ـ[أبو عبدالعزيز السني]ــــــــ[17 - 08 - 03, 11:34 م]ـ
الذي أعلمه أن ملاحدة العرب في هذا الزمان وغيره ما دخلوا إلا من باب
الأدب فعذا يسب الرب ويراناه قوم لا نفقه الأدب وذاك يشتم النبي صلى الله عليه وسلم ويقول هذه رموز لا يعرفها إلا أهل الصنعة وذاك المعتزلي يؤلف رسالة في (خلق القرآن) فتنشر على أنها من أدبه! فالشرع ينبغي أن تقف أحكامه على بوابة الأدب ولا تجاوزه لأنه ليس إلا أدب محض! ورحم الله الأديب الكبير الرافعي حين تصدى لملاحدة الأدب في هذا العصر الذين طعنوا في الإسلام باسم الأدب! نُشرت كتبهم وطارت
في الآفاق فلما اُعترض عليه ورد أنها (أدب)
وأما الشروط هذه الشروط: (لمن كان يجهل وليست لديه القدرة على التمييز ويخشى عليه الوقوع مما في هذي الكتب من المنكرات.)
فمن أردنا أن نحذره وجهنا قلنا
1 - هل تجهل حال كتاب الأغاني؟ فإن قال نعم انتقلنا للسؤال الثاني
2 - هل لديك القدرة على التمييز؟ فإن قال لا انتلقنا للسؤال الذي يليه
3 - هل تخشى الوقوع في هذه المنكرات؟ فإن قال نعم قلنا: لا تقرأ!!!
حسبنا الله ونعم الوكيل
أما قرن أبي الفرج بالواقدى وأحمد بن مروان المالكي فوالله لأنه من أكبر الظلم أن يقرن أهل العلم والفضل به وويقارنون به ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[18 - 08 - 03, 02:37 ص]ـ
سبق أن ذكرت في موضع آخر أن ما انتُقِد به كتاب ((الأغاني)) ينسحب على عامة كتب مجاميع الأدب .. وأزيد الآن: وكتب التراجم والتواريخ.
فهل أنتم تاركوها؟!
ولئن كان في كتاب أبي الفرج بعض إحماض بمجون , فإن فيه من وراء ذلك أدبا كثيرا .. والعبرة بالغالب , وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.
وقد استنكر شيخ العربية محمود شاكر (الرادّ على سيد قطب! فهو سلفي!) على من يطعن في كتب الأدب بهذه الطريقة , ومما قال – في سياق طويل عن كتاب ((ألف ليلة وليلة)) وهو أحفل من الأغاني بالمجون -: إنك لو جمعت الألفاظ المستنكرة منه لما زادت عن صفحتين , في كتاب من مجلدات أربعة.
وقال: إن هذا الذي يثار حول هذه الكتب مثل من أمثلة فساد حياتنا الثقافية بوجه عام.
ثم إن ما يستَنكر في الكتاب ليس هو من كلام أبي الفرج , وإنما هو من كلام غيره يحكيه في كتابه عنه مسندا , وقد قدمت ذكر موقف ابن حجر من نقل وكتابة أمثال هذا.
أما الاستشهاد بالرافعي ..
فإن الرافعي سئل عن تهذيب الشيخ الخضري لكتاب الأغاني فقال للسائل:
((دعك من هذا العبث. والحمد لله على وجود الأصل))!!.
وقد كنت ألطّف العبارة وأبتعد عن مثل عبارة الرافعي في وصف هذه الفكرة حتى حملني استشهاد البعض بالرافعي على نقل كلامه هذا.
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[19 - 08 - 03, 03:33 م]ـ
كنت قد قلت – تنزّلاً -:
((ولئن اتُّهم أبو الفرج الأصبهاني بالكذب فقد اتُّهم الدينوري والواقدي والمرزباني وغيرهم به وبغيره ..
وما زال العلماء يستفيدون من كتبهم فيما لا يتأثر بمسألة الصدق والكذب , والعقيدة , والسنة والبدعة)).
فقال الأخ أبو عبد العزيز السني:
((أما قرن أبي الفرج بالواقدى وأحمد بن مروان المالكي فوالله لأنه من أكبر الظلم أن يقرن أهل العلم والفضل به وويقارنون به ولا حول ولا قوة إلا بالله)).
فليعلم الأخ الفاضل:
أنني إنما ذكرت اتهام أبي الفرج بالكذب تنزّلاً , وإلا فالصواب أنه صدوق لا بأس به , كما قال الذهبي في ((الميزان)) و ((السير)) , ولم يطعن فيه أحد من المتقدمين من أهل هذه الصناعة إلا ابن أبي الفوارس بقوله:خلّط قبل موته.
وقد روى عنه الدارقطني في كتبه , ولم يجرحه بشيء.
وما زال الحفاظ المتأخرون ينقلون من كتابه ويعتمدون عليه في الجملة.
وقد كان شاعرا أديبا كاتبا عالما بأخبار الناس وأيامهم ..
والثناء عليه كثير , وانظر ترجمته في ((إرشاد الأريب)) لياقوت.
بينما ثبت اتهام بعض الأئمة للدينوري والواقدي والمرزباني بالكذب.
فانظر أين تقع يمين الأخ أبو عبد العزيز؟!!
وقد اتهمه الشيخ الفاضل وليد الأعظمي بالشعوبية , بل اتهمه بالزندقة والمجوسية.
والشيخ وليد على فضله وكونه من طلائع الإخوان المسلمين في العراق وممن صقلتهم التجارب إلا أنه لم ينج من التأثر بالعاطفة والبيئة والأحداث المعاصرة في حكمه هذا .. وهذه إشارة يفهمها من يفهمها.
أما اتهامه لأبي الفرج بالشعوبية فأقرب ما أرده به قولُ أبي الفرج وصريح نطقه ..
فتأمل معي قوله (20/ 21 - 22): (( ... وليس هذا من الأقوال المعول عليها؛ لأن أصل المثالب زياد لعنه الله , فإنه لما ادعي إلى أبي سفيان وعلم أن العرب لا تقر له بذلك مع علمها بنسبه ومع سوء آثاره فيهم عمل كتاب المثالب فألصق بالعرب كلها كل عيب وعار وحق وباطل , ثم بنى على ذلك الهيثم بن عدي وكان دعيا فأراد أن يعر أهل البيوتات تشفيا منهم , وفعل ذلك أبو عبيدة معمر بن المثنى وكان أصله يهوديا أسلم جده على يدي بعض آل أبي بكر الصديق رضي الله عنه فانتمى إلى ولاء بني تيم فجدد كتاب زياد وزاد فيه , ثم نشأ غيلان الشعوبي لعنه الله وكان زنديقا ثنويا لا يشك فيه عرف في حياته بعض مذهبه وكان يورى عنه في عوراته للإسلام بالتشعب والعصبية ثم انكشف أمره بعد وفاته فأبدع كتابا عمله لطاهر بن الحسين وكان شديد التشعب والعصبية خارجا عن الإسلام بأفاعيله فبدأ فيه بمثالب بني هاشم وذكر مناكحهم وأمهاتهم وصنائعهم وبدأ منهم بالطيب الطاهر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وذكره ثم والى بين أهل بيته الأذكياء النجباء عليهم السلام ثم ببطون قريش على الولاء ثم بسائر العرب فألصق بهم كل كذب وزور ووضع عليهم كل خبر باطل وأعطاه طاهر على ذلك مائتي ألف درهم فيما بلغني.
وإنما جر هذا القول ذكر المهلب وما قيل فيه وأني ذكرته فلم أجد بدا من ذكر ما روي فيه وفيما مر على أهل النسب , ثم قلت ما عندي)).
فهل من يقول هذا شعوبي؟!!
وأما التشيع فقد وصِف بأن له ميلا إليه , لكني لم أر في كتابه له أثرا سيئا.
فمن وجد فليبينه لنا.
¥