تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مثلا

ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[21 - 08 - 03, 10:28 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ رضا أحمد صمدي: هناك أمور ينبغي ألا تذهل عن ذهني وذهنك في مثل هذا المقام وهي:

الأول: الأمر المتباحث فيه ليس في آحاد أقوال المحدثين أو أهل الحديث، وإنما في القول المضاف إلى أهل الحديث، والمقصود به ما اتفقوا عليه، أو القول الموافق لأصولهم إذا اختلفوا، أما قول أحدهم فلا ينسب إليهم وإنما ينسب إليه.

إذا تقرر هذا فمن المعلوم أن قول أحد المسلمين ليس قول المسلمين، فإذا كان قولا مستشنعا قاله أحدهم فهذا لا ينسب إلا الإسلام ولا إلى المسلمين _ أي اتفاقهم _ وكلاهما حق ليس فيه باطل ولا شناعة، فكذلك ما قاله أحد أهل الحديث لو كان فيه شناعة فلا تنسب الشناعة إلى منهج أهل الحديث ولا إلى اتفاقهم، كيف وهم الطائفة المنصورة التي لا تزال ظاهرة على الحق؟! وقد فسر جمع من أئمة الإسلام هذا الوصف بهم على ما هو معلوم ومشروح، ويا ضيعة المسلمين إذا كان أصحاب حديث نبيهم وآثاره الذين هم أنصاره يجتمعون على باطل وعلى شناعة!

ومثل أهل السنة المحضة _ أهل الحديث _ في المسلمين كمثل المسلمين في أهل الأديان، فما يقال في هؤلاء يقال في أولئك، وقد قال ابن تيمية رحمه الله في المنهاج (1/ 214):

( .. وصاروا يجعلون ذلك حجة على مخالفة الحق، مقدرين أنه لا حق عند الرسل وأتباعهم إلا ما يقوله هؤلاء المتكلمون، وصاروا بمنزلة من جاور بعض جهال المسلمين وفساقهم من المشركين وأهل الكتاب، فصار يورد بعض ما أولئك فيه من الجهل والظلم، ويجعل ذلك حجة على بطلان دين المسلمين، مقدرا أن دين المسلمين هو ما أولئك عليه، مع كونه هو أجهل وأظلم منهم، كما يحتج بعض طائفة من أهل الكتاب من اليهود والنصارى على القدح في دين المسلمين بما يجدونه في بعضهم من الفواحش إما بنكاح التحليل وإما غيره، وما يجدونه في الظلم أو الكذب أو الشرك، فإذا قوبلوا على وجه الإنصاف وحجوا الفواحش والظلم والكذب والشرك فيهم أضعاف ما يجدونه في المنتسبين إلى دين الإسلام، وإذا بين لهم حقيقة الإسلام تبين أنه ليس فيه شيء من تلك الفواحش والظلم والكذب والشرك، فإنه ما من ملة إلا وقد دخل في بعض أهلها نوع من الشر، لكن الشر الذي دخل في غير المسلمين أكثر مما دخل في المسلمين، والخير الذي يوجد في المسلمين أكثر مما يوجد في غيرهم، وكذلك أهل السنة في الإسلام الخير فيهم أكثر منه في أهل البدع، والشر الذي في أهل البدع أكثر منه في أهل السنة).

والمقصود والشاهد من النقل أن ما يرد على المسلمين يرد على أهل السنة، ولا يزال ابن تيمية في كتابه يبين مقصوده من أهل السنة بأهل السنة المحضة أهل الحديث عند الإطلاق.

الثاني: ما نقلتُه سابقا عن ابن تيمية واضح بيّن، لا أدري كيف غاب عنك، فشيخ الإسلام لم يقف عند بيان أن الأخطاء في أهل الحديث أقل من غيرهم، وإنما تجاوز ذلك رحمه الله واسكنه فسيح جناته إلى أن ما تفردوا به عن الأمة لا يكون إلا حقا، وأن كل طائفة غيرهم تنفرد عن الأمة _ ومنهم أهل الحديث _ بقول لا يكون إلا باطلا، والحق لا يخرج عنهم، وكل طائفة فتوافق الحق بقدر موافقتهم ... إلى آخر ما سطره يراع هذا الإمام الفذ، حتى أورد الكلام في حجية اتفاقهم، وبين أنهم لا يجتمعون على مخالفة وقد تنازع أخي الفاضل في صحة كلامه، ولكن أن تنازع في مقصوده فهذا بعيد لظهوره جدا، بل هو نص كلامه، وأنا لا أحب لنفسي ولا لك أخيّ المنازعة في الواضحات.

الثالث: أخي رضا أحمد ما ذكرتَه في أول تعقيب لك، ثم أكدته في تعقيبك الثاني على مثال رفع اليدين كلام يحتاج منك إلى وقفة، وأنا معك يؤازر بعضنا بعضا متواصين بالحق، أعني كلامك في (ليس الحق في نفس الأمر وإنما ما ظهر لصاحبه)، فهذا الكلام أولا ليس له علاقة بالمبحث الذي نحن فيه، ومن الذي تكلّم عن (الحق في نفس الأمر)؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير