تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكان رجلاً شجاعاً لا يهاب الموت، لا يخشى أن يموت بل إنه في وقت من الأوقات ركب البحر وكان كاتبه العماد الأصفهاني يخاف من البحر ولكنه وجد هذا القائد لا يبالي بالبحر وقد هاج فحدثه بما في نفسه أنه خاف فكيف لا تخاف أنت، فقال له: ما هي أشرف الميتات، قال أشرف الميتات الموت في سبيل الله، قال فهذه هي غايتي، غايتي أن أموت أشرف الميتات، لا أموت على فراشي أحسن ما أموت عليه أن أموت في سبيل الله، أن تصيبني ضربة بسيف أو رمية برمح أو طعنة بسهم فأقتل في سبيل الله (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)، كان يلاقي جيوش الفرنجة أو الصليبيين وهم بعشرات الألوف ولكنه لم يكن يبالي بهذه الكثرة، مؤمناً بقول الله تعالى (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين)،

كان رجلاً سمحاً كريم الخلق

في معركته الفاصلة مع الصليبيين، معركة حطين، هذه المعركة كان الصليبيون أكثر من ستين ألفاً وكان جيش صلاح الدين اثني عشر ألفا من الجنود المجندين غير بعض آلاف من المتطوعة، كان جيش صلاح الدين لا يساوي ربع جيش الصليبيين ولكنه توكل على الله عز وجل وحينما أراد أن يلقاهم عند هذه البلدة، الصغيرة أو القرية الصغيرة التي نعرف اسمها حطين، اجتمع الصليبيون وتصالحوا فيما بينهم، زال الخلاف بينهم، كان بعضهم مختلفين مع بعض، ولكن عندما يجدون العدو القوي ينسون الخلافات، وهذا هو شأن العقلاء من الناس، نسوا الخلافات وتجمعوا بقضهم وقضيضهم أو كما قال ابن كثير في البداية والنهاية، بحدهم وحديدهم وفي مقدمتهم الصليب الكبير، صليب الصلبوت كما يسمونه يحمله منهم عباد الطاغوت وضلال الناسوت كما يقول ابن كثير، اجتمعوا كلهم.

أمير طرابلس وأمراء البلدان الأخرى وكان أشدهم على المسلمين أمير الكرت، حتى أن أمير طرابلس هذا قال له أن المسلمين أشداء فقال له لا أشك أنك تحب المسلمين وتخوفنا من كثرتهم وسترى عند النزال من تكون له العاقبة، هذا رجل فاجر، أمير الكرت هذا، وحينما كانت المعركة فر أمير طرابلس ووقع أمير الكرت أسيراً في يد صلاح الدين، وكان صلاح الدين رجلاً سمحاً كريم الخلق، كان يعامل الناس معاملة حسنة، فأجلس هؤلاء الملوك والأمراء بعضهم عن يمينه وبعضهم عن يساره، كبيرهم أقعده عن يمينه، وأعطاه كأس من اللبن فشرب منه ثم أعطاه لهذا الرجل أمير الكرت، فغضب صلاح الدين وقال له إنما أعطيتك لتشرب ولم آذن تعطيه هذا، ثم دخل خيمة أخرى ودعا بهذا الرجل كان يسمى رياض، وعرض عليه الإسلام ليعفيه من القتل فأبى فقال له إذن ليس لك عندي إلا القتل انتصاراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان كثير السب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقتله وأرسل برأسه إلى الملوك في الخيمة الكبرى ليروا عاقبة هذا الإنسان الفاجر الذي لا خلق له ولا دين له.

معركة حطين

كانت معركة حطين من معارك التاريخ الحاسمة انتصر فيها المسلمون انتصاراً هائلاً في ذلك اليوم كان صلاح الدين بين قادته وجنوده، يرغبهم في الجهاد في سبيل الله ويكبر فيكبرون وراءه وفي أثناء المعركة أمر أحد العلماء أن يقرأ عليه بعض أحاديث صحيح البخاري، وقال أنا أول من قرأ الحديث بين الصفين، أراد أن يطلب العلم وهو بين الصفين وأن يقرأ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد الانتصار خطب خطبة عظيمة وقال أيها الناس هذا يوم من أيام الله لا ينبغي فيه البغي ولا الفخر، اسجدوا لله شاكرين وأمرهم أن يلتزموا التقوى وأن يتحروا أمر الله تعالى فيمتثلوه ونهي الله تعالى فيجتنبوه، وكان هذا يوماً من أيام الله حقا، حتى أن بعضهم رأى بعض الفلاحين يأسر نيفاً وثلاثين أسيراً وربطهم في حبل خيمة، بعض الفلاحين المصريين الذين كانوا في الجيش لم يجد شيئاً ليربط الأسرى فربطهم في حبل خيمة، كذا وثلاثين أسيراً، وسيرهم كالأغنام حوله وفدا بعضهم بنعله، لم يكن معه نعل يلبسه فأخذ منه نعله فداء وتركه، يعني كان الواحد لا يساوي نعلاً، هكذا كان هذا اليوم يوماً من أيام الله.

معركة فتح بيت المقدس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير