شي، والأشياء كلها حقيرة بين يديه متواضعة ذليلة صغيرة بالنسبة إليه، محتاجة فقيرة إليه وهو الغني الحميد، الفعال
لما يريد الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون،
وهو القاهر لكل شيء الحسيب على كل شيء الرقيب العلي العظيم، لا إله إلا هو ولا إله غيره ولا رب سواه.
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ فهو العلي علو منزلة وعلو قهر وسلطان، وهو العظيم سبحانه وتعالى الكبير المتعال لا ملجأ ولا
منجا منه إلا إليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
جاء عند النسائي والطبراني وهو في صحيح الترغيب والترهيب عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان له جرن
من تمر فكان ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبيه الغلام المحتلم، فسلم عليه فرد عليه السلام فقال: ما أنت؟
جني أم إنسي؟ قال جني، قال فناولني يدك، فناوله يده فإذا يده يد كلب وشعره شعر كلب، قال: هذا خلق الجن؟ قال:
قد علمت الجن أن ما فيهم رجلاً أشد مني، قال: فما جاء بك، قال: بلغنا أنك تحب الصدقة فجئنا نصيب من طعامك،
قال فما ينجينا منكم؟ قال: هذه الآية التي في سورة البقرة: الله لا إله إلا هو الحي القيوم من قالها حين يمسي أجير منا
حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسي، فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك
له فقال: ((صدق الخبيث)).
وقد جاء عند الترمذي وغيره وهو في صحيح الجامع حديث عن أبي أمامة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)).
و جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة
رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام. فأخذته وقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: دعني
فإني محتاج، وعلي عيال، ولي حاجة شديدة قال فتخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا
هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟)) قال قلت: يا رسول الله شكا حاجةً شديدةً وعيالاً فرحمته وخليت سبيله، قال: أما
إنه قد كذبك وسيعود، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه سيعود، فرصدته فجاء يحثوا
من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال، لا أعود،
فرحمته وخليت سبيله فأصبحت. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟))
قلت: يا رسول الله شكا حاجة وعيالاً فرحمته وخليت سبيله قال: ((أما إنه كذبك وسيعود))،فصدته الثالثة فجاء يحثوا
من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا آخر ثلاث مرات إنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود
فقال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها. قلت: وما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: الله لا إله إلا هو الحي
القيوم. حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح. فخليت سبيله. فأصبحت فقال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما فعل أسيرك البارحة؟)) فقلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت
سبيله قال: ((ما هي؟)) قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: الله لا إله إلا هو الحي
القيوم. وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير. فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: ((أما إنه صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة؟)) قلت: لا: قال:
((ذاك شيطان)).
وقد وردت أحاديث تبين أن اسم الله الأعظم في هذه الآية آية الكرسي الذي إذا سئل به أجاب. فهذه الآية العظيمة
التي هي أعظم آية في القرآن حرز من الشيطان لمن قرأها وتكون سبباً في دخول الجنة لمن حضر الصلاة ثم قرأها
مع أذكار الصلاة ... إذاً الأجر العظيم والحرز من الشيطان يكون لمن قرأها كما وردت الأحاديث وليس لمن علقها
أو زين بها المجالس أو وضعها على جثمان الميت .. إن هذه الأمور كلها محدثات لم يفعلها الصحابة ولا التابعون
ولا الأئمة الأربعة ولا من سار على نهجهم. إنما كانوا يقرؤون القرآن ويعملون به، والقراءة عمل اللسان فلا بد من
القراءة لمن أراد الأجر والحرز من الشيطان
ـ[محمد عابدين]ــــــــ[02 - 09 - 03, 04:51 م]ـ
جزاك الله خيرا
موضوع قيم جدا
وهناك سؤال يخطر على بالي: كيف عرف أبي بن كعب رضي الله عنه عن أعظم آية في القرآن؟
سياق الحديث يدل على أنه لم يكن قد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم من قبل
ـ[أبو مسلم]ــــــــ[03 - 09 - 03, 11:14 م]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أخي الكريم عاشق بلادي جزاك الله خيرا ...
قلت لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لا تغلبه سنة وهي النعاس ولهذا قال تعالى: ولا نوم لأنه أقوى من النعاس.
والصواب: ولهذا لم يقل الله تعالى ولا نوم لأنه أقوى من النعاس.
¥