تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو صالح شافعي]ــــــــ[21 - 08 - 03, 08:48 م]ـ

المشكلة أنك حتى لو سقت الأمثلة كما فعل الأخ السالمي لاعترض عليه بأن فلان وفلان الذين اعتبرتهم مقياس لمعرفة الحق هم أهل الحديث ومقياس الحق، إذن فالمسألة غير منطبقة مع شروط السؤال، وهنا ندخل في نقاش فارغ لا معنى له.

الحل الوحيد هو أن نورد مسألة في الفقه الحنفي خالفوا فيها كل أهل الحديث والفقهاء في العالم الإسلامي في كل العصور السابقة ثم نسوق الدليل من مصنف ابن أبي شيبة مثلا أو من مسند الحميدي أو زوائد الحارث أو أو فنأتي بهذا الدليل الذي لم يتكلم على إسناده أحد من قبل ونقول هو صحيح السند وهنا يمكن أن يجاب على السؤال المطروح.

أما لو سقنا مثلا (فقط للتقريب) ما رواه مسلم:

عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام

ولم أبحث عن أقوال العلماء لكن مجرد مثال سقته للتقريب-

فلو قال الأحناف نحن لا نطيل الجلوس بعد الفريضة ونقوم للسنة مباشرة عملا بهذا الحديث ثم نتمم الأذكار بعد السنة وأننا نظن أن أحدا لم يتبع هذا الحديث في قصر زمن المكث بعد صلاة الفريضة غيرنا وهو الحق من وجهة نظرنا، لقال المعترض لكن أهل الحديث قالوا بحديث كذا والمقدم مثبت على النافي وممكن حمل الحديث على صلاة السنة لا الفرض

إلخ ..

إذن المعيار في معرفة الحق يظل معلقا ولا قطع فيه كما مر في كلام الأخ الصمدي.

ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 08 - 03, 02:56 ص]ـ

(الثامن: الأخ ابن وهب رحمك الله وجميع الأخوة لو تفكرت في تساؤلاتك لكان ثمرتها أن لا يعزى إلى طائفة قول لا إلى حنابلة ولا شافعية ولا غيرهم، والواقع خلاف هذا، لا زال العلماء ينسبون الأقوال إليهم، مع وجود إيراداتك فيهم، تأمل ذلك بارك الله فيك)

أخي الحبيب

لما نقول الحنابلة نقصد بهم أتباع مذهب الإمام أحمد رحمه الله

ولما نقول الشافعية نقصد أتباع مذهب الإمام الشافعي رحمه الله

أما لما نقول أهل الحديث أو أهل الرأي

فهو مصطلح يحتاج الى تحرير

بمعنى آخر

أهل الحديث قد يراد بهم أهل السنة

فيدخل فيهم سفيان الثوري قطعا وربيعة الرأي وابن وهب وابن القاسم وأشهب

وأصيغ بن الفرج وأبو مصعب الزهري واسماعيل القاضي

ونحو هولاء

في مقابل أهل الرأي والكلام

بينما

في مسائل الفقه لو قلنا قال به أهل الحديث

فهذا يختلف باختلاف السياق

فقد يراد به

أئمة الحديث وفقهاء المحدثين

كأحمد واسحاق ويحيى بن يحى وزهير بن حرب

وابن أبي شيبة والحميدي ونحو هولاء

فهولاء من فقهاء المحدثين

أما من جاء بعدهم فاغلبهم له أصول إما الى مذهب الشافعي

كابن خزيمة وابن حبان

وإما الى مذهب أحمد

كابن أبي داود والخلال والجوزجاني ونحو هولاء

ولايدخل فيهم مالك والثوري واسماعيل القاضي واصبغ واشهب وابن القاسم وابن وهب وابو مصعب الزهري

وبالطبع النعمان وأصحابه

بل أحيانا لايدخل فيه الشافعي

فالأمر يختلف

فلابد من تحرير المصطلح حتى يكون الجواب وفق ذلك

فلايمكن أن نقول مذهب أهل الحديث كذا

ويكون هو مذهب ابن حبان وابن خزيمة

وخالفهم اسحاق ويحيى بن يحى وابن ابي شيبة

ونحو هولاء

فما الذي جعلنا نجزم بأن هذا مذهب أهل الحديث

اللهم إلا أن يكون قول جمهورهم

أو اجماعهم على ذلك

قال الشيخ هيثم حمدان وفقه الله

(ولا زلت بانتظار مثال واحد على مسألة وافق فيها أهل الرأي أحاديث نبوية صحيحة صريحة خالفهم فيها أهل الحديث.

)

وهذا أمر مسلم به

لأن أهل الحديث لايجتمعون على باطل

فحتى لو أن الحق فيما ذهب إليه أهل الرأي فيكون قد قال به بعض أهل الحديث

(بل عبارة "السنة الصحيحة الصريحة" صرنا لا نعرف المقصود منها)

أعطيك مثال

ابن اسحاق اختلف أهل العلم في الاحتجاج به

احتج به البخاري في مسائل خارج الصحيح

ابن عقيل كذلك

وكذا غيره

الجوزجاني احتج بحديث علي بن زيد بن جدعان في مسألة

ابن حبان يحتج بأحاديث لايوافقه الجمهور على تصحيحه

فعند ابن حبان الحكم المرتب على الحديث الذي صححه يعتبر سنة صحيحة صريحة

وكذا ابن خزيمة

وهكذا

بل أن الإمام البخاري رحمه الله احتج في مسألة القراءة خلف الإمام بأثر ضعفه غير واحد

فهل المخالف لذلك الأثر مخالف للسنة الصحيحة الصريحة

أنا ضربت مثال بالحديث المرسل

لأنه عند المحتجين به يعتبر سنة صحيحة

طبعا وفق الضوابط

ولاإجماع في المسألة

فالإمام أحمد يحتج بالمراسيل في مواطن

وفق ضوابط معينة

بينما الشافعي لايحتج بالمراسيل

وهو رحمه الله إن كان وضع ضوابط

فإنه هو أصحابه لايحتجون بالمراسيل

وغالب أهل الحديث على هذا الرأي

وقد نقل عنهم الشافعي ذلك

فقال فيما معناه أن أهل الحديث لايحتجون بالمراسيل

وكذا ذكره مسلم في المقدمة

وهو مذهب الشافعية

بينما كثير من الحنابلة لايرون هذا الرأي

حتى متقدميهم

كالخلال وغيره

يحتجون بالمراسيل في مواطن

فهي سنة صحيحة صريحة عندهم

بينما لن تجد ابن حبان او ابن خزيمة يحتج بمرسل مطلقا

ابن القيم رحمه الله ذكر مسائل كثيرة في اعلام الموقعين

وذكر أنها تخالف السنة الصحيحة

ولكن المنازع ينازعه في بضعها على صحة الحديث

وكمثال حديث امامة النساء

============

أيضا وجه الدلالة من الحديث

فهذا امر يختلف فيه فقهاء المحدثين وغيرهم

ومن جراء ذلك يحصل الاختلاف

إن كنت تقصد سنة صحيحة مجمع عليها

فهذا السؤال غير وارد

من وجهين

الوجه الأول

من الذي يعرف الحديث الصحيح من غيره

؟

بالطبع أهل الحديث فكيف يجتمع أهل الحديث على مخالفة الحديث الصحيح

هذا أمر محال

الوجه الثاني

أن من مذهب أهل الحديث الأخذ بالحديث الصحيح

ولايعارضون الحديث الصحيح بمثل عمل أهل المدينة

ونحو ذلك

مع تفصيل في ذلك

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير