تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - الإصابة (1/ 282 - العلمية): [وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب قال: قال كعب: كان البراء بن معرور أول من استقبل الكعبة حيا وعند حضرة وفاته قبل أن يتوجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يستقبل بيت المقدس فأطاع فلما كان عند موته أمر أهله أن يوجهوه قبل الكعبة].

*قلت: هكذا اختلف فيه على الزهري على ثلاثة أوجه:

الأول: عن الزهري مرسلاً، وهو الصواب.

الثاني: عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب مرسلاً، وقد رواه عنه هكذا شعيب بن أبي حمزة، ويبدو أنه إدراج من أحد الرواة؛ فقد رواه عبد الرزاق كما تقدم ففصل بين قول ابن كعب، وبين قول الزهري.

الثالث: عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن كعب، ونحتاج للكشف عن إسناده من دون الزهري، والراجح أنه خطأ.

قلت: والخلاصة أن هذا الحديث لا يصح بمجموع طرقه، والله أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** رد الإجماع

وأما قول النووي في "المجموع" (5/ 116): [يستحب أن يستقبل به القبلة، وهذا مجمع عليه،، وفي كيفيته المستحبة وجهان].

قول النووي مردود لأمرين:

أولاً: الإجماع المذكور ليس عليه دليل:

قال مالك - كما في "المدخل" لابن الحاج -: [لم يكن من عمل الناس]، وكره أن يعمل ذلك استناناً.

وكره سعيد بن المسيب توجيهه إلى القبلة عند الاحتضار.

ثانياً: الوجهان المذكوران في كيفية توجيهه، ليس عليهما دليل سوى القياس على وضعه في القبر، وهذا فيه نظر، لاختلاف أحكام الميت عن الحي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** الاستدلال بحديث: ((البيت الحرام: قبلتكم أحياء و أمواتا))، وقد حسنه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع" (4605)

قال الشوكاني في "نيل الأوطار" (4/ 50 - دار الجيل):

[وفي الاستدلال به على ذلك نظر لأن المراد بقوله أحياء عند الصلاة وأمواتا في اللحد، والمحتضر حي غير مصل، فلا يتناوله الحديث والإلزام وجوب التوجه إلى القبلة على كل حي وعدم اختصاصه بحال الصلاة وهو خلاف الإجماع].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** خلاصة البحث

[فائدة]: قال الشافعي في "الأم" (7/ 298): [لا يجوز لم استأهل أن يكون حاكماً أو مفتياً أن يحكم ولا أن يفتي إلا من جهة خبر لازم، وذلك الكتاب، ثم السنة، أو ما قاله أهل العلم لا يختلفون فيه، أو قياس على بعض هذا، ولا يجوز أن يحكم ولا يفتي بالاستحسان].

قلت: ولم يصح في هذا المسألة خبر لازم من الكتاب، ولا من السنة، ولم يصح الإجماع أيضاً كما تقدم.

أما القياس فهو مردود أيضاً كما تقدم في كلام الشوكاني.

وأما استحسان ذلك فمردود أيضاً.

والخلاصة: أن توجيه المحتضر إلى القبلة، قال به جمهور العلماء، ولكن لا يستندون إلى دليل صحيح، ولم يرد ذلك عن الصحابة، ولم تتوفر الهمم والدواعي على نقله، ونجد أيضاً أن كل ما ذكر من احتضار السلف لم يرد فيه التوجيه إلى القبلة، فالأرجح ترك ذلك، والله أعلم.

ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[25 - 08 - 03, 03:50 م]ـ

سبحان الله، لما قرأت المقالة وجدت من مجموع الأدلة التي بالغ الكاتب في ردها ما يصلح للانتهاض بالاستحباب على أقل الأحوال،

أحاديث متعددة المخارج والطرق، أقوال للعلماء، استنباط من حديث صحيح، نقل للإجماع من إمام معتبر، وإن خولف من بعضهم، لكن فيه قوة على الأقل من عدد كبير من العلماء.

ـ[خالد الشايع]ــــــــ[25 - 08 - 03, 05:19 م]ـ

أخي الشيخ:أحمد بن سالم المصري

أحسنت في هذا البحث، ولكن لا ينبغي التشديد فيه لكون المسألة محل نقاش وخلاف بين العلماء، فليست المسألة قطعية، والحديث الذي أشرت إليه وحسنه الألباني رحمه الله (الكعبة قبلتكم أحياء .... ) عام وليس على التخصيص دليل وبالعموم قال سماحة شيخنا ابن باز عليه سحائب الرحمات.

وعلى كل فقد أحسنت العرض، فآمل قبول رأيي المتواضع فالموضوع للمناقشة.

غفر الله لنا ولك.

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[25 - 08 - 03, 07:58 م]ـ

أخي الكريم الشيخ أحمد بن سالم _ حفظه الله _

حبذا لو استكملتم البحث بتخريج أثر حذيفة أنه قال وهو يحتضر "وجهوني ".

والأثر المروي عن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت لأم رافع " استقبلي بي القبلة ثم قامت فاغتسلت أحسن ما تغتسل ولبست ثيابا جددا وقالت إني الآن مقبوضة ثم استقبلت القبلة متوسدة يمينها ".

ثم إذا صح أثر حذيفة ألا يكفي قول الصحابي بلا مخالف له من الصحابة، مع ما تقدم من العمومات لإثبات مشروعية توجيه المحتضر إلى القبلة؟

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[25 - 08 - 03, 10:09 م]ـ

وورد في الحديث: خير المجالس ما استقبل به القبلة .. وحسنه الشيخ

الألباني.

ويشرع لمن أراد النوم أن يستقبل بوجهه القبلة، والمحتضر مثل النائم

بل أبلغ ...

والمسألة مشروعة في الجملة ولا مجال أن يقال في حق فاعلها أنه مبتدع

ولا أقول إن الأخ صاحب الموضوع قال ذلك،ولكن أتدارك حتى لا يتكيء

على عبارته متكيء .. والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير