: قلبك بماذا يستمتع؟ بالنظر الحرام؟ بالصوت الحرام؟ بالذوق الحرام؟ بإيذاء الآخرين؟ أم بحلاوة الإيمان وحسن الخلق؟
ترى بماذا ستجيبني؟!
ابني الحبيب:
منحك الله نشاطاً وقوة وشباباً، ولو سئلت: هل هناك أحد يعطي شيئاً بلا مقابل؟ فإن عقلك سيقول: لا. إذن هل عرفت ما يجب عليك أن تدفعه مقابل نشاطك وقوتك وشبابك؟
إنه واجب سهل وهو الشكر والحمد للمنعم، ولكن تطبيقه صعب؛ لأنه لابد مع القول من فعل يصدقه، فهل فعلت ذلك؟
وأبوك سبب حياتك، هو كالغمامة الجميلة إن لم يصبك مطرها وخيرها فإنك لن تحرم من ظلها، هل قمت بواجب شكره على إحسانه إليك؟
نقلته لكم من كناشة ابنتي ودفتر مذكراتها فادعوا لي ولها ..