تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اجتهد الخلفاء في تتبُّع الزنادقة والقضاء عليهم واستئصالهم، حفاظاً على الدين وأهله .. فهذا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يأمر بإحراق الزنادقة كما روى البخاري [29]، واشتهر الخليفة العباسي المهدي بالعناية بذلك، حيث عين رجلاً ليتولى أمور الزنادقة. ويقول ابن كثير - في حوادث سنة 167هـ -: "وفيها تتبع المهدي جماعة من الزنادقة في سائر الآفاق فاستحضرهم وقتلهم صبراً بين يديه" [30].

ووصى المهدي ابنه موسى الهادي الخليفة من بعده بذلك .. وقد أنفذ الهادي تلك الوصية، يقول ابن كثير - في حوادث سنة 169هـ -:"وسعى الهادي في تطلب الزنادقة من الآفاق، فقتل منهم طائفة كثيرة واقتدى في ذلك بأبيه" [31].

كلمة في أهمية الموضوع:

تظهر أهمية هذا الموضوع لعدة أمور، منها:

أن فكرة الزندقة والإلحاد موجودة منذ القدم، حيث كانت معروفة عند قدماء اليونان والهندوس والفرس، كما أن الزندقة موجودة وظاهرة في العصر الحديث، وقد قام الزنادقة - عبر العصور الإسلامية - بثورات سياسية وأعمال تخريبية، والأولى من ذلك أنهم أثروا تأثيراً بالغاً على معتقدات بعض الفرق التي تدَّعي الإسلام، بل نجد أن بعض الفرق قد "تزندقت"، وأمر ثالث يؤكد أهمية ذلك وهو أن المستشرقين قد اعتنوا عناية كبيرة بهذا الموضوع، فكتبوا دراسات مستقلة عن بعض الزنادقة، ولكنهم - كما هي عادتهم - دافعوا عن هؤلاء الزنادقة وعن آرائهم، ولمّعوهم وأثنوا عليهم خيراً [32]، ولا ننتظر من هؤلاء المستشرقين أكثر من ذلك، وقد أُشربت قلوب أكثرهم حب كل ما يناهض الإسلام الصحيح الأصيل، ولا أنسى أن أذكر أن البعض قد كتب عن الزندقة وانتقدها، وكله من أجل الدفاع عن القومية العربية؛ حيث إن الزندقة وثيقة الصلة بالشعوبية الفارسية المجوسية المناهضة للقومية العربية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[16] بغية المرتاد (السبعينية)، ص 338، وانظر رسالة في تحقيق لفظ الزنديق لابن كمال باشا (ت940هـ)، ص 47، والتي نشرت بتحقيق د. حسين محفوظ في أحد أعداد مجلة كلية الآداب بجامعة بغداد.

[17] الفتح، 12/ 270 - 271.

[18] التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع، ص91.

[19] رسالة في الرد على النصارى، ص17.

[20] مادة "زندق"، 10/ 147.

[21] (2/ 246).

[22] السبعينية، ص338.

[23] الفتح، 12/ 271.

[24] ص352.

[25] ص475 - 563، وقد نُشر سنة 1939 بعنوان: رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد.

[26] انظر: كتاب من تاريخ الإلحاد في الإسلام لعبد الرحمن بدوي، ص28، وكتاب الزندقة والزنادقة لعاطف شكري، ص109.

[27]- انظر توضيحاً لذلك على سبيل المثال: كتاب الفَرق بين الفِرق لعبد القاهر البغدادي في باب الفرق التي انتسبت إلى الإسلام وليست منها.

[28] منهاج السنة، تحقيق د. محمد رشاد سالم، 1/ 10 - 11.

[29] انظر: الفتح 12/ 267.

[30] البداية والنهاية في التاريخ 10/ 149.

[31] البداية والنهاية في التاريخ، 10/ 157.

[32] انظر: كتاب "من تاريخ الإلحاد في الإسلام" لعبد الرحمن بدوي، ودائرة المعارف الإسلامية للمستشرقين،10/ 440 - 446.

http://alabdullatif.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=1199&Itemid=8

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير