تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العزيز للقدوم إلى المملكة وتولي إمامة المسجد الحرام، وبهذه المناسبة أحب أن أخبر إخواني بأن العلامة الشيخ عبد الظاهر له حواش كثيرة وتقريرات نافعة بخطه على كثير من كتب مكتبة مسجد الحمام، وقد رأيتها بنفسي وهو في العادة يكتب التعليق في حاشية الكتاب ثم يكتب (عبد الظاهر) وأتمنى أن يعتني بعض إخواننا من أهل الإسكندرية بجرد كتب مكتبة مسجد الحمام واستخراج تلك التعليقات ونشرها، هذا إن كانت المكتبة على حالها لم ينلها البلى، وكان أعظم شيوخ شيخنا البرماوي تأثيرا فيه هو شيخه العلامة عبد الرزاق عفيفي رحمه الله حيث كان الشيخ عبد الرزاق عفيفي أحد مؤسسي جماعة أنصار السنة وكان نائبا للشيخ حامد الفقي ثم أول رئيس للجماعة من بعده إلى أن دعي من قبل الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله للحضور إلى المملكة للمشاركة في التعليم والإفتاء، وقد أخبرني الشيخ البرماوي أنه كان ملازماً لدروس الشيخ عبد الرزاق عفيفي التي كان يلقيها بمسجد الحمام المذكور آنفاً، وأنه كان يخرج مع شيخه الشيخ عبد الرزاق إلى أماكن تجمعات الصوفية وإلى المساجد التي بها قبور تعبد من دون الله تعالى فيدعونهم إلى التوحيد ويحذرونهم من الشرك فكان منهم من يستجيب، وينضم إلى جماعة أنصار السنة، ومنهم من يستهزئ بهم ويؤذيهم، وأنهم تعرضوا للتطاول عليهم باليد في بعض الأحيان ورفعت ضدهم قضية في المحاكم بسبب دعوتهم إلى التوحيد وتحذيرهم من الشرك والبدع، فكانوا يحتملون الأذى ويصبرون ويحتسبون، في وقت كانت فيه دعوة التوحيد في مصر في غاية الغرابة على الناس حيث لم يكن في الإسكندرية وقتها مسجد على السنة والتوحيد سوى ذلك المسجد المبارك مسجد الحمام الذي عمر بالعديد من العلماء وزاره الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله قبل أربعين سنة تقريبا وأول ما دخل الشيخ الألباني المسجد كما أخبرني قدماء أهله وجد به محرابا فألقى محاضرة عن بدعية المحراب وقال لهم أنتم أنصار السنة فكيف تقبلون ببدعة في مسجدكم؟ فاقتنعوا بكلامه فدعا بالمعاول وشرع في هدم المحراب بيده وشاركه المصلون، ومن يومها والمسجد ليس به محراب.

عوداً على بدء:

لقد كانت الصلة بين الشيخين عبد الرزاق عفيفي وعبد العزيز البرماوي حميمة جدا، وقد دعا الشيخ عبد الرزاق الشيخ البرماوي للقدوم إلى المملكة للاستقرار بها فاعتذر الشيخ البرماوي حيث كان بطبعه لا يميل إلى الاغتراب ويحب الاستقرار ببلده، وكل شيء بقدر الله تعالى.

ولما عزمت على السفر إلى المملكة للعمل بها مدرساً كتب لي الشيخ عبد العزيز البرماوي تزكية في خطاب موجه للشيخ عبد الرزاق يوصيه فيه بي خيراً، وقد كان لهذا الخطاب أثر كبير في حياتي حيث احتفى بي الشيخ عبد الرزاق جداً بسببه، وسمح لي أن أزوره في بيته مرة كل أسبوع لعرض ما لدي من أسئلة، وكان الشيخ عبد الرزاق دائم السؤال عن الشيخ البرماوي ويحملني دائما السلام لأقرئه إياه.

هذا وقد أخبرني الشيخ البرماوي أنه حضر بعض محاضرات الأستاذ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين للاطلاع على ما يدعو إليه، إلا أنه كما ذكرنا انضم إلى جماعة أنصار السنة وكان من روادها الأوائل.

(يتبع إن شاء الله)

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[24 - 08 - 03, 11:24 م]ـ

بين شيخنا البرماوي والطنطاوي شيخ الأزهر

حدثني شيخنا البرماوي أول ما ولي سيد الطنطاوي الإفتاء بمصر وقبل فشو الطوامّ التي أفتى بها وقبل توليه مشيخة الأزهر فيما بعد، أنه كان زميلا له في كلية أصول الدين، وفي نفس الوقت فالطنطاوي كان بلدي شيخنا وكان من جيرانه بالإسكندرية حيث كان سيد طنطاوي من سكان حي الحضرة القريب من عزبة سعد، وحدثني الشيخ البرماوي أن الطنطاوي كان بليدا ولم يكن معدوداً من نجباء الطلبة بالأزهر، وكان كثيرا ما يأتي لشيخنا البرماوي ليشرح له ما غمض عليه، وأخبرني أن الطنطاوي كان وصوليا فيه مداهنة وأخلاق غير مرضيّة، وأنه لا يستبشر خيرا بتوليه الإفتاء!

أخلاقه وسمته وتلاميذه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير