تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو العلاء]ــــــــ[24 - 08 - 03, 06:17 ص]ـ

الحديث الثاني:

يقول الإمام البخاري رحمه الله تعالى:

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ لَيُرْفَعَنَّ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتَّى إِذَا أَهْوَيْتُ لِأُنَاوِلَهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي فَأَقُولُ أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي يَقُولُ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ

الشرح:

(مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) هو المُنقري.

(أَبُو عَوَانَةَ) الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري.

(مُغِيرَةَ) بن مِقسَم.

(أَبِي وَائِلٍ) شقيق ابن سلمة التابعي الشهير.

(عَبْدُ اللَّهِ) هو ابن مسعود.

قوله (أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ) يعني مُتقدِّمٌ بين أيديكم؛ أمامكم؛ فالفَرَط: هو المُتقدِّم الذي يسبق القوم، ولذا جاء في دعاء الجنازة للطفل " اللهم اجعله فَرَطاًَ وذُخراًَ " أي مُتقدِّماًَ بين يدي والديه.

قوله (لَيُرْفَعَنَّ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ) يعني من هذه الأمة؛ من أمة الإجابة.

قوله (حَتَّى إِذَا أَهْوَيْتُ لِأُنَاوِلَهُمْ) يعني لأسقيَهُم من حوضي.

قوله (اخْتُلِجُوا) جُذِبوا واقتُطعوا (دُونِي فَأَقُولُ أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي) لأنه يعرفهم إما بأعيانهم أو بأوصافهم؛ ولا يمنع أن يكون من هؤلاء مَنْ هو مسلم يُختلج ويُقتطع لما أحدث في الدين ويدخل النار ثم بعد ذلك إذا هُذِّب ونُقِّي بقدر ما اقترفه من جرائم يدخل الجنة.

قوله (فَأَقُولُ أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي يَقُولُ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ) مِنْ رِدة أو بدعة أو منكرات وجرائم؛ كُلُّها محدثات.

يتبع بإذن الله،،،،،،،

ـ[أبو العلاء]ــــــــ[24 - 08 - 03, 06:19 ص]ـ

الحديث الثالث:

يقول الإمام البخاري رحمه الله تعالى:

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَمَنْ وَرَدَهُ شَرِبَ مِنْهُ وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا لَيَرِدُ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ.

قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا فَقَالَ هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فِيهِ قَالَ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي.

الشرح:

(يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ) مخزومي.

(يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) القاري.

(أَبِي حَازِمٍ) سلمة بن دينار.

(سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ) الساعدي.

قوله (أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَمَنْ وَرَدَهُ شَرِبَ مِنْهُ وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا) لم يظمأ؛ بعد أن يشرب من الحوض فإنه لا يظمأ أبداًَ، يتجاوز هذه الأهوال من غير مشقةٍِ ولا ظمأ.

قوله (لَيَرِدُ) في رواية أبي ذر (لَيَرِدَنَّ). (عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ. قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا فَقَالَ هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا فَقُلْتُ نَعَمْ) يتأكد؛ أبو حازم سلمة بن دينار لمَّا حدَّث بهذا الحديث سُئل للتثبت وللموافقة (هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فِيهِ قَالَ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا) أي بُعداًَ بُعداًَ؛ أي أبعدهم الله.

يقول ابن حجر: " حاصل ما حُملَ عليه المذكورين – يعني هؤلاء الذين يُذادون عن الحوض؛ الذين رجعوا القهقرى – أنَّهم إنْ كانوا ممَّن ارتدَّ عن الإسلام فلا إشكال في تبري النبي عليه الصلاة والسلام منهم، وإنْ كانوا ممَّن لم يرتدّ لكنه أحدث معصية كبيرة من أعمال البدن أو بدعة من اعتقاد القلب فقد أجاب بعضهم بأنه يحتمل أن يكون أعرض عنهم ولم يشفع لهم اتباعاًَ لأمر الله فيهم حتى يعاقبهم على جنايتهم، ولا مانع من دخولهم في عموم شفاعته عليه الصلاة والسلام لأهل الكبائر من أمته فيُخرجون من النار كما يخرج سائر العصاة " فالحديث مُحتمل، هؤلاء الذين يُذادون إنْ كانوا ممَّن ارتدّ فلا إشكال؛ هؤلاء أحدثوا ويستحقون أن يُذادوا عن الحوض ويُقال لهم سُحقاًَ سُحقاًَ، وإنْ كانوا ممَّ لم يرتدّ الرِدة الكاملة وإنما كان رجوعهم إلى القهقرى ونُكُوصهم على أعقابهم إنما هو فيما دون ما يُخرج عن المِلَّة بإحداث بدعة يعملُ بها مَنْ بعدهُم أو باقتران جريمة، فمثل هؤلاء يُعاقبون؛ هم مُستحقون للعقاب ومن العقاب ذَوْدُهُم من الحوض، وقد يدخلون النار فيُعذَّبون ويُنقَّون بقدر ذنوبهم ثم يُخرجون منها كما يخرج سائر العصاة.

يتبع بإذن الله،،،،،،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير