تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو صالح شافعي]ــــــــ[18 - 08 - 03, 12:15 م]ـ

قوله ولا أثر خطأ بلا شك

ـ[العوضي]ــــــــ[19 - 08 - 03, 04:41 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبرطاته

يا أخوان قد أخطأت في كلامي السابق ولكن سأضع نص المناظرة كاملة , واستغفر الله من ذلك

ـــــــــــــــــــــ

=مناظرة مع أحد المشايخ الأزهريين

وقد التقينا عشرات الأشخاص الأزهريين وغيرهم , نجدهم يا أخي حيارى لا يستطيعون أن يجادلوا شاباً أمياً عاميأ نشأ على هذه الفكرة وعلى هذه الدعوة , وهو دَرَسَ في الأزهر عشرين سنة , يحار!

وأنا أذّكر من أواخر ما جرى النقاش بيني وبين أحد الأزهريين في ليلةٍ من ليالي منىً أيام الحج , جرى هذا البحث طويلاً لكن بطريقةٍ فيها شيء من التسلسل المنطقي. هم يستلزمون ويتهمون السلف الصالح كلهم – مع شيء من التحفظ لبعضهم – بأنهم مجمسةٌ , لأنهم يقولون: الله على المخلوقات وفوق المخلوقات كلها.

وهذا الشيخ الأزهري نفسه قال: أنتم (تضعون) الله في مكان!

فقلت له: سبحان الله! هذا بهتان عظيم! فجرى بيني وبينه البحث الآتي , بإيجاز:

قلت له يا أستاذ! المكان شيء وجودي أو عدمي!

قال: لا , وجودي

قلت: وهنا الموجود محدود أو غير محدود!

قال محدود

قلت: لنبحث الآن: نحن على الأرض , فوقنا ماذا؟

قال: السماء الأولى

قلت: حتى السابعة؟

قال: نعم

قلت: وفوق السابعة

قال: العرش

قلت: وفوق العرش إيش في؟ فأجابني بجواب يدل على مبلغ الثقافة والدراسة التي يُدرسوها في الأزهر!

قال: فوق العرش الكروبيون!

قلت: إيش هؤلاء الكروبيون؟

قال: هؤلاء ملائكة

فقلت له: هل تعلم آيةٌ في القرآن الكريم ذكرت أن هناك ملائكة إسمهم (كروبيون)؟

قال: لا

قلت: هل هناك حديثٌ عن الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا؟

قال: لا

قلت: إذن , من أين جئْت بهذه الدعوى وهذه العقيدة

فقال: يا أستاذ ّ هكذا درسنا في الأزهر

فقلت: يا أستاذ ّ ما درست في الأزهر أن العقيدة لا تُؤخذ – كما يزعمون -! إلا من نص قطعي الثبوت , قطعي الدلالة , ويبنون على ذلك أن العقيدة لا تؤخذ من الحديث الصحيح إلا إذا كان متواتراً؟

قال: نعم

قال: لا آيةً ولا حديثاً متواتراً ولا حديث آحاد!! فكيف تلقفتم العقيدة؟!! (1)

لسنا بصدد هذا , هب أن فوق العرش هؤلاء الملائكة , المسمون (الكروبيون) وفوق هؤلاء الملائكة ماذا؟

قال: خلاص انتهى الكون

قلت: هناك مكان؟

قال: لا

قلت: نحن نقول الله فوق المخلوقات , إذن ليس في مكان , لأن المكان مخلوق محدود , فهو ليس في مكان (2) , فنحن عندما نصف الله بما وصف به نفسه لماذا أنتم تفسرون هذا الاعتقاد وهذا القول بخلاف الواقع؟! أولا: في مفاهيمكم على اعتبار أن الكون محدود , فلماذا تقولون: الله في مكان عند هؤلاء المجسمة أو المشبهة الذين يدعون بالسلف الصالح , ثم خلاف الآيات الكريمة؟! لماذا لا تسلمون عقيدتكم لهذه النصوص المتواترة؟! حتى إن بعض أئمة الحديث كالحافظ الذهب ألف رسالة خاصة بعنوان (العلو للعلي الغفار)!!!

هذا من جملةِ النقاش الذي جرى بيني وبين أحد الأزهريين , وما استطاع المسكين أن يصول أو يجول في هذه المسألة وهي عقيدته.

ـــــــــــــــــــــــــــ

1 (1) روُي حديث ضعيف جدا في إثبات طائفة من الملائكة يتسمون باسم (الكروبيون) لكن ليس فيه أنهم فوق العرش!! وهاك نصه (إن لله ملائكة وهم الكروبيون , من شحمة أذن أحدهم إلى ترقوته مسيرة سبع مئة عام للطائر السريع في انحطاطه)

أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (12/ 231/ب) عن محمد بن أبي السري: حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن صدقة بن عبدالله القرشي عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله مرفوعاً به.

قال شيخنا في الضعيفة 2/ 323 (وهذا إسنادٌ واهٍ جدا , وله علتان:

الأولى: محمد بن أبي السري , وهو متهم

والأخرى: صدقة هذا – وهو الدمشقي السمين – وهو ضعيف , ووقع في السند (القرشي) و ولم ترد هذه النسبة في ترجمته من (التهذيب) فلعله تحرف على الناسخ نسبته (الدمشقي) بالقرشي , والله أعلم. وقد خالفه إبراهيم بن طمهان عن موسى بن عقبة به , بلفظ (أذِن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش , ما بين شحمة أُذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مئة سنة)

وهو بهذا اللفظ صحيح , كما بينته في (الأحاديث الصحيحة رقم: 151)

(2) لأن كل موجود يسمى شيئاً , والعدم ليس بشيء , بدليل قوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم في صحيحه رقم 2713 , من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في دعائه ربه جل وعلا عند النوم (وأنت الظاهر فليس فوقك شيء)

وانظر (نقض التأسيس) 2/ 153 - 199 , و (درء التعارض) 6/ 299 - 309 , 7/ 10 - 14

من كتاب منهاج أهل السنة والجماعة في العقيدة والعمل للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين , للشيخ العلامة محمد بن ناصر الدين الألباني رحمهما الله اعتنى بها: أبوعبدالله النعماني الأثري ص140 - 143

والسلام عليكم ورحمة الله

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير