تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإحرصوا أن تكون أعمالكم إن كانت إجتهادا أو إقتصادا على منهاج الأنبياء وسنتهم وكذلك قال عبدالله بن مسعود إقتصاد فى سنة خير من إجتهاد فى بدعة

وقد تنازع العلماء فى سرد الصوم إذا أفطر يومى العيدين وأيام منى

فإستحب ذلك طائفة من الفقهاء والعباد فرأوه أفضل من صوم يوم وفطر يوم

وطائفة أخرى لم يروه أفضل وجعلوا سائغا بلا كراهة وجعلوا صوم شطر الدهر أفضل منه وحملوا ما ورد فى ترك صوم الدهر على من صام أيام النهى

والقول الثالث وهو الصواب قول من جعل ذلك تركا للأولى أو كره ذلك فإن الأحاديث الصحيحة عن النبى كنهيه لعبدالله بن عمرو عن ذلك وقوله من صام الدهر فلا صام ولا أفطر وغيرها صريحة فى أن هذا ليس بمشروع ومن حمل ذلك على أن المراد صوم الأيام الخمسة فقد غلط فإن صوم الدهر لا يراد به صوم خمسة أيام فقط وتلك الخمسة صومها محرم ولو أفطر غيرها فلم ينه عنها لكون ذلك صوما للدهر ولا يجوز أن ينهى عن صوم أكثر من ثلاثمائة يوم والمراد خمسة بل مثال هذا مثال من قال إئتنى بكل من فى الجامع وأراد به خمسة منهم وأيضا فإنه علل ذلك بأنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النفس وهذا إنما يكون فى سرد الصوم لا فى صوم الخمسة

وأيضا فإن فى الصحيح أن سائلا سأله عن صوم الدهر فقال من صام الدهر فلا صام ولا أفطر قال فمن يصوم يومين ويفطر يوما فقال ومن يطيق ذلك قال فمن يصوم يوما ويفطر يومين فقال وددت أنى طوقت ذلك فقال فمن يصوم يوما ويفطر يوما فقال ذلك أفضل الصوم فسألوه عن صوم الدهر ثم عن صوم ثلثيه ثم عن صوم ثلثه ثم عن صوم شطره وأما قوله صيام ثلاثة أيام من كل شهر يعدل صيام الدهر وقوله من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر الحسنة بعشر أمثالها ونحو ذلك فمراده أن من فعل هذا يحصل له أجر صيام الدهر بتضعيف الأجر من غير حصول المفسدة فإذا صام ثلاثة أيام من كل شهر حصل له أجر صوم الدهر بدون شهر رمضان وإذا صام رمضان وستا من شوال حصل بالمجموع أجر صوم الدهر وكان القياس أن يكون إستغراق الزمان بالصوم عبادة لولا ما فى ذلك من المعارض الراجح وقد بين النبى الراجح وهو إضاعة ما هو أولى من الصوم وحصول المفسدة راجحة فيكون فوت مصلحة راجحة واجبة أو مستحبة مع حصول مفسدة راجحة على مصلحةالصوم وقد بين النبى حكمة النهى فقال من صام الدهر فلا صام ولا أفطر فإنه يصير الصيام له عادة كصيام الليل فلا ينتفع بهذا الصوم ولا يكون صام ولا هو أيضا أفطر

((((ومن نقل عن الصحابة أنه سرد الصوم فقد ذهب إلى أحد هذه الأقوال وكذلك من نقل عنه أنه كان يقوم جميع الليل دائما أو أنه يصلى بوضوء العشاء الآخرة كذا وكذا سنة (((مع أن كثيرا من المنقول من ذلك ضعيف)))

وقال عبدالله بن مسعود لأصحابه أنتم أكثر صوما وصلاة من اصحاب محمد وهم كانوا خيرا منكم قالوا لم يا أبا عبدالرحمن قال لأنهم كانوا أزهد فى الدنيا وأرغب فى الآخرة فأما سرد الصوم بعض العام فهذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يفعله قد كان يصوم حتى يقول القائل لا يفطر ويفطر حتى يقول القائل لا يصوم)))) انتهى.

وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية ~ (28/ 16) (ذهب جمهور الفقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة وبعض الشافعية على وجه العموم إلى كراهة صوم الدهر000) انتهى.

يتبع بمشيئة الله

ـ[أخوكم]ــــــــ[15 - 09 - 03, 03:14 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ عبدالرحمن الفقيه حفظه الله ورعاه وسدد على الخير خطاه

جزاك الله كل خيرا على ما تفضلت به من فوائد جمة ليست بجديدة على أمثالك الذي ننهل منه الكثير من العلم.


بالنسبة " بالنسبة لما يهمني في المسألة " فأرجو منك _ فضلا وتكرما لا أمرا _ حصرها في حكم تبديع من خصص رجب بصيام الكثير من أيامه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير