[تواتر قراءة عاصم]
ـ[محمد الشافعي]ــــــــ[29 - 07 - 03, 08:09 م]ـ
من المعلوم بأنّ قراءة عاصم متواترة، وأنّ أشهر قراء هذه القراءة هما شعبة وحفص.
لكن سؤالي عن قراءة عاصم نفسها، أود من الأخوة ذكر الأسانيد الخاصة بها من غير طريق شعبة وحفص.
ـ[الذهبي]ــــــــ[30 - 07 - 03, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
قال طاهر بن غلبون في كتابه: ((التذكرة في القراءات الثمان)) (1/ 30 - 31): ((وأما قراءة أبي بكر عاصم بن أبي النجود مولى بني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن أسد، في رواية المفضل: فحدثني بها أبو الحسن المعدل، قال: حدثنا ابن مجاهد، قال: حدثني أحمد بن علي الخزاز، ومحمد بن حيان قالا: حدثنا محمد بن يحيى القطعي، عن أبي زيد النحوي، عن المفضل بن محمد الضبي، عن عاصم)).
ثم ذكر بعد ذلك - رحمه الله تعالى - روايتي شعبة، وحفص.
تنبيه:
قولك أخي محمد - حفظك الله تعالى: ((وأنّ أشهر {قراء} هذه القراءة هما شعبة وحفص)).
الأصوب أن يقال: ((وأن أشهر {رواة} هذه القراءة هما شعبة وحفص))
بإبدال كلمة: {قراء}، بـ: {رواة}، وذلك لأن صاحب القراءة هو عاصم، وأما شعبة وحفص فهما راويا القراءة عنه، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[30 - 07 - 03, 02:12 ص]ـ
أخي الكريم محمد الشافعي _ وفقه الله _
تلاميذ عاصم الذين قرؤوا عليه القرآن كثيرون جداً، وقد قرأ على كل واحد منهم جماعة، وبعض روايات عاصم الزائدة على روايتي شعبة وحفص ظلت أسانيدها متصلة بالقراءة والإقراء بها إلى زمن الإمام ابن الجزري في القرن التاسع الهجري، الذي قرأ بالعديد من روايات عاصم على شيوخه، ثم اقتصر الناس بعد ابن الجزري على الإقراء بروايتي شعبة وحفص، وأما بقية الروايات فيتحملونها بالإجازة، هذا إن تحملوها، وما ذلك إلا لفتور الهمم ونقصان العلم، بل الأدهى والأمرّ أن العديد من طرق رواية حفص التي رواها ابن الجزري وأقرأ بها كالطرق التي فيها السكت على الساكن قبل الهمز والطرق التي فيها إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء بغنة والطرق التي فيها مد التعظيم لم يعد يقرأ ويُقرئ بها إلا أفراد معدودون على أصابع اليدين في بعض الأمصار، وتوشك أن تنقرض، بل انقرضت بالفعل من أغلب أمصار المسلمين، وإلى الله المشتكى، مثلما انقرض العديد من المذاهب الفقهية، ومثلما انقرض العديد من كتب السنة المشرفة بما فيها من روايات وأسانيد، فلقد جاء عليّ زمان استقصيت فيه البحث عمّن يقرأ ويقرئ بالقراءات العشر الكبرى من طريق طيّبة النَشْر في مدينة الرياض التي ضاعت شذاً وقرنفلاً بالجم الغفير من العلماء وطلاب العلم فلم أعثر إلا على خمسة مقرئين! فما بالك بمدن أخرى باض فيها الجهل وفرّخ وضرب بأطنابه كم يكون فيها عدد حملة الطيبة؟
ومعذرة لخروجي عن الموضوع، ولكنه أثار أشجاني، ودعاني لحث إخواني من طلبة العلم على العناية بكتاب الله تعالى قراءة وإقراءً، وإدراك تلك الثلة الباقية من علماء القراءات، وحمل ما تبقى من القراءات والروايات والطرق عنهم.
عوداً على بدءٍ:
تلاميذ عاصم الذين قرؤوا عليه عد منهم الإمام ابن الجزري في غاية النهاية في طبقات القراء ثلاثة وعشرين راوياً رووا عنه القرآن كاملاً، ثم قال وخلقٌ لا يحصون، ثم ذكر بعد ذلك بعض من قرأ عليه بعض الحروف [أي الكلمات المختلف فيها بين القراء] فقط، فقال:
عاصم بن بهدلة أبي النجود بفتح النون .. الكوفي الحناط بالمهملة والنون شيخ الإقراء بالكوفة وأحد القراء السبعة ..... روى القراءة عنه أبان بن تغلب وأبان بن يزيد العطار وإسماعيل بن مخالد والحسن بن صالح وحفص بن سليمان والحكم بن ظهير وحماد بن سلمة في قول وحماد بن زيد وحماد بن أبي زياد وحماد بن عمرو وسليمان بن مهران الأعمش وسلام بن سليمان أبو المنذر وسهل بن شعيب وأبو بكر شعبة بن عياش وشيبان بن معاوية والضحاك بن ميمون وعصمة بن عروة وعمرو بن خالد والمفضل بن محمد والمفضل ابن صدقة فيما ذكره الأهوازي ومحمد بن رزيق ونعيم بن ميسرة ونعيم بن يحيى وخلق لا يحصون.
وروى عنه حروفاً من القرآن أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد والحارث بن نبهان وحمزة الزيات والحمادان والمغيرة الضبي ومحمد بن عبد الله العزرمي وهارون بن موسى.اهـ (غاية النهاية 1/ 275، 276)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[30 - 07 - 03, 03:21 ص]ـ
الشيخ الكريم أبو خالد السلمي .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ولقد حركت قلوبنا في شكواك والله المستعان.
قلت حفظك الله "" بل الأدهى والأمرّ أن العديد من طرق رواية حفص التي رواها ابن الجزري وأقرأ بها كالطرق التي فيها السكت على الساكن قبل الهمز والطرق التي فيها إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء بغنة والطرق التي فيها مد التعظيم لم يعد يقرأ ويُقرئ بها إلا أفراد معدودون على أصابع اليدين في بعض الأمصار، وتوشك أن تنقرض، بل انقرضت بالفعل من أغلب أمصار المسلمين، وإلى الله المشتكى ""
رواية حفص هذه التي ذكرت هي من طريق الطيبة؟؟ ثم إنّ رواية حفص وشعبة من طريق الطيبة أو الدرة لا تكاد تؤخذ عند المقرئين اليوم، فهناك أحد الطلاب أخذ عاصم براوييه عن شيخه المقرئ - الذي معه العشر الكبرى والصغرى- ورفض شيخه أن يعطيه رواية عاصم من الطيبة والدرة، واكتفى بطريق الشاطبية. ولا يعلم مالسبب، لكن لعل شيخه يقصد أن يأخذ الصغرى كاملة ثم بعد ذلك يأخذ الكبرى. وهي طريقة تكاد تكون مشتهرة عند أهل الإقراء.
السؤال الأخير: قراءة " أجعلتم سُقاةَ الحاجِّ وعَمَرَة المسجد الحرام " انفردت بها الدرة عن الطيبة والشاطبية، فهل الانفراد فيها كثير عن الطيبة والشاطبية.
ثم ليتكم تضعون دروساً في منشأ القراءات والقراء ومن أين تؤخذ، والطريقة الصحيحة لأخذها.
والله أعلم
¥