(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) فحلَّ البوار بكثيرٍِ من أصقاع الأرض لا سيما في بلاد المسلمين، فنحن بحاجة إلى أن نرجع إلى ديننا وأن نعتصم بكتاب ربنا ففيه المخرج من الفتن، فنلزم كتاب الله عزَّ وجل قراءةًَ وحفظاًَ وتدبراًَ وفهماًَ وعملاًَ (علماًَ وعملاًَ)؛ ففيه كل ما يحتاجه المسلم ونقرأ معه ما يُعين على فهمه وتدبره؛ ومن خير ما يُعين على فهم الكتاب الذي فيه المخرج من الفتن كُلِّها ما صحَّ عن النبي عليه الصلاة والسلام؛ ومن أصحِّ ما صحَّ عنه عليه الصلاة والسلام ما حواه هذا الكتاب العظيم الذي هو أصحُّ الكتب بعد كتاب الله عزَّ وجل، فمن المناسب ومن الاختيار الموفَّق أن يختار الإخوة المنظِّمون لهذه الدروس هذا الموضوع من هذا الكتاب العظيم.
ومن الفتنة أن يُفتن الناس بالأخبار الموضوعة والواهية والإشاعات وتُرتَّب عليها أحكام؛ هذه فتنة أن يتعلَّق الناس بالأخبار الضعيفة والموضوعة والرؤى والمنامات والتحليلات التي لا تُبنى على أساسٍِ شرعي ثم تُرتَّب عليها مصائر كما هو الواقع الآن.
فعلينا أن نُراجع أنفسنا، في مثل هذه الظروف تُطلب النجاة والنجاة بالاعتصام بالكتاب والسنة والإقبال على الله عزَّ وجل بالعبادات الخاصة والعامة؛ اللازمة والمتعدية.
على الإنسان لا سيما من ينتسب إلى العلم وطلبه أن يَصْدُق اللجأ إلى الله عزَّ وجل فيُكثر من النوافل؛ يُكثر من قراءة القرآن؛ من تدبره؛ من تفهُّم معانيه؛ من قراءة الكتب الموثوقة في التفسير ليستفيد من قراءته، ويُقبل أيضاًَ على العبادات اللازمة مثل: الإكثار من التطوعات من الصلوات والصيام وبر الوالدين وصلة الأرحام والنفع الخاص والعام، يحرص على صلاح نفسه وصلاح من تحت يده في بيته؛ في مسجده؛ في حيِّه؛ في مدرسته، وبهذا تنجو هذه الأمة من هذا المأزق والمُنحنى والمُنعطف الخطير الذي تَمُرُّ به، فكما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام (يوشك أن تداعى عليكم الأمم) تداعت الأمم الآن، لكن ما المخرج؟ المخرج فيما أُثر عنه عليه الصلاة والسلام من ملازمة كتاب الله عزَّ وجل ومما أشرنا إليه من قراءة ما يُعين على فهم كتاب الله عزَّ وجل والله المستعان.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[21 - 08 - 03, 10:29 ص]ـ
جهد مبارك أجزل الله لك الثواب
ـ[مهداوي]ــــــــ[21 - 08 - 03, 09:35 م]ـ
بارك الله في جهدك
حبذا لو وضعته على ملف وورد لتسهيل قراءته على إخوانك .. إلا إن كنت تعتزم ذلك بعد فراغك.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[23 - 08 - 03, 12:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الجهد المبارك والفوائد الجليلة
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[23 - 08 - 03, 12:39 ص]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك.
ـ[أبو العلاء]ــــــــ[23 - 08 - 03, 03:04 ص]ـ
ونبدأ الآن مع شرح الحديث الأول من كتاب الفتن من صحيح البخاري للشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله:
كتاب الفتن
1 - باب ما جاء في قول الله تعالى:
(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا بشر بن السري حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال قالت أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا على حوضي أنتظر من يرد علي فيؤخذ بناس من دوني فأقول أمتي فيقال لا تدري مشوا على القهقرى
قال ابن أبي مليكة اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن.
الشرح:
يقول الإمام البخاري رحمه الله تعالى: (كتاب الفتن) تقدَّم تعريف الفتن وأنه الابتلاء والاختبار والامتحان؛ وأنه يكون بالخير والشر، ومن الفتن: الفتن الكبرى المُضِلَّة التي يُستعاذ منها؛ ومنها الفتن التي لا ينفك عنها أحد؛ التي تصرف الإنسان عن مقصِدِه، فهو مأمورٌ بمجاهدتها (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) يعني يشغلونكم عما يرضي الله.
والإنبجانية والكساء المخطَّط كادت أن تفتن النبي عليه الصلاة والسلام في صلاته؛ يعني تَشْغَلُه عنها، فكُلُّ ما يشْغَل عمَّا يرضي الله عزَّ وجل فتنة؛ لكنها متفاوتة، والحياة صراع وجهاد إزاء هذه الفتن، على المسلم أن يُقاوم بقدر الإمكان.
¥