ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[20 - 08 - 03, 12:20 ص]ـ
الشيخ المكرم المتمسك بالحق:
فيكون ما قاله شيخنا المبجل أبو خالد منفك الجهة عما أفادته عبارة
الشيخ المكرم هيثم حمدان، وعبارة (الحق) واضحة المعالم، حتى
في كتاب الله تعالى: فماذا بعد الحق إلا الضلال ... والحق في اللغة هو
الثابت في نفسه، وفي مسائل العلم هو الصحيح في واقع الأمر وليس
بالنسبة لمعتقده، ونحن فرقنا بين الحق الذي هو بمقتضى ظاهر الأدلة
وهو الذي يمكن أن ينافح عنه كل من شهر سيف الدليل ضد مخالفه، والحق
الذي هو عند الله تعالى، فهذا دون الجزم به (في غالب مسائل الشريعة
المختلف فيها) خرط القتاد ... لأنه لا يعرف إلا بوحي، ولا وحي، فما
ثم إلا الظن الغالب لأن الدليل يقتضي الخلاف (وهو مظنة الخلاف) أو
القطع لأن الدليل لا يقتضي الخلاف (وهو مظنة الإجماع) فإذا وجد
الإجماع الصحيح القطعي فالغالب أنه الحق عند الله لما ورد في الأثر:
أن الأمة لا تجتمع على ضلالة ...
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[20 - 08 - 03, 01:08 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً وجزاكم الله خيراً.
تأملتُ في أجوبة الإخوة الكرام ولعلّه قد فاتتهم عبارة مهمّة في سؤالي حيث قلت:
لكن قد مضى عليّ زمن وأنا أبحث عن مسألة وافق فيها أبوحنيفة ومن حذى حذوه الحق -قرآناً وسنّة صحيحة صريحة- وخالفهم فيها أهل الحديث. اهـ.
والأمثلة التي تفضّل بذكرها الشيخان النجدي والسلمي (وفقهما الله) ليست من ذلك.
ولا بأس لو تكرّم الأخ المجيب بذكر أمثلة لمسائل وافق فيها أهل الحديث الحق -قرآناً وسنّة صحيحة صريحة- وخالفهم فيها أهل الرأي.
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[20 - 08 - 03, 10:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي هذا كلام أحد الأئمة المستقرئين للكتاب والسنة وأقوال السلف والخلف، في هذه المسألة التي يفترض أنها محسومة في ملتقى أهل الحديث.
وحبذا أن ندعم نشاطنا في التدقيق والبحث الحديث بقول العلماء المدققين حقا وصدقا من السابقين أو بقيتهم من المتأخرين _ دون تعصب _ لواحد بعينه، فالمذاكرة جيدة بين الطلبة، لكنها دائما تحتاج إلى توجيه.
ثم الكلام في أهل الحديث وغيرهم ليس محصورا بالأربعة، بل هم غالب السلف بعد الصحابة، ونظرة في الكتب التي اعتنت بمذاهب أهل الحديث ترون النقل عمن، ككتب محمد بن نصر وابن المنذر وابن تيمية وغيرهم ممن قبلهم وممن بعدهم، ولو مرّ أحدنا على كتاب القواعد النورانية لابن تيمية نموذجا لرأى أقوال أهل الحديث ومآخذهم الفقهية واتفاقهم واختلافهم،وهل انفرد عنهم أحد بقول صواب أم لا، وإنما ذكرت هذا الكتاب لا تعصبا لصاحبه، وإنما استفادة ممن أفنى عمره في هذا العلم، وخاصة في تتبع طرائق أهل الحديث في علومهم.
أرجو ألا أثقل عليكم في النقل، وعذري أنه قد لا ينشط أحد لقراءة الأصل، فنقلت المقصود، واختصرت بعضه رغبة في إثارة أهل الحماس العلمي للعودة إلى المرجع ففيه ما يروى الغليل ويشفي العليل من الأمثلة المتكاثرة.
قال ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (6/ 368):
(وكما أنه لم يكن في القرون أكمل من قرن الصحابة، فليس في الطوائف بعدهم أكمل من أتباعهم، فكل من كان للحديث والسنة وآثار الصحابة أتبع كان أكمل، وكانت تلك الطائفة أولى بالاجتماع والهدى
والاعتصام بحبل الله، وابعد عن التفرق والاختلاف والفتنة، وكل من بعد
عن ذلك كان أبعد عن الرحمة، وأدخل في الفتنة.
فليس الضلال والغي في طائفة من طوائف الأمة أكثر منه في أهل الحديث والسنة المحضة، الذين لا ينتصرون إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم خاصته، وهو إمامهم المطلق الذي لا يغضبون لقول غيرهم إلا إذا اتّبع قوله، ومقصودهم نصر الله ورسوله.
وإذا كان الصحابة ثم أهل الحديث والسنة المحضة أولى بالهدى ودين الحق، وأبعد الطوائف عن الضلال والغي، فالرافضة بالعكس)
وقال رحمه الله في المنهاج (5/ 165):
(وأصلوا أصلا ثالثا: وهو أن إجماع الرافضة هو إجماع العترة، وإجماع العترة معصوم.
¥