تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هداية الألباء إلى حكم الاتكاء]

ـ[ابن آدم]ــــــــ[09 - 03 - 02, 09:41 م]ـ

قال في النهاية (ص110): "المُتَّكئ في العربية كل من اسْتوى قاعدًا على وِطاءٍ مُتمكنًا.

والعامَّةُ لا تَعرِفُ المُتكِئ إلاَّ مَن مال في قُعوده مُعتمِداً على أحد شِقَّية.

والتاء فيه بدل من الواو.

وأصله من الوِكاء وهو ما يُشَد به الكيس وغيره، كأنه أوكأ مَقْعَدَته وشدّها بالقعود على الوِطاَء الذي تحته".

وقال المناوي في الفيض (6: 379 ـ 380): ((واعلم أن الاتكاء أربعة أنواع الأول أن يضع يده على الأرض مثلا الثاني أن يتربع الثالث يضع يده على الأرض ويعتمدها الرابع أن يسند ظهره وكلها مذمومة حال الأكل لكن الثاني لا ينتهي إلى الكراهة وكذا الرابع فيما يظهر بل هما خلاف الأولى)).

قلت: ورد في ذلك حديث في الصَّحيح برقم (5083) من رواية أبي جُحيفة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا آكل متكئًا.

وله سبب ورد في رواية من حديث عبد الله بن بسر قال أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فجثى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتيه يأكل، فقال أعرابي: ما هذه الجلسة؟ فقال: إن الله جعلني عبدًا كريمًا ولم يجعلني جبارًا عنيدًا.

أخرجه ابن ماجه برقم (3263).

قال البوصيري في المصباح (4: 8): ((هذا إسناد صحيح)).

وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتح (9: 541).

ومعنى الحديث: إني إذا أكلت لم أقعد مُتَمكِّنًا فعلَ من يريد الاستكثار منه، ولكن آكل بُلْغَة، فيكون قعودي له مُسْتَوْفِزاً.

ومن حمل الاتكاء على المَيل إلى أحد الشَّقَّين تأوّله على مذهب الطّب، فإنه لا يَنْحَدر في مجارِي الطعام سَهْلاً، ولا يُسِيغُه هنيئاً، وربَّما تأذَّى به. كذا في النهاية (ص110).

قال المناوي في الفيض (2: 169): ((أمَّا أنا فلا آكل متكئا أي مُتمكِّنا مُعتمدًا على وطاءٍ تحتي أو مائلا إلى أحد شقي ومن فهم أن المتكئ ليس إلا المائل إلى أحدهما فقد وهم.

إذ كل من استوى قاعدا على وطاء فهو متكئ وفي إفهام قوله أما أنا جعل الخيار لغيره على معنى أما أنا أفعل كذا وأما غيري فبالخيار فربما أخذ منه أنه غير مكروه لغيره)).

وقال المناوي (6: 379 ـ 380) (في موضعٍ آخر): ((يُحتمل لا آكل مائلاً إلى أحد الشقين مُعتمدًا عليه وحده أو لا آكل وأنا متمكن من القعود أو لا آكل وأنا مسند ظهري إلى شيء ورجح العصام الثاني بأنه أقرب إلى الاستعمال العربي لقول ابن الأثير عن الخطابي المتكى ء في العربية المستوي قاعدا على وطاء متكئا والعامة لا تعرف المتكى ء إلا من مال في قعوده معتمدا على أحد شقيه اهـ.

وما اعتمد عليه لا يعول عليه فقد تعقبه المحقق أبو زرعة بالرد فقال ظاهر كلامه أنه لا معنى للاتكاء إلا ما ذكره وهو مردود إلا أن يريد تفسير المتكى ء في الحديث الذي ذكره دون غيره ومع ذلك فهو ممنوع فلم أجد في الكتب المشهورة في اللغة تفسير الاتكاء بالمعنى الذي ذكره أصلا وإنما فسروه بالميل إلى أحد الشقين كما في هذا الحديث اهـ.

فاستبان بذلك أن الاتكاء المكروه عند الأكل إنما هو الميل إلى أحد الشقين والاعتماد عليه لا الاتكاء على وطاء تحته مع الاستواء فقول الشهاب الهيثمي الاتكاء هنا لا ينحصر في المائل يشمل الأمرين فيكره كل منهما غير معمول به لأنه إنما اعتمد فيه على ابن الأثير غافلا عن كونه متعقبا بالرد من هذا الإمام المحدث الفقيه المرجوع إليه في هذا الشأن والكراهة حكم شرعي لا يصار إلى إثباتها في مذهب الشافعي بكلام مثل ابن الأثير فتدبر وحكمة كراهة الأكل متكئا أنه فعل المتكبرين المكثرين من الأكل بنهمة وشره المشغوفين من الاستكثار من الطعام فالسنة في الأكل كما قال القسطلاني أن يقعد مائلا إلى الطعام منحنيا عليه.

وقال الحافظ ابن حجر يجلس على ركبتيه وظهور قدميه أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى اهـ.

والكراهة مع الاضطجاع أشد منها مع الاتكاء نعم لا بأس بأكل ما يتنفل به مضطجعا لما ورد عن علي كرم الله وجهه أنه أكل كعكا على برش وهو مضطجع على بطنه قال حجة الإسلام والعرب قد تفعله وقاعدا أفضل ولا يكره قائما بلا حاجة)).

وللحديث .. صلة.

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[10 - 03 - 02, 01:41 ص]ـ

مبحثٌ قيّمٌ حقيقةً.

واصل وفقك الله.

ـ[أبو نايف]ــــــــ[04 - 06 - 02, 06:02 ص]ـ

الأخ / ابن آدم

جزاك الله خيراً علي هذا البحث القيم

ولكن هل الاثر الذي ورد عن علي رضي الله عنه صحيح؟!

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[05 - 06 - 02, 12:31 ص]ـ

الأخ أبو نايف سلام عليك .. أما بعد .. فقد كنا ( ... ) ثم أصبحنا (يحيى العدل) .. الموضوع تجده بتمامه هناك.

ـ[أبو نايف]ــــــــ[07 - 06 - 02, 08:19 م]ـ

هل هذا لغز

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[07 - 06 - 02, 08:40 م]ـ

حياك الله أخي أبا نايف .. وحل اللغز كالتالي .. أول ما سجلت في هذا المنتدى .. كنت باسم ابن آدم .. ثم طرأ ما أجبرني على تغييره إلى (يحيى العدل) .. وتفصيل ذلك تجده في أوائل مقالاتي بعنوان (التعريف بالعبد الضعيف) .. و (الترقيع لمعنى التوقيع) ..

أما بخصوص الموضوع فنزل منه حلقة تحت الاسم القديم .. ثم أعدته بتمامه في ثلاث حلقات تحت الاسم الجديد .. ولكن فقد بعض الحلقات لخلل في المنتدى .. ومن ثم فقد أعدت إنزالها مرة أخرى .. قبل يومين أو ثلاثة.

أما بالنسبة لسؤالك فلم أغفله .. فلعلي أبحث عنه قريبًا.

محبك (ابن ادم) يحيى العدل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير