[تفسير: حديث عهد بربه]
ـ[محمد عابدين]ــــــــ[04 - 09 - 03, 08:56 ص]ـ
في صحيح مسلم عن انس رضي الله عنه قال اصابنا ونحن مع رسول الله مطر فحسر رسول الله ثوبه حتى اصابه المطر فقلنا يارسول الله لم صنعت هذا قال لانه حديث عهد بربه
هل معنى هذا أنه تبرك بالمطر؟
وما معنى حديث عهد بربه؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 09 - 03, 12:12 ص]ـ
سأجيبك على أسئلتك بما أستطيع واعذرني عن التقصير:
قولك: [هل معنى هذا أنه تبرك بالمطر؟]
قال ابن القيم رحمه الله: وتقد في هديه في الاستسقاء وذكر استمطاره من تبركه بماء الغيث عند أول مجيئه.
وقد أخبر الله جل وعلا أنه أنزل من السماء ماء مباركا وفي صحيح مسلم " ما أنزل الله من السمالء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين ينزل الله الغيث ... الحديث
وروى البخاري في الأدب أن ابن عباس كان إذا أمطرت السماء يقول " يا جارية أخرجي ثيابي ويقول " ونزلنا من السماء ماء مباركا "
وبوب عليه " باب التيمن بالمطر " وبوب عليه كثير من الأئمة " باب التبرك بالمطر "
وأما سؤالكم:
وما معنى حديث عهد بربه؟]
فمعناه أنه حديث عهد يإيجاد ربه له وبتكوينه وخلقه له وقال شيخنا ابن عثيمين " أي أنه خلق الآن في وقت النزول "
هذا مالزم والله يحفظكم: المقرئ = القرافي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 03, 01:17 ص]ـ
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله (9/ 233)
من تمطر [في المطر] حتَّى يتحار على لحيته
خرج فيهِ:
1033 - حديث: الأوزاعي: نا إسحاق بن عبد الله: نا أنس، قالَ: أصاب الناس سنة على النَّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فذكر الحديث، وقد تقدم في ((كتاب الجمعة)) بتمامه، وفيه:
ثُمَّ لم ينزل - يعني: النَّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -عن منبره حتَّى رأيت المطر يتحادر على لحيته.
خرجه من طريق ابن المبارك، عن الأوزاعي.
وفي الاستدال بهذا الحديث على التمطر نظر؛ فإن معنى التمطر: أن يقصد المستسقي أو غيره الوقوف في المطر يصيبه، ولم يعلم أن النَّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قصد الوقوف في ذَلِكَ اليوم على منبره حتَّى يصيبه المطر، فلعله إنما وقف لإتما الخطبة خاصة.
وفي الاستمطار أحاديث أخر، ليست على شرط البخاري:
فخرج مسلم، من رواية جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، قالَ -قالَ أنس -: أصابنا ونحن مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مطر، فحسر رسول الله ? ثوبه، حتَّى أصابه من المطر، فقلنا: يارسول الله، لم صنعت هذا؟ قالَ ((لأنه حديث عهد بربه)).
وخرج ابن أبي االدنيا، من رواية الربيع بن صبيح، عن زيد الرقاشي، عن أنس، قالَ: كانَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يلقي ثيابه أول مطره، ويتمطر.
والرقاشي، ضعف جدا.
وروى بإسناده، عن جابر الجعفي، عن عبد الله بن نجي، قالَ: كانَ علي رضي الله عنه إذا مطرت السماء خرج فإذا أصاب صلعته الماء مسح رأسه ووجهه وجسده، وقال: ((بركة نزلت من السماء لم تمسها يد ولا سقاء)).
وبإسناده، عن عبد الله بن مؤمل، عن ابن أبي مليكة، قالَ: كانَ ابن عباس يتمطر، يقول: يا عكرمة، أخرج الرحل، أخرج كذا، أخرج كذا، حتَّى يصيبه
المطر.
وبإسناده، عن وكيع، عن أم غراب، عن نباتةة، قالَ: كانَ عثمان بن عفان يتمطر.
وبإسناده، عن أبي الأشعر، قالَ: رأيت أبا حكيم إذا كانت أول مطر تجرد، ويقول: إن عليا كانَ يفعله، ويقول، أنه حديث عهد بالعرش.
وهذا يدل على أن عليا كانَ يرى أن المطر ينزل من البحر الذي تحت العرش.
وحديث العباس بن عبد المطلب، عن النَّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -في ذكر السحاب والمزن
والعنان، وبعد ما بين السماء والأرض، وبعد ما بين السموات بعضهما من بعض، وأن فوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله، مثل ما بين سماء إلى سماء -شهد ذَلِكَ.
وقد خرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم.
وقال: صحيح الإسناد.
وقال الترمذي: حسن غريب.
وكذلك قاله عكرمة وخالد بن معدان وغيرهما من السلف: أالمطر ينزل من تحت العرش.
وروي عن ابن عباس من وجوه ما يدل عليهِ.
وأما من قالَ: أن المطر كله من ماء البحر؛ فإنه ما لا علم لهُ به.
فإن استدل بإنه يشاهد اغتراف السحاب من البحر، فقد حكم حكما كليا بنظر جزئي، ومن أين لهُ أن كل السحاب كذلك؟
وقد خرج ابن أبي الدنيا بإسناده، عن خالد بن يزيد: منه من السماء، فلا ما يستقيه الغيم من البحر، فيعذبه الرعد والبرق، فإما ما يكون من البحر، فلا يكون لهُ نبات، وأما النبات فما كانَ من ماء السماء، وقال إن شئت أعذبت ماء البحر، فأمر بقلال من ماء، ثُمَّ وصف كيف يصنع حتَّى تعذب.
ونص الشافعي وأصحابنا على استحباب التمطر في أول مطرة تنزل من السماء في السنة.
وحديث أنس الذي خرجه البخاري إنما يدل على التمطر بالمطر النازل
بالاستسقاء، وإن لم يكن أول مطرة في تلك السنة.) انتهى.
* * *
وقال الحافظ أبو الفضل بن عمار الشهيد في علل مسلم ص 86
(15)
ووجدت فيه حديث جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت، عن أنس؛ قال:
((أصابنا مطر ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحسر ثوبه عنه، وقال: إنه حديث عهد بربه)).
قال أبو الفضل:
وهذا حديث تفرد به جعفر بن سليمان من بين أصحاب ثابت؛ لم يروه غيره.
وأخبرني الحسين بن إدريس، عن أبي حامد المخلدي، عن علي بن المديني، قال:
((لم يكن عند جعفر كتاب، وعنده أشياء ليست عند غيره)).
((وأخبرنا محمد بن أحمد بن البراء، عن علي بن المديني قال:
((أما جعفر بن سليمان فأكثر عن ثابت، وكتب مراسيل، وكان فيها أحاديث مناكير)).
وسمعت الحسين يقول: سمعت محمد بن عثمان يقول:
((جعفر ضعيف)).) انتهى.
وهذا الحديث يستدل به على علو الله على خلقه خلافا للمبتدعة الضلال الذين يقولون إن الله في كل مكان (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)
وفيه دلالة على بركة ماء المطر وقد دلت عليه نصوص أخرى.
¥