تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلو أننا سمحنا لأنفسنا بحذف شيء مما اشتمل علي الكتاب؛ لكنا قد أضعنا هذه الغاية، ولكنا كمن يجهز جندياً للقتال، فيضع في يده سيفاً من الخشب، ويقعده على صهوة جواد من قصب.

هذا ومؤلِّف الكتاب نفسه يشعر بما عسى أن يقوله عنه بعض الناس، ويُصرُّ مع ذلك على أن يذكر المجون، ويعتذر عنه.

فأي معذرة لمن يقدم على نشر كتابه، وقد حذف منه هذا النوع من الكلام.

اسمع إليه يقول في مطلع حديثه عن أبي عبدالله الحسن بن أحمد بن الحجَّاج: ((وهو وإن كان في أكثر شعره لا يستتر من العقل بسجف، ولا يبني لَّ قوله إلاَّ على سخف = فأنه من سحرة الشعر، وعجائب العصر.

وقد اتَّفق من رأيته وسمعت به من أهل البصيرة في الأدب وحسن المعرفة في الشعر على أنه فرد زمانه في فنه الذي شهر به، وأنه لم يسبق إلى طريقته، ولم يلحق شأوه في نمطه، ولم يرَ كاقتداره على ما يورده من المعاني التي تقع في طرزه، مع سلاسة في اللفاظ وعذوبتها، وانتظامها في سلك الملاحة والبلاغة، وإن كانت مفصحة عن السخافة!، ومشوبةً بعر الخلديين والمكديين وأهل الشطارة!!

ولولا أنَّ جدَّ الأدب جدٌّ، وهزله هزلٌ - كما قال إبراهيم بن المهدي - لصنتُ كتابي هذا عن كثير من كلام من يمدُّ يد المجون فيعرك بها أذن الحرم، ويفتح جواب السخف؛ فيصفع بها قفا العقل؛ ولكنه على علاَّته تتفكَّه الفضلاء بثمار شعره، وتستلمح الكبراء ببنات طبعه، وتستخفُّ الأدباء أرواح نظمه، ويحتمل المحتشمون فرط رفثه وقذَعه.

ومنهم من يغلو في الميل إلى ما يضحك ويمتع من نوادره.

ولقد مدح الملوك والأمراء والوزراء والرؤساء؛ فلم يخل قصيدة فيهم من سفاتج هزله ونتائج فحشه، وهو عندهم مقبول الجملة، غلي مهر الكلام، موفور الحظِّ من الإكرام والإنعام، مجاب إلى مقترحه من الصلاى الجسام)).

[قال الشيخ محي الدين عبدالحميد:] ولسنا نريد إلاَّ أن تقرأ هذه العبارة، ثم تقرأها، ثم تقرأها، ثم احكم وكن من المنصفين ".

انتهى كلامه رحمه الله.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


تنبيه هام للأخوة المشرفين:
حبَّذا لو صوِّرت نسخة أخرى متطابقة من هذا الموضوع ومن موضوع الأخ الردادي، ووضعت في جلسة: التعريف بالكتب وما يتعلق بها وتحقيقها؛ لتعمَّ الفائدة.

ـ[أبو عبدالعزيز السني]ــــــــ[17 - 08 - 03, 09:45 م]ـ
الأخ: الكريم أن كتاب (الأغاني) لأبي الفرج ساهم في تشويه وتزييف
الحقائق عن بعض الصالحين والصالحات كأمير المؤمنين هارون الرشيد
وكالتابعية الثقة عائشة بنت طلحة، ونقل منه جماعة من المغرضين ونهل، ونشروا هذه المثالب عن هؤلاء الصالحين وغيرهم بل أنني
رأيتُ بعض من يشتغل بالحديث من أهل البدع جاء إلى أسانيد
الأغاني واعتمدها في ثلب بعض السلف!

أما مسألة نشر المجون التي في هذه الكتب، فندفع في صدر قول الشيخ محي الدين رحمه الله بحديث (من رأى منكم منكراً) والأية التي تنهى عن إشاعة الفاحشة،

فعندما يكتب بعض الناس في التحذير من هذا الكتاب يُقابل كأنه حذر
من تفسير من تفاسير القرآن! وكتاب اأغاني مشهور جدا بين العامة شهرته وسائل الأعلام بل بلغني أنهم قاموا بعمل مسلسلات منه، وما كتاب ياقوت الحموي عنك ببعيد عندما حكى عن الخطيب البغدادي تهمة فاجرة حتى قال المعلمي عنه أنه مولع بذكر الحكايات الفاجرة، وما قاله
أيضا في سيرة الأمام إبراهيم الحربي الزاهد الكبير

وأمر آخر لا يقيس الواحد منا بقية طلبة بنفسه! فإذا رأى أن يعلم مفاسد الكتاب فكل طلبة العلم مثله لا والله يا إخوان أن كثيرا من طلبة
العلم يجهلون مبادىء العلم والله المستعان

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[17 - 08 - 03, 10:45 م]ـ
أولاً: فرَّقوا بين كلامنا على المؤلف، وأنه كذاب ووضَّاع ووسخ و ... الخ.
وبين كتابه؛ إذ يستفاد من كتابه ولو كان كل ما قيل فيه مقطوعاً به.
وإلاَّ فانظروا إلى بعض أشعار إمريء القيس، والأعشى، وبشار، وأبي نواس ...
ومغامراتهم في الزنا والوثنية والخمر و ...
بل بعض كتب الأدب والشعر كيتميمة الدهر والعقد الفريد لابن عبدربه فيه قصص الخلاعة والكذب و ...
وهكذا ..
بل حتى بعض كتب التأريخ؛ كالبداية والنهاية والكامل لابن الأثير وغيرهما الكثير، فيها نقولات مما يقال إن فيها إشاعة للفاحشة.

والمشكلة أنَّ ههنا من لا يعرف معنى (فن الأدب)؛ فيظنُّ أنَّ الأدب الاصطلاحي المقصود به في هذا المجال هو أدب الإسلام (من جهة الأخلاق وتهذيبها) و ...
إنما الأمر كله نقل الحكايات والقصص والروايات والشعر، مع صرف النظر عن كونها مهذبة أوموافقة لنصوص الشرع.

ثم التحذير مما فيها لا بأس به لمن كان يجهل وليست لديه القدرة على التمييز ويخشى عليه الوقوع مما في هذي الكتب من المنكرات.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير