تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من هم الملعونون؟ (عدة أجزاء)]

ـ[عباس رحيم]ــــــــ[28 - 07 - 03, 11:45 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الموضوع: (من هم الملعونون؟) الجزء الأول:

يوم عزمت الكتابة فى هذا الموضوع و هي المرويات الواردة فى اللعن كنت منطلقاً من مبدأ أننا معشر المسلمين مسئولون عن كل أمر من أمور هذا الدين، و عن خدمة كل قول نطق به الصادق المصدوق، و أن الإسلام كل لا يتجزأ، و أن كل ما فيه خير و هداية و رشد، لكن هناك دوافع شجعتني للشروع فيما اخترت من هذه الدوافع ما يلي:

أولاً: أن اللعن من أشد المحرمات التى حرمها الله و من الكبائر التي توعد فاعلها اشد وعيد 0

ثانياً: جهل كثير من الناس بأحاديث اللعن 0

ثالثاً: كثيرة مستحقي اللعن، إذ أننا نعيش فى زمن كثير فيه الإقدام على الأعمال التي لعن فاعلها الله ورسوله وكثير المرجون لها 0

رابعاً: شيوع و انتشار اللعن على السنة كثير من الناس حتى أصبحت لديهم عادة دارجة على الألسن، تطلق في مواضع الهزل و الجد 0

ولقد اقتصرت على ذكر الأحاديث الصحيحة و استبعدت الأحاديث الضعيفة.

أسأل الله أن يكون عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم و أن يتقبل منا صالح أعمالنا ويتجاوز عن سيئاتنا أنه قريب سميع الدعاء 0

تعريف اللعن في اللغة: هو الابعاد والطرد من الخير.

و تعريف اللعن في الشرع: هو الطرد و الابعاد عن رحمة الله.

وليعلم الجميع أن الأعمال التى لعن فاعلها هي من كبائر الذنوب 0

و هنا سؤال مهم و هو: من يستحق أن يوجه إليه اللعن ومن لا يستحق؟

الجواب:

1) لعن المسلم المعين لا يجوز وهذا مما أجمع على تحريمه وعدم جوازه

للأحاديث الكثيرة في النهى عن اللعن و منها الحديث المتفق عليه عن ثابت بن الضحاك عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ((لعن المؤمن كقتله)) و قد نقل الإجماع على التحريم الإمام النووي و الإمام الذهبي 0

2) اللعن بالأوصاف العامة مثل: لعنة الله على اليهود و النصارى أو الظالمين أو الفاسقين أو الكاذبين وغير ذلك من أوصاف العموم فهذا جائز لا خلاف فيه.

و قد نقل الإجماع على جواز اللعن بأوصاف العموم ابن العربي و ابن حجر الهيتمي 0

3) لعن الكافر المعين و فيه ثلاث حالات:

الحالة الأولى: لعن من عرف أنه مات على الكفر، مثل فرعون و أبو جهل وغيرهم ممن عرف انه مات على الكفر فهذا جائز لعنة ولا خلاف فيه.

الحالة الثانية: لعن من عاش كافراً وجهل موته على الكفر، فهذا ايضاً جائز لعنه ولكن يقيد في حال موته على الكفر، فالأفضل أن نقول: لعنه الله إن كان مات كفراً.

وهذه طريقة بعض علماء الأمة مثل ابن كثير و غيره 0

الحالة الثالثة: لعن الكافر الحي كقوله: فلان اليهودي لعنه الله.

فقد اختلف العلماء فى ذلك على قولين:

القول الأول: جواز لعن الكافر المعين.

القول الثاني: عدم جواز لعن الكافر المعين و هو الصحيح و الله أعلم.

لأنه قد يسلم هذا الكافر فيموت وهو مؤمن.

وقد قال تعالى: ((أن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)) فقد قيدت هذه الآية استحقاق اللعنة بالوفاة على الكفر 0

4) لعن المسلم العاصي المعين.

ذكر ابن العربي انه لا يجوز لعن العاصي المعين اتفاقاً ولكن المسألة فيها خلاف بين العلماء

والراجح والصحيح والله أعلم وهو: أنه لا يجوز لعن العاصي المعين

لأنه كما تقدم أنفا انه لا يجوز لعن الكافر المعين فكيف بالعاصي المسلم المعين، ولأنه سبحانه وتعالى أنزل على الرسول صلي الله عليه وسلم آية و هي قوله تعالى: ((ليس لك من الأمر شي)) عندما كان يلعن اشخاصاً كفاراً بأعيانهم فكيف بالمسلمين و غير ذلك من الأدلة 0

وقد يقول: قائل لو أن رجل فعل فعلاً من الأفعال التي لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم فاعلها فهل يلعن؟

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: أنه لا يجوز لعنه لأن هناك موانع لحوق الوعيد واللعن متعددة منها التوبة، و منها الاستغفار، و منها الحسنات الماحية للسيئات و منها بلاء في الدنيا و مصائبها و منها رحمة أرحم الراحمين 0

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التكملة مع الجزء الثاني إن شاء الله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ـ[عباس رحيم]ــــــــ[02 - 09 - 03, 01:58 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الموضوع: (من هم الملعونون؟) الجزء الثاني:

((بعض الأحاديث الواردة فى النهى عن اللعن))

1) عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ((من لعن مؤمناً فهو كقتله)) متفق عليه 0

2) عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ((لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار)) رواه أبو داود والترمذي وهو صحيح 0

3) عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان والفاحش ولا البذئ)) رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح 0

4) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ((إن اللعانين لا يكونو شهداء ولا شفعاء يوم القيامة)) رواه مسلم 0

5) عن أبي الدرداء رضي الله قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة الى السماء فتغلق ابواب السماء دونها ثم تهبط الى الأرض فتغلق ابوابها دونها ثم تأخذ يمنياً وشمالاً فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلاً و لا رجعت إلى قائلها)) رواه أبو داود وهو حسن 0

ـــــــــــــــــــــــــــــ

التكملة مع الجزء الثالث إن شاء الله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير